19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

تظاهرات العراقيين بين بايدن والمرجعية تظاهرات العراقيين بين بايدن والمرجعية

تظاهرات العراقيين بين بايدن والمرجعية تظاهرات العراقيين بين بايدن والمرجعية

مَثلٌ متوارث يقول: “مَنْ حفر حفرة لأخيه وقع فيها”, هذا المِثل يحث الناس, أن لا يكيدوا المكائد, لمن هم بدرجة الأخوة لهم, فقد تزل القدم, ليقعوا بما فعلت أيديهم.
ما إن حَلَّ صيف هذا العام, الذي اتصف بالحر اللاهب, وسط أزمات عراقية وإقليمية ودولية خطيرة, حتى شَمَّرَ الشيطان الأكبر بتحريك أذنابه, كي لا تستقر المنطقة برمتها, فالاستقرار يعني له, كساد اقتصاده وثقافة تطيح بمخططاته.
العام الماضي تم فتح عش الدبابير, ليسيطر بطنينه المشؤوم, على ثلث مساحة العراق, لينفذ مخططه بتقسيم البلد, الذي لم يَرَ الراحة منذ بدء الإحتلال ولحد الآن, هب شعب الجنوب, بعد فتوى المرجعية الراعية للجميع, والتي حفظت الدم العراقي, عند كل أزمة, للحفاظ على النسيج العراقي, فقد عملت على سد الثغرات الطائفية, الساعية لإنشاء حرب أهلية.
ردة فعل غير متوقعة, فقد كان مخططاً كبيراً, عمل عليه الغرب لأعوام طويلة, فإذا به ينهار بين ليلة وضحاها, بفتوىً جعلت من أوراق المخطط “الأنكلو أمريكي” , مبعثرة كاشفة عورة النظام العالمي, الذي ينادي بحربه ضد الإرهاب, مع علمه أن الشعوب غير مقتنعة بادعائه, إلا أنه استكبار متكابر, وصل حداً من الغرور المفعم بالأفكار الصهيونية, التي لها باعٌ طويلة, وجذور تأريخية في الانتكاسات الإنسانية.
بدأت عملياتُ تحرير الأراضي, تحت بجهدٍ متواضع, لا يرقى إلى ما استنزفه الأمريكان, من الخزينة العراقية, فما تم استيراده من مكنة عسكرية, وسرقته الأموال من ثروة العراق, إنما يصب بمصلحة الاقتصاد الغربي, حيث يتم استيراد كل نفايات الغرب, وأودعت مليارات الدولارات بمصارفه.
مشروع التقسيم الذي تم التخطيط له, لم يتحقق للتصدي الرائع لشعب العراق, تلاحم أهالي المناطق الغربية والجنوبية أسقط بايدن, نعم لقد أسقطه في أرذل حفرة, فقد ضرب الحشد الشعبي, أروع أمثلة الأخوة والوطنية, بالرغم من التشويه لسمعته.
أوقِفَتِ العمليات التحريرية, بأوامر تهديدية أمريكية, بعد إشغال الشعب بتظاهرات بدأت من الجنوب, لتجتاح كل اعراق برمته, بقيادة ما يسمى ” منظمات المجتمع الإنسانية” وما هي إلا وكالات لها من الأجندات مالها.
الإصلاح ليس كالتهديم, فالجريمة من الممكن أن تحصل بلحظة, إلا أن الكشف عنها, يحتاج إلى وقت وتنفيذ العدالة, له تحديدات زمنية, ولا يمكن معالجة فسادٍ لعشر سنين, بشهر واحد.
بَدَلاً من أن تبيض أمريكا وجهها الكالح, بحفرها آبار الحقد على الشعوب, فإنها لا تحصد غير الخيبة والخسران, فمشروع التقسيم سيتم القضاء عليه, هذا إن اعتبرنا أمريكا, أختنا في الخِلقَةِ الإنسانية.