15 نوفمبر، 2024 3:35 م
Search
Close this search box.

تصريح المالكي .. ما الهدف .!؟

تصريح المالكي .. ما الهدف .!؟

أشيرُ اولاً وبأشارةٍ عابرة , الى أنّي قد اكون اكثر مَنْ كتب بالضد من المملكة العربية السعودية , وبموضوعية متجرّدة وخصوصاً عن دورها السياسي والعسكري في غزو واحتلال العراق , وكذلك عن دورها الستراتيجي والأساس في حرب 1991 حين استقبلت على اراضيها المقدسة جيوش الأفرنج والأعاجم والأوباش لضرب وتدمير  العراق بأقصى ما تعنيه درجات القصف المجنون والهائل وعلى مدى 45 يوماً , والذي لم يكن ليشفي غليلها , وقد روعيَ في كتاباتي النقدية أن لاتؤثّر ولا تنعكس على مصلحة العراق السياسية والأقتصادية والسيادية في الوقت الراهن .
واستطيع القول ” والى حدٍّ كبيرٍ ” لو أنَّ المملكة كانت تدرك وتعلم مسبقا أنّ السيد نوري المالكي ومرادفاته سيتربّعونَ يوما على سدّة الحكم ويسددون نبالهم نحو نظام الحكم السعودي , لما ورَّطَتْ المملكة نفسها في تلك الحربين , وهي الآن تعضُّ اصابعها العشرين على فعلتها تلك .
  تصريح المالكي الأخير , بمطالبته وضع السعودية تحت الوصاية الدولية , وبقدر ما يثير التندّر والإستخفاف والأستهجان بما احتواه من مفردات , إنما يمكن النظر اليه من اكثر من زاوية .!
  فالمالكي على دراية وإدراكٍ مُسبَقين أنَّ تصريحه هذا سوف يواجَه بالضد والأستنكار من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء في العراق , فضلاً عن احزابٍ وقوىً سياسيةٍ شتّى , وبالإضافةِ الى سَيلٍ عارمٍ من التهجمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من داخل وخارج العراق ” وبما فيها من كلماتٍ بذيئةٍ وغير لائقة ” , وكلّ هذا قد حدث بالفعل , ولكنّ المالكي قد رضي بكلّ ذلك مسبقاً , فماذا كان يهدف .؟
 مِنْ اكثر مِنَ البديهي , ومِنْ أشد منَ المُسَلَّمِ بهِ , أنَّ المالكي على يقينٍ مطلق أنّه من المُحال وضع السعودية تحت الوصاية الدولية , بل أنَّ إحالتهُ الى المحكمة الجنائية الدولية هي اقرب مليون مرّةٍ ومرّةٍ منْ ” مسألة الوصاية الدولية ” مهما بَلَغَتْ درجة التضخّم والتمدد في احلامه , ومرّةً اخرى نقول : لماذا هذا التصريح .!
  هنالك ثلاثة احتمالات ” قابلة للزيادةِ والنقصان ” في تفسير خلفية التصريح المدوّي للمالكي , اولهما : الوضع المتأزّم الداخلي في العراق في مجالاته كافة , وهنا فلعلّ المالكي يبتغي تأزيم الوضع الخارجي ” العربي والدولي ” ضد السيد حيدر العبادي عبر إظهار الموقف من السعودية وكأنه موقف حزب الدعوة بالكامل مما قد يؤدي الى موقف سعودي – خليجي وعربي ضد الدبلوماسية العراقية الراهنة وذلك في محاولةٍ عابثة للإطاحة بالعبادي وما يترتّب عنه من عودة المالكي الى رئاسة الوزراء .
الإحتمال الثاني ” وهو افتراضي ” بأن يكون المالكي مدفوعاً او مكلّفاً من جهةٍ خارجيةٍ للإدلاء بهذا التصريح بغية تطويق او محاصرة النظام السعوي من اكثر من جهةٍ مضادّة , عبر تصوير تصريحه وكأنّه ايضا موقف الدولة العراقية ” غير المعلن ” من المملكة .
 أمّا ثالث الأثافي , فليس من المستبعد إطلاقا أن تلعب العوامل والأعتبارات السيكولوجية دورها الفاعل في ذهن المالكي عبر تصريحه هذا , وخصوصاً بين حالة التقاطع الحاد في الفكر السياسي – المذهبي والفقهي لأحزاب السلطة في العراق , وبين نظام الحكم السعودي المتّهم بتبنّي الفكر الوهابي . ولا شكّ أنّ ايّ تطرّفٍ في هذه النظرة ” من ايّ طرفٍ كان ” فسوف يتجاوز مبدأ العلاقات الدبلوماسية والمصالح الأقتصادية وعلاقات حسن الجوار.
   وفي العموم , فما ليس بمفهومٍ ولا مهضوم في فكر وسياسة المالكي هو عدم محاولة تحييد الخصم بدلاً من زيادة حدّة الخصومة ! ولا سيما أنّ العراق يقاتل على كافة الجبهات الداخلية والخارجية .!
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات