23 ديسمبر، 2024 10:52 ص

تظاهرات سلمية وشعبية من اجل الوطن

تظاهرات سلمية وشعبية من اجل الوطن

واهم او مغرض من يدعي ان تظاهرات العراقيين بقيادة شبابه الواعي التي انطلقت شراراتها في الاول من تشرين الاول لم اولن تحقق اهدافها الوطنية الكبيرة في تخليص العراق وشعبه من تسلط الاحزاب الطائفية التي كرست المحاصصة كنهج في وطننا الجريح . فقد اسقطت جماهير الشعب مراهنات الطبقة السياسية التي حاولت زرع الطائفية كسبيل لتغييب القيم الوطنية والقومية وتجاوزت هذه الجماهير بحسها الوطني منذ بدء التظاهرات الشعارات المطلبية لتعلن صراحة رفضها كل اشكال الهيمنة على مقدرات العراق وشعبه واصلاح حقيقي في بنية العملية السياسية التي ولدت ميتة سريريا بسبب اعتمادها المحاصصة .
وبرغم استخدام كل انواع البطش والارهاب الذي وصل حد استخدام الرصاص الحي ومطاردة الناشطين وتغييبهم ، فان جماهير شعبنا البطل وفي مقدمته شبابه الوطني قد اكدت اصرارها على استمرار انتفاضاتهم الشعبية السلمية حتى تحقيق مطالبهم بتطهير العراق من رموز الفساد ممن كانوا السبب في تخريب العراق مع اصرار على رفض كل اشكال الوصاية او المعالجات التر قيعية البائسة.. وجاء تقرير اللجنة الوزارية التي شكلت للتحقيق في ما حصل في التظاهرات من قمع مفرط ووحشي هزيلا ومخيبا للامال ليؤكد اصرار الاحزاب الطائفية على التمسك بنهجها المتقاطع وابسط مطالب الشعب ، كما ان ما اعلن من اصلاحات ترقيعية كالاعلان عن توفير درجات وظيفية ومنح اعانات للعاطلين واحالة عدد من الفادسين للقضاء هو الاخر دليل مضاف على ان هذه الاحزاب مصرة على اتباع وسائل التضليل والخداع التي لم تعد تنطلي على جماهير شعبنا الابي . وهاهي التنسيقيات تعلن من خلال شعاراتها ان هدف الثورة الشعبية هو استعادة كرامة الوطن وان تظاهراتهم هي من ( اجل اسقاط الفساد وتحرير العراق من ايران الف الف مرة .. وهذه المرة لن يتهمنا احد بالطائفية فجل المتظاهرين من الجعفرية العرب وندائهم هو ايران برا برا وبغداد حرة حرة .. ) ان هذه الشعارات الوطنية والقومية ارعبت ادعياء الديمقراطية والسيادة واكدت ولائهم لغير العراق ومصالحه ممن اسحوذوا على السلطة والثروات ونهبوا المال العام على حساب جوع الشعب وحرمانه من ابسط حقوقه ، فباتت تستشعر خطرالتظاهرات و الثورة الشعبية التي هددت مصالحهم النفعية والانانية حيث سئم الشعب من ممارساتهم ووعودهم فقال كلمته معلنا رفضه لجميع الاحزاب التي خانت الوطن والشعب بل انها ولاول مرة صرخت بوجه كل من حاول التستر بعباءة الدين ممن حاولوا امتصاص الغضب الشعبي وانقاذ طبقة سياسية فاسدة لاتفكر بغير منافعها وفصلت كل شيء على مقاساتها بما فيها العملية السياسية وما تبع ذلك من قوانين تصب في مصلحة السياسيين واقربائهم وحاشياتهم .
ان القوى والشخصيات الوطنية التي قدمت التضحيات الجسام من اجل العراق والامة لتشعر بالفخر وان تضحياتها لم تذهب سدى وهي تسمع الاصوات الشبابية تصدح باسم العراق وسيادته ونهضته ، وهو ما يجسد قوة وصلابة المباديء الوطنية والقومية التي جبل عليها شعبنا وبقيت في ضميره برغم كل محاولات القوى الظلامية والاهابية داعشية وسواها من وأدها طائفيا . .
ومهما تكن النتائج فان يوم الخامس والعشرين من تشرين الاول ، وما تلاه ومعاودة التظاهرات وثورة الكرامة انطلاقها مرة اخرى تجسد حقيقة وعي وطني كبير حفز الجماهير على كسر انواع الحواجز ليعلن رفضه لتسلط الاحزاب الطائفية، كما ان الحقيقة التي صارت تعلن عن نفسها ان العراق عصي على كل اعدائه وان شعبه قد يصبر طويلا لكنه لن يستكين ولن يرضخ لارادة المارقين الفاسدين ..
انها تظاهرات سلمية و ثورة شعبية مستمرة حتى تحقيق تطلعات الشعب واهدافه وابرزها عودة وطن حاول البعض تضييعه لكنه كان وسيبقى اقوى من كل مخططاتهم . ومع تقديرنا لما جاء في خطاب رئيس الجمهورية الخميس الماضي من معالجات لامست بعض مطالب المتظاهرين المشروعة ، الا انها لم تصل الى مستوى هدف الجماهير الوطني بانهاء المحاصصة واجراء عملية تغيير جذري وحقيقي
المجد والخلود لشهداء العراق من مواطنين وقوات امنية بطلة والخزي والعار لكل من يسعى لحرف التظاهرات عن مساراتها الحقيقية والاساءة اليها وتشويه وجهها الحقيقي فيتعمد حرق المؤسسات الحكومية وممارسة اعمال القتل والاعتداء على المتظاهرين و منتسبي الاجهزة الامنية وعاش العراق.