23 ديسمبر، 2024 6:56 ص

تصاعدت أبخرة البركان العراقي، فهل سينفجر؟

تصاعدت أبخرة البركان العراقي، فهل سينفجر؟

قال تعالى في سورة الأنفال/60 ((وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ )). وفسر الطبري المعنى بقوله ” إن الله سبحانه لو شاء لهزمهم بالكلام والتفل في وجوههم وبحفنة من تراب، ولكنه أراد أن يبتلي بعض الناس ببعض بعلمه السابق وقضائه النافذ”. (تفسير الطبري).
سبق ان كتبنا عن ثورة أهل الأنبار واستشرفنا نتائجها، وكنا على ثقة بعد ان سمعنا رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي يصف أهل الأنبار بأنهم جيش يزيد، وان جيشه الحكومي المدمج من الميليشيات، ولا يتشرف الجيش العراقي السابق ان يعتبره إمتدادا له، سيسحق هذه الثورة بقوة جيشه الطائفي، وان العشائر والمرجعية الشيعية واتباعها سيقفول ضد الثورة ويجهضوها مهما إمتدت، وكان استقرائنا في محله. فقد إنتصرت البندقية على العصا، وانتصر إرادة الجيش على إرادة الشعب الثائر، بعد ان تبرأ الشيعة من ثورة الانبار وعملوا ضدها من خلال التحريض الطائفي، والتأييد العلني والسري، ولم تنطق مرجعية النجف بجملة واحدة واحدة مع ان الشعارات والمطالب كانت إنسانية وليست سياسية كما قولبتها الحكومة بزعمائها الشيعة والسنة على حد سواء.
ان التظاهرات الأخيرة وما صاحبها من رش المتظاهرون من حملة الشهادات العليا بالماء الساخن، وما تبعها من أحداث مفجعة يوم الثلاثاء الذي اعتبرة البعض أسود، لكنا نرفض هذه التسمية ونقول انه الثلاثاء الأبيض، لأنه يوم الصحوة العراقية، وبداية الشرارة لقلع هذه الشرادم البشرية التي حكمت العراق وظلمت الشعب العراقي بكل شرائحه، وفرقت الشعب على كانتونات طائفية وعرقية هشة، بل انهم ضمنوا الدستور المسخ نفسه عبارة (المكونات) بدلا عن (الشعب). عندما يصحو الشعب، وعندما يثور على الطغاة، وعندما يطالب بحريته وحقوقه في يوم الثلاثاء، لا يمكن اعتباره يوما أسودا، انه يوم اسود على الحكومة الضالة، التي تدعي حرية التعبير وتعزيز حقوق الانسان العراقي وتبين كذبها، بعد إعتداء قواتها الغاشمة على المتظاهرين العزل، ومنع التجوال، وقطع خدمات الأنترنيتـ وستراهم قريبا يتهاتفون على المطار لمغادرة البلد ان تأزمت الأحوال اكثر.
عندما كنا نكتب ونحفز الشعب العراقي على الثورة وإنهاء حالة الذل والعار والخضوع المخزي التي يعيشها، كان الكثير من القراء الأفاضل يقولون لنا ” أنتم تنفخون في قربة مثقوبة”، وكنا نرد عليهم: حسنا ماذا نفعل برأيكم، هل نتوقف عن الكتابة؟ ولوتوقفنا جدلا، الا يصب ذلك في مصلحة الحكومة واحزابها العميلة؟ صحيح ان جبهتنا أضعف من جبهة الذباب الألكتروني الذي يعيش على طفيلات الحكومة، لكن لابد لنا من الإستمرار، ولو قرأ لنا (100) شخص، ففي ذلك إنتصار لنا.
