18 ديسمبر، 2024 7:23 م

تشي غيفارا: الثقافة قبل السلاح للتحرر من العبودية

تشي غيفارا: الثقافة قبل السلاح للتحرر من العبودية

إرنستو تشي غيفارا (1928–1967) المعروف باسم تشي غيفارا (تشي هي كلمة أرجنتينية عامية يتم استخدامها على غرار الرفيق أو الصديق)، ولد لعائلة أرجنتينية ميسورة الحال ذات جذور أرستقراطية، لكن بأفكار إشتراكية. و هو طبيب و كاتب و زعيم حرب العصابات و قائد عسكري و رجل دولة عالمي وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية. أصبحت صورته منذ وفاته رمزاً في كل مكان و شارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية. و ضمنته مجلة التايم الأمريكية من بين المائة شخص الأكثر تأثيراً في القرن العشرين.
سافر غيفارا عندما كان طالباً في كلية الطب بجامعة بوينس آيرس، التي تخرج منها عام 1953، إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه ألبيرتو غرانادو على متن دراجة نارية و هو في السنة الأخيرة من الكلية، و كونت تلك الرحلة شخصيته و إحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية و بالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على الفلاح اللاتيني البسيط، و تغير داخلياً بعد مشاهدة الفقر المتوطن هناك، و رأى غيفارا أن العلاج الوحيد هو الثورة العالمية.
كان منزل غيفارا يحتوي على أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، مما سمح له أن يكون قارئا متحمسا وانتقائيا، شملت مواضيعه المفضلة في المدرسة الفلسفة و الرياضيات و الهندسة و العلوم السياسية و علم الاجتماع و التاريخ و علم الآثار.
في عام 1958، نشرت وكالة المخابرات المركزية “السيرة الذاتية و التقرير الشخصي” السريين الذين أشارا إلى أن غيفارا كان يتمتع بخلفية متنوعة من الإهتمامات الأكاديمية و الفكر، و وصفته بأنه “قارئ جيد” و علقت “أن تشي مثقف رغم كونه من أصل لاتيني”.
غادر غيفارا كوبا في عام 1965 من أجل التحريض على الثورات الأولى الفاشلة في الكونغو كينشاسا و من ثم تلتها محاولة أخرى في بوليفيا، حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية و تم إعدامه في عام 1967. و لقد إشتكى غيفارا في مذكراته عن كفاحه في بوليفيا “أن الفلاحين لا يقدمون لنا أي مساعدة ويتحولون إلى مخبرين”
كان تشي غيفارا طبيباً و كان بإمكانه بواسطة هذه المهنة أن يعيش حياة مترفة يمتلك بيت و سيارة و حساب مصرفي و يأكل ما لذ و طاب و لكنه ترك كل ذلك وراء ظهره ليحارب الفاسدين الذين كانوا يعيشون على دماء و أموال المستضعفين على الرغم من معاناته من نوبات مرض الربو الحادة طوال حياته. و لكن الجهل صفة الذين كان يحارب من أجلهم هو الذي قضى عليه.