عن نصوص كتاب / حكيم الداوودي/ زمنُ الجوى
انّه كائنٌ يتبخترفي أناقة اللفظ والمعنى، ذوإيقاع جميل نلمسُ التفاؤلَ والأمل في ألفاظه: /الصحو ، القمر، فلا تبتئس، وغذّ خطاك ففي الأفق متسع لي ولك / ص 10
قد تكون بعض العبارات مستلةً من معين العقل وأخرى من خيال المتخيّل، الشعرُ الحق يترفّع عن سرد صغائر الواقع… الشاعرُ تُديره دوّامة الخلق، ودافعُه الحرصُ على استمرارية المتابعة، ينتقلُ من مجال الى سواه، لن يقف لينتظر أحداً ، فالمواصلة من صلب العمل. وأيّ توقف هدنة مع الاسترخاء والترهل. لذا كان لزاماً على أيّ ابداع أن يمضي صعداً.
في ( ص 14) وصفٌ جميلٌ لما يُرى ويُسمع في مقهى… ثرثراتٌ كاذبة، عجوزٌ مُتصابية.. العمرُ يتحايلُ على الزمن، هرِمٌ يختارُ وقار صمته. ثمّ… أتى بوصف لليل جدير ٍ به: ( كبرياء الليل) حين أسند الكبرياء اليه. ففيه يسترُ الناس أعمالَهم، وتُحفظُ أسرارُهم . وصورٌ أخرى رائقة يرسمُهاحين يقول: سأسمِعُ قدميكِ غناءَ الماء ( ص 18) وفي ص 27 ( الأرضُ والميلاد) يعيشُ الفرحُ والألم معاً . يشعرُ بصُراخ داخلي يُمزّقُه ( يجرحُنا شوكُ النسيم) أحسّ أنّ للنسيم العذب شوكاً قاسيّاً قادراً على أن يجرحَ: ( الأولون الغائبون طُمستْ أغانيهم وغابوا.. عبستْ أراجيحُهم ومماشيهم ) فيمتدُّ بصري الى الأرجوحة المُتحرّكة المُنتشية .. أراها بعد غيابهم عابسةً كما وصفها فحزنتْ وهدأتْ وامتنعت عن الحِركة التي تجلبُ المُتعة كأنّها في حِداد.ويستمرُّ حُزنُه حين يقولُ : ( العندليبُ الذي يسفح أفيونَ شدوه، له مسكنٌ بين غصون الشجر، لمَ يُغنّي، ولمَن ؟ العُشّاقُ غادروا حانات عشقهم، تركوا تضاريس صورهم على صفحات الذاكرة )
بيدَ أنّ الأمل لم يبتعد عنه حين نراه في ( وجهُ مدينتي المنسية) : غداً سيورقُ وجهُ مدينتي المنسية بأكليل الفرح، غداً تورقُ من جديد زغردةُ الربيع ص 33
المماشي
معبّأةٌ بأطلال الأحبّة.. ( ص 94)
للصيفِ لا للسيف ِ
أرفعُ هالتي
( ص 104) …
لكنّ الحزنَ يظلُّ مالئاً صفحات نصوصه: ( أنا محضُ عابرٍ أسجّلُ ما ترى واعيتي، ولا من أحد ٍ يسمعُ حفيفَ خوفي … فأيّ وطنٍ هذا؟ كلُّ ما فيه يُباعُ، حتى الضمير) ص 57. هذا العراقيُّ المُبتعدُ عن وطنه، يظلُّ قريباً منه. هو في روحه، فيما يكتبُ، لمَن يشكو؟ : اُكدّسُ حُزني في حقائب السفر.. ص 63: / ماجنةٌ عصافيرُ ثوبِك،غاضبةٌ أزهارُها المُتهدّلة ، تعلو وتسفلُ مع الريح ص 109/ تُرى ألم تُثره لابسة ُ الثوب؟؛ معذورٌ هو أذ شدهته عنها العصافيرُ والأزهارُ التي صوّرها غاضبةً حتى وصف غضبتها: تعلو وتسفلُ .بودّي لو يتاملُ القاريء هذه النصوص التي تتحدّثُ عن نقسها: سأُسمِعُ قدميك غناءَ الماء (ص 18)
نتماوجُ فرحاً وحُزناً
يجرحُنا شوكُ النسيم
هٍزّةُ وجع ..(ص 27)
العصافيرُ ترصّعُ شرفتك
بزقزقة ِالحوار.. (ص 26)
لسلسبيلِ غنائك
يرقصُ رُوعي
يسيحُ
في أزقة ِ الغد ِ
( ص 72)
أنا عائدٌ الى وكري
لأنالَ وطري ..(ص 82)
المماشي
معبّأةٌ بأطلال الأحبّة.. ( ص 94)
للصيفِ لا للسيف ِ
أرفعُ هالتي
( ص 104)