كانت الأقلام المأجورة والإعلام الرسمي يساندان جبهة الذباب الألكتروني ويمدناها بكل ما تحتاجه من دعم مالي ومعنوي لمحاربتنا بكل الوسائل غير المشروعة، على العكس من حالنا، فإننا نمتلك أقلاما، لكنها من رصاص، وشرائها من جيبوبنا الخاصة، لكننا صمدنا والحمد لله وقاومنا الأقلام المأجورة التي فتحت علينا الكثير من الجبهات، بل ان الميليشيات الساندة للحكومة، ومنها (كتائب الموت) أصدرت قوائم بالكتاب الرافضين للعملية السياسية برمتها ووزعتها على الميليشيات الحليفة وطالبت بتصفيتهم حتى وان كانوا خارج العراق، وفعلا تم تصفية المئات من الكتاب الوطنيين والنشطاء السياسيين، وإختفى المئات منهم دون ان نعرف مصيرهم. بلا شك عندما تكون الحكومة عبارة عن ميليشيات ومافيات إجرامية فيمكن ان تفعل كل ما بوسعها، في ظل عجز البرلمان وشلل القضاء العراقي. لا نعرف لمن الشكوى عندما يشكو المدعي العام العراقي نفسه من تدخلات الأحزاب السياسية في عمل القضاء؟
هذا ليس بلد، وهذه ليست حكومة، وهذا ليس برلمان، وهذا ليس قضاء، هذا حارة تعج بالمجرمين واللصوص، ولايمكن الخلاص منها إلا بالثورة وقلعهم من الجذور عبر إستخدام القوة من منطلق المقابلة بالمثل، او ترك الحارة والرحيل عنها.
الآن ادرك شيعة العراق مدى قسوة الحكومة تجاه المتظاهرين، وهي لا تقاس بما تعرض له المتظاهرون السنة، نقول لهم: هل ادركتم الآن وانتم شيعة في ظل حكومة شيعية كيف تعاملت القوات الشيعية معكم، فما بالكم لو كانت التظاهرات من أهل السنة، كيف سيكون رد الحكومة؟ لقد إكتملت الصورة عندكم، وبانت الرؤية. في تظاهرات الفلوجة رفع أحد المتظاهرين صورة للزعيم التركي اوردوغان، وربما يكون هذا الشخص جاهل أو مندس، والدليل على ذلك ان وسائل اعلام الحكومة والقنوات الميليشياوية تنافلت الصورة والخبر بسرعة لا تصدق، كأن الأمر مبيت له، كما فعلوا تماما بعد تفجير العتبات الشيعية في سامراء، واعتبرت التظاهرات مدعومة من قبل تركيا، وهي ذات صبغة طائفية وغيرها من التهم الباطلة التي بنيت على صورة واحدة فقط. الآن هناك الآلاف من النصب وصور القادة الفرس تملأ شوارع العراق، وخصوصا في المحافظات ذات الأكثرية السنية، لغرض إستفزازي واضح. ولا يجرأ رئيس الوزراء ان يصدر أمرا بإزالتها، لأنه ذراع ايراني، ومن اقزام ولايه الفقية.
هذا رئيس الوزراء الكذاب الذي التقى بالمتظاهرين من حملة الشهادات العليا الذين جوبهوا بعنف من قبل قوات مكافحة الشغب، وسلخوهم بالماء الحار، الف لجنة لمعرفة أسباب إستخدام قواته السلاح والذخائر الحية لتفريق المتظاهرين، لكن الله تعالى فضحه بعد يوم واحد من هذا اللقاء، عندما إستخدمت (قوات الغدر) الأسلحة والذخيرة الحية في مواجهة المتظاهرين العزل في كل المحافظات العراقية وسقطت كوكبة من الشهداء الأبرار، والأغرب منه ان رئيس الوزراء العار اتهم المتظاهرين بالإعتداء على (قوات مكافحة الشعب). زعيم كذاب، عميل إنتهازي، ميليشياوي لا يقل قذارة عن المالكي والعبادي، كلهم رضعوا من ثدي العمالة، وكلهم جنود عند قاسم سليماني.
