23 ديسمبر، 2024 6:14 ص

تصريحات سعودية إيرانية… وصمت حكومة المنطقة الخضراء

تصريحات سعودية إيرانية… وصمت حكومة المنطقة الخضراء

قبل أيام تبادلت السعودية وإيران تصريحات حول تواجد قاسم سليماني في العراق حيث قال الجبير في مقابلة خاصة مع قناة RT إن “الرياض تنظر لوجود قاسم سليماني في بغداد بأنه سلبي جدا”. وأوضح الجبير أن ” الحرس الثوري يحارب الشعب السوري، يحارب في العراق، ويقوم بأعمال تخريبية في أنحاء أخرى من العالم”، مشددا على أن “ما يقوم به سليماني والحرس الثوري في العراق مرفوض” من قبل المملكة.وقد ردت وزارة الخارجية الإيرانية، أن تواجد المستشارين العسكريين الإيرانيين في العراق بقيادة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، جاء بطلب من الحكومة العراقية، فيما وصفت المملكة العربية السعودية بأنها “أكبر داعم للإرهاب” …في حين صرح سليماني أن وجود القوات الإيرانية والحرس الثوري جاء بناءا على طلب الحكومة العراقية القانونية، ولا نعلم ماذا بقصد سليماني بالقانونية؟!!!، وهل أن قانونية الحكومة تعطيها الحق بطلب تدخل القوات الإيرانية فقط وفقط؟!!!، ثم هل ضعفت القوات العراقية إلى هذه الدرجة بحيث تتطلب تدخل إيران، أليست العراق يمتلك قوات عسكرية بالآلاف وقد سُلحت من قبل التحالف تسليحا جيدا صرفت عليها مليارات الدولارات؟!!!، أليس من يدافع الآن وتسيل دماءهم ويقاتل ضد الدواعش هم من أبناء الجيش العراقي ويأتي سليماني وأمثاله ليقطف ثمار هذه الحرب ويروج له الإعلام المأجور والتابعين لإيران بأنه البطل والفاتح والمحامي؟!!!.

لماذا أقامت هذه الحكومة الدنيا ولم تقعدها عندما تقدمت القوات التركية في شمال العراق قرب كركوك ولكنها لم تنبس ببنت شفة ضد الاحتلال و التدخل الإيراني السافر الذي بات واضحا وجليا والذي هو في حقيقة الأمر من اجل إيران ومصالحها ومشروعها كما صرحت إيران بذلك علنا، ومنها ما صدر مؤخرا من احد المسؤولين في إيران أثناء مؤتمر منتظري الظهور حيث قال أن العراق وسوريا مصد لحماية الثورة الإيرانية…فبالرغم من أن موضوع تلك التصريحات وقطبها ومحورها هو العراق إلا أننا لاحظنا صمتا مطبقا من قبل الجانب العراقي وحكومة المنطقة الخضراء وكأن الأمر لا يعنيهم بقدر ما يعني مصالح من ارتبطوا به من محاور وأقطاب دول اتخذت من العراق ساحة لتصفية حساباتها وحماية مصالحها، أما مصلحة العراق فهي خارجة نطاق التغطية في ظل تسلط هؤلاء الساسة الذين هم مجرد أدوات لتنفيذ مصالح وأجندات خارجية، فأين حديثهم الفارغ عن السيادة التي لطالما يتشدق بها الساسة ويتخذون منها شماعة لعرقلة أي مشروع لا ينسجم مع مصالحهم ومصالح من ارتبطوا به؟!!!،

إذا كانت الدول تبرر تدخلها في العراق من اجل مصالحها وأمنها القومي فبماذا يبرر ساسة العراق خيانتهم للعراق وشعبه وتبعيتهم وقيادتهم لهذا البلد من سيء إلى أسوأ، كما يقول المرجع العراقي الصرخي الحسني في سياق جوابه على استفتاء رفع إليه تحت عنوان: “أميركا والسعودية وإيران….صراع في العراق”، حيث كان مما جاء فيه ما نصه:(( 2ـ اميركا والسعودية وإيران وغيرها تبرر تَدخّلها في العراق بأنها تفعل ذلك من أجل مصالحها وأمنها القومي وتنفيذاً لمشاريعها الخاصة أو العامة، ولكن بماذا يبرر السياسيون الخونة خيانتهم للعراق وشعبِه وعملِهم من أجل تنفيذ مصالح ومشاريع الدول الأخرى ؟!)).