أقدّم لكم سندويشات عسيرة الهضم، عن تشرين، سوف لن يقدر البعض على ابتلاعها.
تناهت مليونية تشرين2022 إلى (تقبيطة كوستر)، بدلا من انتفاضة مليونية، وحين تنّبأنا بذلك مسبقا، أٌتِّهمنا
بمولاة السلطة.
الذين يلقّبون أنفسهم قادة تشرين، أو مفكريها، يغردون وينظّرون في مقراتهم الآمنة والتريفة، ويمثّلون في الفضائيات طوال الوقت، دون النزول إلى ساحة الوطيس.
تهاطل المتظاهرون إلى الساحة، بلا منهج، وهم يعتقدون أن عبور حاجز جسر الجمهورية، واجتياح الخضراء
سوف يسقط النظام، وهذا قصر نظر، وانعدام وعي بآليات التغيير.
مضت ثلاث سنوات على تشرين الأولى، ولم يستطع منظمو التشارين الموعودة من تنظيم صفوفهم ولا آليات عملهم.
لقد تمخض الجبل، فولد فأرا.
القافزون على أكتاف تشرين الأولى، ممّن حصدوا المناصب، أو ربحتهم مشاريع أخرى، او استظلوا في الخارج باسم عذابات الشباب المحتج، نسوا مشروع التغيير.
تشرين الأولى، كانت شعبية، عفوية، على رغم التسييس والاستثمار الاقليمي فيها، وما بعدها، فهي دكاكين للإيجار.
الذين نصبّوا أنفسهم قادة ميدانيين، انسحبوا من الساحات، من دون سبب مقنع، وهو دليل فاضح على الارتجالية والمساومات.
العاطفة لا العمل الثوري، هي التي تقود المحتجين، والدليل إنهم يبكون وهم يستمعون إلى النشيد الوطني، وكأنه اغنية عاطفية.
فاشلون، وفاسدون، وفارون خارج البلاد، ومسؤولون سابقون يتمتعون بالرواتب الدسمة من الدولة العراقية نفسها ومن
جهات اجنبية، يتحدثون باسم (ثوار تشرين).
هناك من يؤلب على تشرين جديدة مقبلة، رغم الفشل المتراكم، وكأنها دوري كرة قدم، فالثورة ثورة في لحظتها، فإما نجاح أو فشل.
النواب الذين صعدوا إلى البرلمان، خونة، في نظر المحتجين، وما عادوا ينتمون إلى تشرين 2022 بل إلى نادي المنتفعين، وما طرْد علاء الركابي وتمزيق صورة باسم خشان ومحمد عنوز، إلا دليل على إن المتظاهرين ينظرون اليهم كوصوليين.
تشرين بيعت، والثمن دولارات ومناصب وولاءات، وحين تصبح الثورة تجارة، يتحول المتظاهرون إلى سلع.
لقد ماتت تشرين، واكرام الميت في دفنه على عجل، والتفرغ الى تظاهرات مطلبية تضغط على الحكومة لتوفير المشاريع و فرص العمل والعدالة في توزيع الثروة.