تابعت عبر ساعات ثقيلة من يوم الاربعاء المصادف 31 كانون الاول 2019 مثل غيري من العراقيين والمتابعين صور وافلام وتعليقات وسيناريوهات التظاهرات الحشدية الممسرحة التي قام بها الحشد ” المقدس” وقيادات جماعة الطرف الثالث ” المدنس “.
لم استغرب من احترام ذلك الحشد الذي ظهر بملابس قتالية و لم يحمل السلاح على المكشوف من احترامه لقواعد الاشتباك المتفق عليها جيدا.
كان من شروط فك الاشتباك الجنتلماني مثلا، انه عندما اشتكت وحدات الحمايات الخاصة في المنطقة الخضراء من نقص القنابل المسيلة للدموع الذي صادف مناسبة يوم ميلاد الحوراء زينب التي حضرت تحفها ملائكة مرقد باقر الحكيم خصيصا لتشييع شهداء القائم ، كما اعلن البعض في مواعظهم،حين اعلنوا ذلك مباشرة عبر الميديا، لاتمام صورة المقدس المحتفل بعرس الشهادة .
اشتكى حراس الخضراء الذين ظهروا بكل رتبهم العسكرية في المسيرة من نقص مسيلات الدموع، فاستجاب لهم على الفور حراس السفارة الامريكية فاطلقوا لهم زخات من اطلاقات الغاز المسيل للدموع من النوع ” fresh” المحسن ، منها تناثرت بعناية مدروسة على زوايا و اسوار السفارة “المحاصرة” ، كانت الاطلاقات الامريكية من النوع المُحَسَّن والراقي الخفيف، غير المؤذي للعيون الحشدية، وهي هدية رأس السنة من زملائهم، رفاق السلاح، حراس السفارة الامريكية ببغداد لاتمام مشهد المندبة الحشدية البكائية الكاذبة .
اما النيران التي شاهدناها عند البوابة الاولى ثم الثانية من السفارة ، والتي استعمل فيها سعف النخيل، والتي اشعلت في زوايا مختارة من سياج السفارة الامريكية وفي الاكشاك الامريكية الانيقة خارجها فقد كانت مترافقة بأدعية وتمائم بعض عمائم الديكور السياسي، ممن ظهروا في المشهد، وهم يقذفون عددا من الجمرات الرقيقة من الحصى على سياج بيت وعرين الشيطان الاكبر بالمنطقة الخضراء، يقيني وهم يرمون احجارهم كانوا يرددون في قرارة أنفسهم : اللهم اجعلها نارا باردة وبردا وسلاما على المارينز المحتفلين برأس السنة داخل سفارتهم .
لم ينقص من المشهد الميلودرامي سوى خروج بابا نوئيل بطربوشه الاحمر ليوزع فطائر مكدونالد وفطائر دجاج الكنتاكي المذبوح على الطريقة الاسلامية من مطعم السفارة الامريكية المجهز لمثل هذه المناسبات، وليتمم أحدهم توزيع علب وقناني البيرة الاسلامية من دون كحول ترحما على ارواح ضحايا القصف الامريكي والعبث الايراني ليعود الجميع عند المساء مرتاحين وسعداء بعد تلبية الواجب واتمام ركضة طويريج الموعودة والمؤجلة مرارا نحو ربوع الخضراء السعيدة بسلمية التعايش و الوفاق الامريكي الفارسي ، وسيعود الجمع المقدس الى بيوتهم محملين بثواب ورضا أئمة الاحتلالين الامريكي والايراني وينسحبون مساء تباعا و بانضباط تحت اضواء ووهج القنابل الضوئية الساطعة التي اسقطتها الطائرات السمتية الامريكية المحلقة فوق فضاء السفارة والمنطقة الخضراء بعد “فزعة” المارينز القادمين من الكويت، لتنير عودة حشود الحشد المضلل ابدا الى بيوتهم المنكودة .
للشهداء والقتلى والضحايا في العراق ليس لنا الا ان نقول:
انا لله وانا اليه راجعون.