19 ديسمبر، 2024 6:44 ص

تصريف مياه أمطار مدينة بغداد

تصريف مياه أمطار مدينة بغداد

شبكة صرف مياه الأمطار تستخدم لتصريف مياه الأمطار بالأسطح والأماكن المكشوفة من المبنى. وتكون عبارة عن مصفيات أرضية متصلة بأنابيب بقطر 4 نج تمر من خلال الحوائط الخارجية للمبنى وتنتهي قبل منسوب الأرض، حيث يتم تصريف مياه الأمطار بمحاذاة المبنى ولا يتم ربط شبكة تصريف الأمطار على شبكات الصرف الخارجية للمبنى ولوجود شبكة خاصة بتصريف مياه الأمطار في الشوارع القريبة من المبنى لكي لا تسبب طفح للمجاري.
ويتم اختبار أنابيب صرف مياه الأمطار عن طريق إغلاقها من الأسفل وملئها بالماء مع تحديد مستوى الماء في الأنبوب وتركها لمدة ساعتين للتأكد من عدم وجود تسريب للماء.

ويراعى عند تنفيذ أعمال شبكات صرف المياه ما يلي :

-1 التأكد من أقطار الأنابيب المستخدمة وسمكها ومطابقتها للمخطط المعتمد.
-2 الحرص على عدم تخزين أنابيب الصرف الصحي تحت أشعة الشمس المباشرة.
3 -التأكد من الميول الخاص بالتمديدات.
-4 التأكد من وجود فتحات التهوية وفتحات التسليك.
-5 التأكد من تغليف الأنابيب بعد ضبط الميول بالخرسانة المسلحة.
6 -التأكد من جودة المواد المستخدمة في التمديدات.
7 -التأكد من عدد وسلامة تركيب فتحات تصريف مياه الأمطار على السطح والكشف على   جودة صرف الأمطار.
-8 التأكد من انسيابية مياه الصرف بغرف التفتيش بفتح الأغطية والكشف عليها.
-9 التأكد من عدم وجود تسريب للماء.

كما يجب فتح إنسدادات  فتحات تصريف المياه ، وإزالة ما سبب انغلاقها أولاً بأول ، بالاعتماد على الأيدي العاملة ذات الخبرة والاختصاص في مجال معالجة تصريف المياه ، وذلك قبل وأثناء وبعد هطول الأمطار .

تصريف المياه :

تصريف المياه هو إزالة فائض المياه من التربة، وهذه الإزالة لها أهميتها، إذ إن النباتات لا تنمو بصورة جيدة في التربة المشبّعة بالماء. وفي معظم المناطق، يتم تصريف المياه من التربة، بصورةٍ طبيعيةٍ، حيث تجري مع المنحدرات، أو تتبخّر أو تمتصّها التربة، أو النباتات. وفي المناطق التي لا يتم فيها التصريف بصورة طبيعية، تستخدم نظم التصريف الصناعي لمساعدة النباتات على النمو. كما تستخدم هذه النظم أيضًا، لأغراض أخرى، مثل تشييد المساكن والطرق.

تتجمع المياه الفائضة في التربة من مياه الأمطار، أو مياه الري، أو المياه الجوفية. وتحتاج التربة إلى التصريف، إذا ركدت المياه على سطحها، أو ملأت الفراغات بينها. كما تحتاج التربة إلى التصريف، إذا كانت المنطقة ذات نطاق أو مستوى مائي مرتفع. ويُعنَى بالنطاق المائي، الحد الأعلى لمستوى تشبع التربة. يبلغ النطاق المائي مداه ـ وقد يصل إلى مستوى سطح التربة ـ في بعض أنواع التربة سيئة التصريف، الأمر الذي يؤدي إلى الحد من نمو جذور النباتات، أو تعفنها. ودور نظم التصريف هو خفض النطاق المائي ، لأجل إتاحة الفرصة لدخول الهواء إلى التربة، مما يمكن النبات من النمو بصورة طبيعية.
في الأراضي المروية، تُستخدم نظم التصريف لغرض آخر. فمياه الري تحتوي عادةً على أملاح. وبعد امتصاص النبات للماء، تبقى هذه الأملاح في التربة، وقد تتجمع مؤدية إلى تعطيل نمو النبات أو وقفه. ودور نظم التصريف في هذه الحالة هو إزالة هذه الأملاح.

