الولادة قبل الاكتمال بلا شك ستؤدي بك إلى أحضان الخدج بدل صدر الأم ورضاعة الاستقرار الذي يؤهلك لكي تنمو بالشكل الطبيعي المعروف.
لمن لا يعرف معنى (السبيعي )هو وصف شعبي عراقي يطلق على المولود الذي ولد قبل أوانه (تحديداً الشهر السابع) في استحضار هذا التشبيه لا اقصد أبداً أن التشكيلة الحالية للحكومة العراقية قد جاءت في غير وقتها أو أنها ستستمر لسبعة أشهر, ما اقصده بالضبط المخاطر والتهديد الوجودي لها كما هو حال المولود قبل أوانه حيث يُخشى على حياته ولكن أي ضامن (خدج) يأويها لحين استقرار وضعها؟.
بعيداً عن النظرة التشاؤمية واقتراباً من المعطيات الموجودة برزت أسباب عدة تجعلنا ننظر من هاجس القلق اتجاه مستقبل هذه الحكومة ولعل من أهم هذه المعطيات:
1- إذا ما تمت ولادة هذه الحكومة فستكون نتيجة عملية تزاوج إقليمي غير متوافق بالمرة , وبالتالي هي أقرب لرتق ثقوب إطار قديم بدل استخدام إطار جديد ومن الممكن تسمية هذا الوضع بفرضية الواقع وفق المستجدات الطارئة , ومن هذه المستجدات.
– فشل المحاولة الأمريكية في فرض إرادتها عن طريق دعم جهة حزبية على حساب أخرى بسبب المتغيرات الإقليمية التي فرضت ترجيح كفة المناوئين .
– العقوبات الأمريكية على الجانب الإيراني هي بحد ذاتها سبباً لعودة مبدأ التوازن رغم ما ذكر أعلاه .
2- استسلام عادل عبد المهدي لإرادة الزعامات السياسية وهذا الأمر بحد ذاته يشكل خيبة أمل شعبية للحكومة القادمة مضافاً للتجاذبات والاتهامات التي أثيرت على أسامي الوزراء وانتمائاتهم جعلت (التنكوقراط) جملة عرضية لا محل لها من الواقع .
3- طبيعة التحديات القادمة الإقليمية منها والداخلية تتطلب حكومة قوية متماسكة وليست حكومة ولدت بهذه الطريقة, ومن هذه التحديات:
– ضبابية المشهد الإقليمي بعد أزمة خاشقجي وعدم وضوح معالم البدائل الأمريكية للآن.
– قد تكون هناك محاولات أكثر جراءة على المدى المتوسط لضم العراق لصفقة القرن أو على أقل تقدير جرهُ للتطبيع.
– الحشد الشعبي بين وجوده الجوهري للحفاظ على الأمن العراقي والمحاولات الأمريكية المستمرة لإزاحة هذه العقبة التي تقف امام مشاريعها .
– العقوبات الأمريكية على إيران بين التعاطف الشعبي والتهديدات الأمريكية للمخالفين .
– أعداد الخريجين المتزايدة وانعدام الوظائف وفرص العمل
– مشكلات التربية والمدارس والصحة والخ…., بلا شك أن هذه التحديات هي موجودة في زمن الحكومات السابقة لكن الفارق الآن هي أنها بوتيرة متصاعدة و لم تُعالج بالحد الأدنى على أقل تقدير ووصول الشعب لحالة من التذمر الشديد لحد انفجاره بأي لحظة.
في الختام أتمنى أن أكون مخطئاً وتخرج الحكومة من حالة التهديد الولادي لحالة الاستقرار , كون بقاء الوضع على ما هو عليه ينذر بحالة من الهلع لنا مستقبلاً.