22 نوفمبر، 2024 11:07 ص
Search
Close this search box.

تصريحات السيستاني الأخيرة … صحوة ضمير أم خوف من القادم ؟!‎

تصريحات السيستاني الأخيرة … صحوة ضمير أم خوف من القادم ؟!‎

في خبر تناقلته وكالات الأنباء عن السيستاني إنه قال في دعوة وجهها إلى النخب والكوادر العراقية حمل هذا الخبر عنوان  ” أفتيت بالدفاع ضد الأجانب وليس سُنة العراق ” …حيث نقل هذا الخبر كلاماً للسيستاني قال فيه ” ساعدوا إخوانكم المهجرين من مدن الموصل والرمادي وصلاح الدين وغيرها، وقدموا لهم المأوى والمال والطعام دون أن تسألوهم هل هم شيعة أم سنة أم غير ذلك…. أفتيت بوجوب الدفاع عن النفس والمقدسات وجوباً كفائياً ضد الأجانب وليس ضد العراقيين من إخواننا أهل السنة … وعلى مدى أكثر من عشر سنوات هل سمعتم لنا كلمة واحدة بإساءة لإخواننا السنة حينما حدثت الفتنة وأعمال التفجير والذبح في كثير من أماكن تواجد الشيعة، بل حتى بعد تفجير ضريح الإمامين العسكريين سألوني الفتوى فقلت لا تحاربوا أهل السنة حتى لو أبادوا مدناً شيعية بأكملها.. تذكروا أخلاق أئمتكم.. تذكروا كيف عامل أئمتكم كل من أساء إليهم وكيف قابلوا الإساءة بالإحسان”.
وهنا نلاحظ إن السيستاني وكأنه في موقف يبرر موقفه لأهل السنة ويحاول أن ينأى بنفسه عن جرائم مليشيا الحشد التي تشكلت بأمرِ منه, فهو يحاول أن يقول إن ما حصل من مجازر بحق أهل السنة ليست بأمر مني ولا شأن لي بها وحاسبوا مرتكبيها أياً كان فأنا لا دخل لي بالحشد ومليشياته وجرائمه … هذا ما فهمته من كلام السيستاني إن كان قد صدر منه فعلاً وليس من أحد وكلائه أو معتمديه … ويبقى لنا عدة تعليقات على كل ما جاء في كلامه وهذه التعليقات هي ::
1-يقول السيستاني ” أفتيت بالدفاع ضد الأجانب وليس ضد سنة العراق ” … وهذا زخرف القول … والتعليق هنا يكون :: أنت لم تفتِ ضد الأجنبي الأكبر الذي دنس أرض العراق ألا وهو المحتل الأميركي بل إنك حرمت الجهاد ضده وطلبت منه سحب السلاح من المقاومة الشريفة التي وصفتها بالمليشيات الخارجة عن القانون , وقد سكت وغضضت الطرف عن كل جرائمه بحق أهل السنة وخصوصاً إجرامه بمدينة الفلوجة والرمادي عندما قصفها بالفسفور .. فأين موقفك من هذا الإعتداء البربري الهمجي من ” الأجانب ” الذي دنسوا الأرض والعرض والمقدسات في عموم العراق وليس في المناطق السنية فحسب ؟؟!!.
2-يقول السيستاني ” وعلى مدى أكثر من عشر سنوات هل سمعتم لنا كلمة واحدة بإساءة لإخواننا السنة حينما حدثت الفتنة وأعمال التفجير والذبح في كثير من أماكن تواجد الشيعة ” … والتعليق هنا بــ :
أولا :: لم نسمع منك أي كلمة بخصوص أهل السنة لكن أفعال الحكومات التي دعمتها وأوجبت إنتخابها كحكومة السفاح المالكي وكذلك أفعال مليشياتك هي من أساءت لأهل السنة واستباحت دمائهم وأعراضهم ومقدساتهم, فليتذكر الجميع كيف إن السيستاني أوجب انتخاب القوائم الشيعية الكبيرة في حين كان أهل السنة يرفضون المشاركة تحت ظل حكومة الإحتلال الأميركي وضرب السيستاني موقفهم هذا عرض الجدار, وهذه قمة الإساءة لهم والتي يضاف لها سكوته وإمضائه لكل ما يطال أهل السنة …
ثانياً : السيستاني ومن حيث لا يشعر يتهم أهل السنة بقتل الشيعة وذلك بقوله ” هل سمعتم لنا كلمة واحدة بإساءة لإخواننا السنة حينما حدثت الفتنة وأعمال التفجير والذبح في كثير من أماكن تواجد الشيعة ” أي إن كل التفجيرات التي حصلت في المناطق الشيعية وكل عمليات الذبح والإرهاب التي طالت الشيعة السنة وحسب كلام السيستاني هم المتهمين بذلك ومع ذلك يحاول أن يظهر نفسه كالحمل الوديع ويصور للناس وللسنة إنه لم يقم بأي موقف إزاء جرائم السنة بحق الشيعة… وهنا السيستاني يتغافل عن قضية وهي إن من قتل الشيعة وفجرهم هم المنظمات الإرهابية المتشددة والتي لم يسلم منها سني ولا شيعي وهذه المنظمات دخلت إلى العراق بسبب المحتل الأميركي الذي أيده وباركه السيستاني ووصفه بقوات تحالف وقوات صديقة.