هناك عدة أنواع من أنظمة التصريف: التصريف السطحي، و التصريف تحت السطحي، والتصريف الميكانيكي ، والتصريف بواسطة الآبار ؛ وإنَّ كلَّ هذه الأنظمة (مجتمعة ً) حتماً ستؤدي إلى تصريف المياه الفائضة إلى مخرج مناسب، مثل بركة أو مجرى أو نهر أو بحر ، وبها ستتحقق المعالجة الجذرية لمشكلة تفاقم هطول مياه الأمطار في العاصمة بغداد والمحافظات العراقية ، وكما يلي : ـ

1/ التصريف السطحي:

 هو إزالة المياه قبل أن تتسرب في التربة، ويُستخدم في المناطق ذات الأراضي المسطحة، والأمطار الغزيرة، حيث تتجمع المياه بسهولة. يُستخدم التصريف السطحي كذلك، لتصريف المياه من التربة ذات التركيب الحبيبي الدقيق، مثل الغرين والطين، حيث لا يتسرب الماء إلى الداخل بسهولة. ويتكون نظام التصريف السطحي من سلسلة من القنوات الضحلة، أو الأخاديد العميقة. ويقلل هذا النظام من الاعتماد على التصريف تحت السطحي الذي يكون مكلفًا في العادة.
تُحفر القنوات الضحلة عشوائيًا، أو في اتجاه المناطق المنخفضة في الأراضي التي تجري فيها المياه بصورة طبيعية، بينما تُستخدم الأخاديد في الأراضي المسطحة الواسعة. وتُحفر الأخاديد إلى عمق مترٍ أو مترين وفي خطوط متوازية. وتُستخدم الأخاديد في  تصريف المياه السطحية والجوفية، كما يمكن استخدامها في خفض النطاقات المائية العالية، بيد أنها تعرقل حركة الناس، والآلات، والحيوانات. وبالإضافة إلى ذلك، تُقلّص الأخاديد من المساحات المزروعة، وتساعد على انتشار الأعشاب.

2/ التصريف تحت السطحي:

 هو الأسلوب المتبع لخفض النطاقات المائية العالية. ويتكون نظام التصريف من سلسلة من الأنابيب، أو المواسير المدفونة في التربة. تُصنع أنابيب التصريف من اللدائن، وبها ثقوب تسمح بدخول الماء. أما مواسير التصريف، فتتكون من قطع صلصالية تسمى القراميد. توضع كل قطعة عند طرف القطعة الأخرى، ويبلغ طول كل قطعة 30سم، ويدخل الماء من خلال الفراغات بين كل قطعتين. وقد تُوضع طبقة من الرمل الخشن تُسمى الحافظة حول الأنابيب أو المواسير لحمايتها من التربة التي قد تدخل نظام التصريف وتسدّ فراغاته.
يتراوح طول قطر الأنابيب، أو المواسير بين عشرة و25سم، ويتوقف ذلك على مقدار الماء الداخل إليها، وتُدفن على عمق يتراوح بين ثمانية و 12م، بحيث تكون المسافة بين كل خطي أنابيب أو مواسير 185م. وتزداد تكلفة بناء نظام التصريف بازدياد العمق، ولكن كلما ازداد العمق، قلّ عدد المواسير المطلوبة للتصريف.

والحالة هذه ؛ فقد كانت في العاصمة بغداد قنوات نافعة لتسريع تصريف مياه الأمطار هما قناة الجيش في الرصافة وقناة الشعلة ونهر الخير في الكرخ ، إلا أنَّ تلك القنوات منها ما تم طمره كما في قناة الشعلة ، أو اعتراه الاندثار كما في نهر الخير (أو نهر الخر) وكذلك  الحال بالنسبة لقناة الجيش ، وبرأيي أنَّ الإهمال الذي تعرضت له تلك القنوات تسبب في ضياع إمكانيات مهمة في العاصمة بغداد لتطوير مجرى ومسارب لمرور مياه الأمطار من العاصمة إلى نهر دجلة.

