9 فبراير، 2025 7:58 ص

تصنيع الرحلات المدرسية

تصنيع الرحلات المدرسية

قبل اكثر من ستين عاما كنا طلابا الطريق الى مدرستنا يمر بجانب سياج عال في مركز مدينة بغداد الجديدة علمنا انه معملا للرحلات المدرسية يحتل مساحة واسعة , وشاهدنا عدة مرات الشاحنات تخرج منه محملة بالرحلات , ولايزال المبنى قائما , ولا نعرف هل لايزال ينتج ام لا ؟ 

المهم تذكرته وان اقرا خبرا لوزارة التربية تدعي فيه انها تخطط لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الرحلات في المناطق الريفية والنائية ,وانها وزعت 250 الف رحلة العام الماضي على مديريات التربية في البلاد , ولكن الوزارة لم تخبرنا ما مقدار الحاجة , وهل ستنتهي حالة الاكتظاظ والتزاحم على مقعد في الصفوف الدراسية ونتخلص من جلب ” الجدوليات ” في بعض المدارس ونعود الى ما كنا فيه من بحبوبة في المقاعد , حيث تتوفر بعض الشواغر فيها قبل ستة عقود ؟

الان ,  بعض التلاميذ يفترش الارض عند نقل ما  موجود على السبورة  او حل الواجب الصفي حسب ما نلاحظ من الصور التي تنشر في وسائل الاعلام لعدم وجود مقاعد كافية , ويصل العدد اربعة او خمسة في لكل مقعد في العديد من الصفوف , وما يتسبب به ضيق الحيز من معاكسات ومشاحنات  بين التلاميذ تأخذ وقتا من المعلمين والمعلمات في اخمادها وفرض الهدوء في الصفوف لضمان  واشتراط حسن التعلم .

لا نجد عذرا لوزارة التربية ان لا تنشا معملا كبيرا يغطي الحاجة في كل محافظة يوفر الاثاث المدرسية  بانواعها , خصوصا ان هذه المعامل  ليست مكلفة ولا تتطلب الرأسمال الكبير ومثلما يقول اهل الاقتصاد , وبإمكان موازنة الوزارة  ان تتحملها ..

في كثير من البلدان لجأت الى ان يكون لكل تلميذ مقعده الخاص , وليس الى الرحلة بشكلها التقليدي , حتى جلوس تلميذين على الرحلة لا يراه التربويين مثاليا , ولا يقبلون باي شكل جلوس اربعة تلاميذ على رحلة واحدة .

التعليم الجيد يستلزم ليس توفير البرامج والمناهج والابنية المناسبة ومعلمين ومعلمات يكونون على اعلى مستوى وتدريب وما الى ذلك , وانما ايضا الاثاث لا يقل اهمية , فالمدرسة مؤسسة تربوية لا ينفع ولا يمكن ان تكون امنة لطلابنا  ومريحة بلا حاجاتها الاساسية ومستلزماتها وعلى احسن حال .

أحدث المقالات

أحدث المقالات