23 ديسمبر، 2024 4:15 ص

تظاهرات العراقيين مدفوعة الثمن

تظاهرات العراقيين مدفوعة الثمن

منذ اللحظات الاولى لخروج التظاهرات الشعبية التي ملأت الساحات و الميادين في عموم محافظات العراق حتى بدأت الاتهامات تنطلق من الرؤساء و نوابهم و الوزراء و النواب في البرلمان و كل من استشعر خطر الخروج من المنصب و امتيازاته و لعل ابرز هذه الاتهامات هي ان التظاهرات دبرت بليل و ان المتظاهرين لهم اجندات خارجية او انهم قبضوا ثمن خروجهم لإسقاط العملية السياسية الوطنية التي جاءت لخدمة الشعب.

شخصيا لا اختلف مع من صرح مثل هذه التصريحات …

و لكن ما هو الثمن الذي قبضه الشعب ؟

ما الذي قبضه الشاب العراقي الذي يصرخ وسط التظاهرات ؟ و ما الذي قبضه المتقاعد ليخرج رغم كبر سنه ؟ و ما الذي قبضته الارملة و الثكلى و من لا معيل لها لتخرج الى الشارع ؟ و ما الذي قبضه الاطفال ؟

نعم قبضوا الثمن قهراً و فقراً , فالشاب لا وظيفة له بعد تخرجه طالما لا يملك الواسطة او عدم امتلاكه ثمن الرشوة التي يطلبها الفاسد و لا يستثنى من ذلك إلا من كان من اقارب المسؤول , و المتقاعد قبض ثمن خروجه عدداً من الدنانير التي لا تكفي لعلاجه بعدما امضى عقوداً من حياته في خدمة الدولة و في المقابل يتقاضى المسؤول مبالغ ضخمة كخدمة تقاعدية بعد اربعة اعوام فقط , و كذلك الارملة و الثكلى و كل من فقدت ابناً و زوجاً قبضن ثمن هذه التضحية اهمالا و نسياناً متعمداً من الدولة , و الاطفال قبضوا ثمن الخروج الى جانب المتظاهرين بدوامهم في مدارساً من طين و جلوسهم على الارض ليستمعوا الى درسهم الاول , لا خدمات لا حياة اجتماعية كريمة عاشها العراقيون هذا ما قبضوه ليشقوا عصا الطاعة و الولاء على من نصبوا انفسهم ملوكاً و امراء على العراق .

و الان بعدما عرفنا ما قبضه المتظاهرون ليعلنوا الثورة صار من الواجب و العدالة ان نعرف ما الذي قبضه اصحاب الفخامة مقابل ثلاثة عشر عاما على توليهم المسؤولية ؟ و هذا السؤال تطبيقا للنص الدستوري ( الشعب مصدر السلطات ) , ما الذي قدمتوه للعراق و العراقيين لكي تستنكروه خروجه ؟ اين اموال الشعب ؟ هل صرفت لخدمة العراقيون ام لبناء قصوركم في داخل العراق و خارجه ؟ هذه اسئلة المتظاهرين اللذين توحدوا تحت راية العراق بعدما حاولتم تفريقهم بمذاهبكم و احزابكم الفاسدة التي جاءت بالخراب للعراق و هم مستمرون حتى النهاية في ثورة الاصلاح حتى يضعون الفاسد خلف القضبان .