3- يقول السيستاني ” حتى بعد تفجير ضريح الإمامين العسكريين سألوني الفتوى فقلت لا تحاربوا أهل السنة حتى لو أبادوا مدناً شيعية بأكملها” والتعليق هنا يكون :: مرة أخرى يتهم السيستاني أهل السنة بعمليات التفجير وخصوصاً تفجير ضريح الإمامين العسكريين ” عليهما السلام ” في سامراء, وفي الوقت ذاته يكذب كذباً معلناً حيث إنه أصدر فتوى كان مفادها ” أتركوا الناس تعبر عن مشاعرها بحرية ” وكانت نتيجة هذه الفتوى هو الإعتداء على أهل السنة في عموم المحافظات العراقية  فكانت فتوى مبطنة وفتوى جرت العراق إلى حرب طائفية وبدليل إنه لم يصدر من السيستاني أي بيان شجب أو رفض لما حصل من أفعال طائفية أو اعتداءات على مقدسات وأرواح وأملاك أهل السنة بل كان موقفه ” صمت القبور ” الذي خيم عليه إلى يومنا هذا.
4-يقول السيستاني ” لا تحاربوا أهل السنة حتى لو أبادوا مدناً شيعية بأكملها.. تذكروا أخلاق أئمتكم… تذكروا كيف عامل أئمتكم كل من أساء إليهم وكيف قابلوا الإساءة بالإحسان ” والتعليق هنا يكون : يكرر السيستاني الأمر ويُصور للناس إن أهل السنة هم عبارة عن قتلة ومتعطشين لدماء الشيعة باستخدامه عبارة ” حتى لو أبادوا مدناً شيعية بأكملها ” هذا من جهة ومن جهة أخرى كيف يتذكر المليشاوي الذي خرج بفتوى من السيستاني أخلاق أهل البيت “عليهم السلام ” وكيف يتعامل مع من هو على غير مذهبه عندما يشاهد وكيل السيستاني ومعتمده يقوم بتتويج من يقوم بحرق الجثث وتقطيع أوصالها والتمثيل بها ويكرمه ويلبسه الوسام ؟ هل هكذا هي بنظر السيستاني أخلاق أهل البيت ” عليهم السلام ” ؟؟ في الإعلام كلامكم شيء وفي الواقع شيء آخر … وهنا أود أن أذكر ما قاله المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الثانية من بحث ” السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ” والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات البحث الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي …
{{… كيف نتصور , كيف يتصور الإنسان بسيط شخص يدعي المرجعية يأتي ويُكرم ويُلبس القلادة ويُقلد الوسام لشخص يظهر علناً يقطع الأشلاء!! يُمثل بالجثث !! كيف نتصور هذا ؟ أي مرجعية وأي علم وأي عمامة هذه ؟ …}} نعم هذا هو السيستاني الذي يتظاهر بالدعوة لأخلاق أهل البيت ” عليهم السلام ” بدموع التماسيح يتملق أهل السنة !!.
5-قال السيستاني ” ساعدوا إخوانكم المهجرين من مدن الموصل والرمادي وصلاح الدين وغيرها، وقدموا لهم المأوى والمال والطعام ….الخ” التعليق هنا يكون : أين كان السيستاني طيلة هذه الفترة عن هكذا دعوة ؟ ولماذا كل تلك الفترة كان غير مهتماً بهذا الأمر ولم يطلب مساعدة النازحين والمهجرين ؟ لماذا الآن وما السبب ؟ .
لكن كل ذلك التملق وهذا التغيير في الموقف هو عبارة عن خوف السيستاني مما هو قادم فالكفة يبدو إنها ستميل إلى الجهة التي استباح السيستاني دمائها منذ سنوات أما بالسكوت والإمضاء أو بالفتوى, من اجل أن يضمن مكانته ومرجعيته وسطوتها, وهذا هو التفسير الوحيد لذلك التغيير المفاجئ عند السيستاني حتى وصل الأمر به أن ينطق بهذه العبارات التي كشفت حقيقته الطائفية من حيث لا يشعر. 

أحدث المقالات