من أهم التهديدات المحدقة بالسلام والامن والاستقرار في المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام، هو توظيف العامل الديني وإستغلاله لصالح أهداف ومرام سياسية بحتة، ومن دون أي جدال او نقاش فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يأتي في طليعة المستغلين والموظفين للعامل الديني من أجل تحقيق أهداف وغايات سياسية محضة، خصوصا عندما يقوم القادة الايرانيون وفي الاوقات الحساسة بتجيير مواقفهم وتغييرها بالاتجاهات التي تحمي مصالحهم وليس أن يراعوا المنطلقات التي إعتمدوها في مواقفهم السابقة.
إضطرار مٶسس النظام الايراني، خميني بقبول قرار وقف إطلاق النار مع العراق رغم أنه کان قد أعلن مرارا وتکرارا أمام وفود الوساطة من إنه(لامعنى للصلح بين الاسلام والکفر) في إسارة الى أن نظامه يمثل الاسلام وإن النظام العراقي کافر! کما إن خليفة خميني عندما قبل بالاتفاق النووي بعد أن قال الکثير وبالاتجاه المعاکس، حقيقتان دامغتان تٶکدان حقيقة کذب وزيف المزاعم التي طالما نادى بها هذا النظام وخدع به الکثيرين.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو النظام الوحيد في العالم الذي ينص دستوره في المواد 3، 11، 154، على تصدير التطرف الديني تحت عناوين من قبيل “الدعم اللامحدود للمستضعفين في العالم” او من أجل “توحيد العالم الاسلامي”، والاهم من ذلك أن الدستور ينص أيضا على مذهبية الدولة الابدية، وان أکبر مخاطر نظرية ولاية الفقيه، انها تسمح بالتمدد المذهبي وتحث عليه وتعتبره ضمانة للنظام الديني ولأجل ذلك فإنها تٶمن بما تصفه بديمومة الثورة، او بکلمة أخرى، ديمومة تصدير التطرف الديني للدول الاخرى الامر الذي طالما حذرت منه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، التي أکدت بأن خطورة “تدخل النظام الإيراني في العراق وسائر بلدان المنطقة هو اخطر من البرنامج النووي بمائة مرة”.
خطورة نظام ولاية الفقيه والحذر من تمدده وتوسعه في المنطقة کان الشغل الشاغل لمعظم دول المنطقة، لکن وطوال أربعة عقود فإن هذا التمدد قد إستمر وبصورة ملفتة للنظر، ويکفي أن نشير الى أن تهديد الامن الاجتماعي للدول العربية قد وصل الى مصر و المغرب وتونس والسودان، عندما بدأت السلطات الايرانية بالعمل من أجل نشر التشيع في هذه البلدان لغايات وأهداف سياسية ترتبط بمشروع ولاية الفقيه ذاته وليس من أجل المذهب نفسه، لکن حدوث تطورات هامة منحت الامل والعزم للمنطقة بإمکانية مقاومة هذا المشروع وإيقافه عند حده،ومن ضمن هذه التطورات على سبيل المثال لا الحصر:
ـ إندلاع إنتفاضة 28 کانون الاول2017، والاحتجاجات الشعبية التي أعقبتها الى جانب تأسيس معاقل الانتفاضة التي يشرف عليها أنصار منظمة مجاهدي خلق والتي باتت تقض مضجع النظام.
ـ تصاعد حالة الرفض والکراهية من جانب شعوب ودول المنطقة للنظام الايراني ولدوره المشبوه الذي تقوم به في العراق وسوريا ولبنان واليمن والمطالبة بمواجهة هذا الدور المشبوه والخبيث.
ـ العقوبات الامريکية المفروضة على النظام والتي فتحت ثغرة کبيرة في جدار النظام بحيث لايمکن معالجتها أبدا.
ـ حالة الفوضى والتخبط والصراع والاختلافات الحادة الحاصلة داخل النظام بسبب خطورة المرحلة الحالية والسعي من أجل إيجاد مخرج للخلاص ولکن عبثا ومن دون جدوى ذلك إن الاوضاع أکثر وخامة من أن يتم معالجتها من جانب النظام.