على مدى اليومين الماضيين كان ” القاسم المشترك الأعظم ” بين كافة وسائل الإعلام العالمية والأقليمية – المرئية والمسموعة والمكتوبة – يتجسد ويتمحور حول تصريحات الرئيس الأمريكي حول غزة وبما فاضت به من تناقضات وثغرات واخيرا بعض التراجع من ترامب ذاته .! خلال اربع وعشرين ساعة من القائها .!
الصحافة الأمريكية والغربية عموماً تداولت وتناولت ومضغت تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة , انما دون هضمٍ ولا استيعاب , بل وصلت الى حدود او حافّات التندّر .! , وبلغ الأمر أنّ وزير الخارجية الأمريكي ” ماركو روبيو – وهو مهاجر كوبي في الأصل ” وكذلك الست ” كارولين ليفيت –الناطقة بإسم البيت الأبيض بذلا ما بوسعهما لترقيع بعض فحاوى تصريحات ترامب بالقول : ( ان ادارة ترامب سوف لن ترسل قوات امريكية الى غزة ) بينما افتقدا كلاهما القدرة للتعبير او اختلاق التعبير عن الآليّة والكيفية التي ستتمكّن فيها الشركات الأمريكية من اعادة البناء والتعمير في غزة ومن دون حماية من قوات امريكية لضمان عدم خطفهم او قتلهم من مقاتلي حماس او القوى الوطنية من شباب قطاع غزّة .!
الأنكى او الأنكى من الأنكى أنّ ترامب ” واركان ادارته ” حاولوا تخفيف وتضميد تصريحاته الأولى بشأن غزة وشعبها بالقول والزعم بأنّ اخراج الجماهير الغزيّة سيكون مؤقتاً ! بينما يؤكد الرئيس الأمريكي أنّ عملية الإعمار سوف تستغرق من 10 – 15 سنة .!
الى ذلك , صحيفة ” رأي اليوم ” التي تصدر في لندن , ذكرت وكتبت مثالاً جميلاً تتساءل فيه عن سبب عدم ترحيل الألمان من برلين حين سقطت وتدمرت برلين إبّان دخول القوات الأمريكية اليها بنهاية الحرب العالمية الثانية , ليجري هذا السيناريو المختلق الفريد في التأريخ على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .!؟
حتى الأمين العام للأمم المتحدة السيد ” انطونيو غوتيريس ” صرّح وبإستحياء بأنّ تصريحات الرئيس الأمريكي مخالفة للقانون الدولي … دولة اسبانيا التي احتلوها العرب في الأندلس كانت من اولى الدول الأوربية التي رفضت المقترح الأمريكي , واعلنت مسبقاً عن عدم استعدادها لقبول المرحّلين الغزاويين قسرا على اراضيها .
لابدّ من اختزال الحديث هنا عمّا يمكن تسميته بسمفونية ترامب الزائفة , فلعلّه كافٍ أنّه صّرح اثناء حملته الأنتخابية ” قبل تنصيبه رسمياً ” بأنّه سيوقف الحرب في اوكرانيا خلال يومٍ واحد اذا ما تولّى الرئاسة , لكن الحرب القائمة هناك صارت نادرة الذكر في الأخبار .! , ومسألة التهجير مابرحلت ضمن التفاعلات الكيميائية – السياسية , وفي طريقها لتبلور مواقف عربية لازالت في مرحلة النضج .! انما لابدّ منها .!