19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

تشظياتٌ و مواقف من الإنفجار الأخير

تشظياتٌ و مواقف من الإنفجار الأخير

بعدَ ساعةٍ ونيف من حدوث ذلك الأنفجار في منطقة ” ابو دشير – الدورة ” , والنيران لم تزل مشتعلة والسِنة اللهب ترتفع وتمتد افقياً , وكانت قذائفٌ وصواريخ لا تزال تتساقط على مناطقٍ سكنيةٍ متناثرة , وحيث الكثير الكثير من العوائل هرعت للهروب الى مناطقٍ بعيدة عن موقع الأنفجارات , وإذ ايضاً كلّ الأجهزة الأمنية والجيش والدفاع المدني ومركبات الأسعاف في حالة ارتباكٍ لم تسبقها سابقة , فوجئ الراي العام بعد تلك الساعة بصدور ونشر اخبارٍ وتصريحاتٍ وإعلان مواقف تجتهد في تفسير وإيضاح ! سبب الأنفجار والذي كأنّ لم يكن سواه من اسبابٍ اخرى والتي اجمعت جميعها بأنّ طائرةً امريكيةً مسيّرة هي التي قصفت معسكر الحشد ومخازن العتاد , وكان بائناً أنّ هنالك تعمّد متسرّع في إظهار مثل تللك الأخبار , وبلغ الحدُّ الى حدٍّ أنّ اعلان هكذا مواقف كان مهيّئاً مسبقاً قبل حدوث ايّ انفجار اينما وكيفما كان .!

  نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي ” التيار الصدري ” ادلى بدلوه في هذا الشأن ولكنه اساء الى نفسه ” لغوياً وثقافياً وعسكرياً ” قبل تشويشه على الرأي العام , فمن ضمن ماكتب في تغريدته بتويتر : << من خلال طبيعة النيران لحريق مخازن العتاد في معسكر الصقر , فيظهر أنّ طبيعة الأسلحة التي احترقت فأنها غير عاديّة ولا تستعملها القوات العراقية والحشد الشعبي >> .! فماذا يمكن ان تكون طبيعة نيران ايّ حريقٍ كبير في مستودعات اسلحة سوى انها نيران كثيفة وعالية ! كما أنّ الأسلحة عموماً لا تحترق اذ انها مصنوعة من الحديد ومعادن اخرى , وما تحترق هي الذخيرة والأسلاك والأجزاء ذات العلاقة الأخرى التي تسبب انفجار  وتطاير صواريخٍ او قذائف , فماذا اضاف واكتشف بهاء الأعرجي سوى إضافته الأخرى بذات التغريدة : << أنه يرى ” ويعني غير متأكد ! ” بأنّ ما حدث هو عبارة عن أمانة لدينا من دولةٍ جارة ! وقد جرى استهداف هذه الأمانة من دولة استعمارية ظالمة بناءً على وشاية عراقية خائنة >> , ولا نظنّ هنا أنّ هذه السفسطة تحتاج الى تعليقٍ مفصّل سوى القول والتساؤل عن الدليل الماديّ الذي استند اليه الأعرجي في تحديد وتوجيه الأتهامات الى الدول , وهو اصلاً كان لاجئاً في دول الأستعمار , ولولا الغزو الأمريكي – البريطاني لكان يحلم بالعودة الى العراق والتحدث في السياسة , علماً أنّ اعداداً اخرى من مسؤولي وقياديي الأحزاب الأسلامية اجمعوا على هذا الرأي وكأنهبالإجماع او التزكية .!

والى ذلك اعلنت ” خلية الخبراء التكتيكية ” يوم الأثنين الماضي ضمن تقريرها عن التفجيرات الأخيرة بأنّ اسباب الحريق تعود الى الإهمال وسوء التخزين وعدم وجود عزل كهربائي , وبأنتظار استكمال التحقيقات الأخيرة .

 الخبير الأمني المعروف هشام الهاشمي ذكر ايضاً في تقريرٍ أمنيٍّ – إعلاميٍّ مفصلّ بأنّ طائرة  ال ” درون ” الأمريكية المسيّرة , صغيرة الحجم وليس بمقدورها حمل كمية صواريخٍ او قذائفٍ تؤدي الى هكذا قصفٍ مفترض

وإذ اختزلنا هنا تصريحاتٍ ومواقفٍ وآراءٍ تمثّل كلتا وجهتي النظر المتناقضتين ” بالرغم من أنّ التحقيق الأمني الرسمي حول حريق الأنفجار لم يظهر بعد ” , فمن الواضح او اكثر منه أنّ الأولى منها هي سياسية بأمتياز ولا علاقة لها بالجانب الفني لمسببات الأنفجار .

  ما يلفت النظر ومن زاويةٍ حادّة , فماذا لو اثبت التحقيق النهائي لوزارتي الداخلية والدفاع عدم وجود ايّ قصفٍ لطائرةٍ امريكية وأنّ ما حدث هو جرّاء اسبابٍ داخليةٍ تقنية , فماذا سيقولون لأنفسهم هؤلاء الذين تبنّوا آراء نائب رئيس الوزراء السابق , وكيف سيغدو موقفهم أمام الرأي العام ومرآة الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي .

  بدَورنا , بسعةِ صدرٍ وقهقهة نستقبل ايّ تصوراتٍ وآراءٍ متهرّئة وساذجةٍ مفترضة ممّن تساورهم اية رؤى بأننا قد ندافع عن طائرات ” درونز ” الأمريكية ونُبعد عنها شُبهاتِ القيام بمهامٍ لم تقم بها حسب ما ذكروه الخبراء اعلاه وسواهم .!