3/ التصريف الميكانيكي :

أولاً / باستخدام المضخات الشافطة :
لو أجرينا عملية رياضية حول طاقة مضخات صرف مياه المجاري بقدرة 300ألف متر مكعب في الساعة ، فإنَّ المضخة الواحدة ستؤدي ما يلي :
  300000 متر مكعب ×24ساعة = 7200000مترمكعب في اليوم الواحد
فإذا تم استخدام عشرة مضخات ؛ ستكون النتيجة 7200000متر مكعب × 10= 72مليون متر مكعب في اليوم الواحد .
في حين صرّحت مديرية مجاري بغداد على موقع ديوان محافظة البصرة أنه تم تشغيل 280 محطة ضخ بكامل طاقتها ، وهذا يعني أن هذه المضخات ستؤدي عمل شفط كمية مقدارها (مليوني طن مكعب باليوم)،بافتراض القدرة البالغة 300 ألف متر مكعب / ساعة .. وكما بلي :
280×300000 =84000000 متر مكعب /ساعة = 84000 طن مكعب×24 = 2مليون طن مكعب/يوم !!!
أما في حالة كون قدرة المضخات الشافطة للمياه ذات قدرة تصميمية دون 300ألف متر مكعب /ساعة ، فهذا يعني خلل تصميمي في أمانة بغداد والمحافظات ، سببه استيراد مضخات ذات قدرة شفط ضعيفة لا تناظر المواصفات القياسية العالمية ، التي من المفترض أن لا تقل عن قدرة شفط 300 ألف متر مكعب / ساعة .
كما صرّحت أمانة بغداد لنيوز العراق أن كمية مياه الأمطار التي هطلت على بغداد حوالي 36 مليون متر مكعب باليوم ، بينما القدرة الاستيعابية التصميمية لمشاريع مجاري بغداد تساوي 6 ملايين متر مكعب باليوم ،بمعنى؛ أنَّ كمية الهطول تزيد ستة أضعاف على إمكانيات الأمانة.

ثانياً / باستخدام الصهاريج الحوضية :
فالصهريج الحوضي يستوعب 45ألف لتر ماء، بمعنى ؛ أن كل مائة صهاريج حوضي يكون قادراً على شفط 4500 متر مكعب من مياه الأمطار خلال ساعة ( شفط / تفريغ)، بحيث يتم شفط كمية مقدارها (108000) متر مكعب من مياه الأمطار في اليوم الواحد ، وكما يلي :
 4500 متر مكعب ×24 ساعة = أكثر من مائة ألف متر مكعب في اليوم ، وعند زج ألف صهريج ؛ سيتم شفط أكثر من مليون متر مكعب من مياه الأمطار في اليوم الواحد .

4/ التصريف بواسطة الآبار :

ويتم هذا التصريف من خلال حفر آبار مصطنعة ترتبط مع الآبار الارتوازية ، تتوزع على أبعاد مدروسة هندسياً ، لترتبط مع المياه الجوفية تحت الأرض ، تسلك إليها مياه الأمطار مساربها إلى عمق الأرض وتتداخل مع المنظومة الجيولوجية الطبيعية .

 نقول هذا؛ عندما رأينا أنَّ إمكانيات مديرية مجاري بغداد لم تتوفر لديها القدرة الاستيعابية الكافية لمعالجة مشكلة هطول الأمطار هذه الأيام ،كما إنها لم تستفد من تجارب الأعوام الماضية ..خصوصاً العام الماضي2012، وما سببه ذلك الموسم من تفاقم المأساة الإنسانية وغرق العديد من مناطق العاصمة بالمياه ، مما عكس صورة غير مقبولة لدى المواطن البغدادي تجاه أداء هذه المديرية وهي وجه من وجوه أمانة بغداد وهي وجه من وجوه الحكومة ، وكذلك المواطن العراقي بشكل عام في المحافظات المنكوبة من هذه الكارثة الطبيعية التي تقع مسؤوليتها المباشرة على الدولة قبل الطبيعة.

ولابد لنا هنا أيضاً ؛ أن لا نستبعد تغاضي وزارة الموارد المائية عن أخذ الإستحضارات والتعبوية اللوجستية المسبقة بالتنسيق مع أمانة بغداد ومديريات مجاري المحافظات بهذا الشأن الموسمي المتكرر الخطير قبل حدوث الكارثة !!!

***
(*) رئيس مهندسين أقدم في وزارة النقل العراقية ـ شاعر و باحث و كاتب عراقي

أحدث المقالات

أحدث المقالات