18 ديسمبر، 2024 10:03 ص

هناك الكثير جدا من هم بحاجه الى ان يتصالحوا مع انفسهم ليتنفسوا الهواء النقي من خلال الاجواء التي يخلقونها بسلوكياتهم لان التصالح مع النفس له اجواءه و ابوابها الخاصة التي يتوجب فتحها لتحقيق حياة انسانية سويه بدون تعقيدات وامراض واحقاد وتجاوز على حقوق الاخرين وحرماتهم ومكانتهم والنيل منهم بسب تخصامهم مع انفسهم المريضه لان ضياع و عدم ألتصالح مع لنفس يعني دوام الاستمرار في الصراع والتخاصم معها ناقما وساخطا وتحايلا عليها برضا زائف وكاذب ينكشف عند اول منعطف من الصدام معها وببساطه وهذا ما نلمسه من قبل البعض الغير قليل عندما يختلف او يتخاصم مع جماعه او طرف او شخص ما تراه يحقد ويحمل على جميع العاملين مع خصمه او خصومه وفي اول فرصه مواتيه له ولي مجموعته يحاول ويعمل بمنهجيه وبتخطيط لتصفيتهم اداريا ومهنيا وبشكل جماعي وبلا تميز و بطرق يصعب وصفها اقل ما يقال عليها مشينه و بعيد عن شرف المسؤوليه والمهنية ويحدث هذا التجني والابتذال في هكذا ممارسة من قبل اناس متصارعين متخاصمين مع انفسهم فنذالة المتخاصم مع نفسه تطف للسطح في معاقبة الناس بشكل جماعي لارضاء نفسه المريضه والشعور بلذة الانتقام وعندما تتحدث مع امثال هؤلاء وتنظر لهم تراهم يحاولون ان يشعروا الاخرين بانهم متصالحين مع انفسهم واسوياء في سلوكياتهم وهم يسلوكون الطرق غير الطرق المطلوبه للتصالح مع النفس ومغزاها لان من يريد ان يثبت التصالح مع نفسه عليه اولا ان يصارح نفسه بعيوبها ومشكلاتها وسلبياتها ويعمل على معالجتها وتقويمها بخطا صحيحه وبهدوء وروية ويفتح بوابات العهد الجديد بين الشخص ونفسه بعيدا عن التعامل بالاحقاد والضغائن مع الاخرين والتي تسيئ للعلاقات الانسانية وتعكر صفو الحياة وهذا ما يحدث اليوم وبشكل خاص في الحياة الداخلية لاكثر مؤسساتنا الرسمية فعندما يختلف المسؤول مع مسؤول اخر يعمل على اسقاط و هدم وهيكلة وتخريب وانهاء مؤسسته لارضاء نفسه المريضه بالانتقام من اناس ليست لهم اي علاقه بخصومات المتصارعين على المناصب والمكاسب والمنافع والوجاهه ان المتخاصمين مع انفسهم يقولون ما لا يفعلون وهم يتحدثون عن انفسهم المريضه ويصدقون احاديتهم والواقع الزائف الذي صنعوه من سمسرتهم وما نسجه خيالهم وهؤلاء يحدثونك عن القيم والاصلاح والتغير و شرف المسؤولية ليبرروا اعمالهم المشينه وليزلوا عن مسؤولية افعالهم المدانه التي يقمون بها و يحاولون نسيانها بدل القيام بتصحيحها وهم كل يوم يعملون على ايذاء الناس واضطهادهم وواستنزافهم نفسيا ويسببون لهم المشقات وعندما تواجههم ينكرون ذلك بل يقولون نحن نعمل لاسعاد الناس وتصحيح الاخطأ وهم الملائكه ومن حولهم مذنبون يجب معاقبتهم عقاب جماعي ان امثال هؤلاء من مرضى النفوس ابتلينا بهم وبتلينا بمن نصبهم على مقدرات مؤسسات الدول والذين يعملون فيها ويفعلون بهم ما يحلوا وينفس عن احقادهم ونفوسهم المريضة فهؤلاء الذين بتلينا بهم يصورون لانفسهم وللناس انهم الضحية والاخرين متعسفين ومأجورين وخارجين على الانظمه والقوانين وانا هنا لا ريد ان انسف او لا اعترف ان سلوكيات البعض من هؤلاء هو نتاج ومحصلة العديد من العوامل والظروف البيئة والاجتماعية والتربوية ومن يلتزمهم ويسلطهم ويشجعهم مثل هذه الظروف هي التي ادت بهم وجعلتهم في هكذا صراع وخصام مع النفس وتحول الى صراع وخصام مع الاخريين و الضحيه اناس لا ناقه لهم ولا جمل في هذا الصراع بين الاطراف
وهذا ايضا لا يبرر على الاطلاق ان لا نحاسب او نتكلم عن مثل هؤلاء المرضى الذين يظلمون الناس ويلبسون عباءة المظلوم التي يكمن بداخلها شياطين الرذيلة و التعسف والتجاوز على حقوق الاخرين امنياتي ونصيحتي ان يخرج هؤلاء من هذه العباءة ومن ظلمات الحقد و وظلم الناس والتعسف الى نور الانسانية والعدالة الاجتماعية والتمسك بثوابتها وان يرسموا لانفسهم الطرق الشريفه في التعامل مع الاخرين بعد ان يتصالحوا مع انفسهم ويرتبوا افكارهم ويفتحوا ابواب الخير على بعضها وان لا يتاخروا عن اصلاح ما افسدوه لان كل افعالهم في التجاوز على حقوق الناس سوف ينعكس على اولادهم وعوائلهم ومستقبلهم لان ظلم الناس والعقاب الجماعي حقد وتعسف والجهل بحقيقة الحياة وانسانيتها وجهل وتجاوز على شرف المسؤوليه تصالحوا مع انفسكم وجعلوا صراعاتكم وخلافتكم بينكم ولا تسحبوها وتعكسوها لتدمروا بها حياة الاخرين بالتجاوز على حقوقهم وتخريب استقرارهم وسعادتهم واصلحوا اخطاءكم وهفواتكم وعيوبكم وحماقاتكم وعقولكم الرديئة .