انهم يحتاجون فعلا الى (شلع قلع) مع صاحب هذه العبارة مقتدى الصدر، الذي حاول ان يركب التظاهرة بعد ان استنكرها في البداية، ولكن عندما اشتدت حاول ان يركبها كعادته، نقول لهذا الأمعي: اترك المتظاهرين ولا تبعث مندسين لإفشالها. لو كنت تؤمن بها وبحقوق الشعب العراقي، ماكنت ارتضيت لنفسك ان تقضي عاشوراء بصبحة الولي السفيه والجزار (الجنرال سليماني)، انت
الذي تتهم الميليشيات الحليفة لك بالوقاحة، تمتلك سرية السلام الوقحة، فكفاك دجلا وخسة ووقاحة
كلمة أخيرة لزعيم ميليشيا السلام مقتدى الصدر، اسحب أولا وزرائك ونوابك وسفراءك ومدرائك العاملون من مناصبهم وبعدها طهر نفسك من جرائمك ثم اركب التظاهرة أو دعها تركبك. الا تعلم ايها الدجال ان جميع الميليشيات في الساحة العراقية فقسها جيشك المسمى (جيش المهدي)؟
كلمة أخيرة للمتظاهرين الأبطال:
نعزيكم بشهدائكم الأبرار، فكل واحد منك يستحق ان نعزيه، فأنتم أسرة واحدة، واخوة في المواطنة ونتمنى لجرحاكم الشفاء العاجل، والعودة الى ساحة الوغى. لا تجعلونا نيأس مرة ثانية من تظاهراتكم، ما عدنا نتحمل المزيد من الخيبة، لينفجر بركان الثورة وتكتسح سيلانات الحمم هؤلاء المجرمون وتجرفهم الى سعير الدنيا، لينتقلوا بعدها الى سعير الآخرة.
مزقوا صور القادة الإيرانيين الموزعة في الشوارع، فهم المسؤولون الأوائل عن بلاء العراق، ورددوا شعار (ايران بره بره، بغداد حرة حرة) و ( ثورةعلى ثورة ونسحق مرشد الثورة)، و ( بسكم يا جيراني، عدونا سليماني). (هذا الدين محمدي، طردوا السفير المسجدي).
على الشعراء العراقيين الأصلاء دعم المتظاهرين بالأناشيد والهوسات والتركيز على الدور الإيراني التخريبي في العراق، ودعم الروح المعنوية للثوار، وعلى الفرق الشعبية الموسيقية المساهمة في التظاهرات، لما لها من وقع طيب في نفوس العراقيين.
وعلى الكتاب النجباء داخل العراق وخارجه، الكتابة عن التظاهرات وبكل اللغات وتنوير الرأي العام العالمي بما يحدث في العراق. لنتفرغ جميعا للكتابة عن التظاهرات، انه يوم المواطنة الصميمية.
وعلى وسائل الاعلام الوطنية وكل من له قدرة على تصوير التظاهرات وما يصاحبها من احداث عنف نشرها على اليوتيوب وارسال نسخ منها الى منظمة مراقب حقوق الانسان، ومنظمة العفو الدولة، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.
على أهل البصرة الكرام، امسحوا عن جباكم غبار الذل والعار، ومزقوا نصب الخميني على الشارع الجديد (شارع الخميني) وبدلوا اسمه القذر الى (شارع الفيحاء). ولا تنسوا عملاء ايران في المحافظة ومجلس المحافظ، فأنتم تعرفون اين تسكن الجرذان وكيفية التعامل معها.
ايها المتظاهرون النشامى لتتحول تظاهراتكم الجبارة الى ثورة مباركة، ثورة على الظلم والمرجعية الصامتة عن حقوقكم المشروعة، وعلى كل الطغاة، إسحقوا بأحذيتكم ساسة السنة وساسة الشيعة وكل من زكاهم و باركهم وقدم لهم العون.
احذروا المندسين من عناصر الميليشيات، فهم سيعملوا على إفشال تظاهراتكم، لكن الله تعالى سيخيب مسعاهم القذر، فهذا قزم ايران العميل قيس الخزعلي زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق اتهم المتظاهرين بوجود مندسين، وتباكى على سقوط رجل أمن واحد، متجاهلا قتل وجرح المئات من المتظاهرين، الباطل اعور لا يرى الا جهة واحدة.
بعون الله سيكون للنصر القادم مذاق حلو كالعسل على السنة العراقيين الشرفاء، ومذاق مر كالعلقم على السنة العملاء والخونة.
سيروا في طريق النصر، فالله معكم، والحق بجانبكم، والشعب سوركم.