18 ديسمبر، 2024 6:46 م

تشاؤمٌ متفائل وتفاؤلٌ متشائم للقاء السوداني ببايدن !

تشاؤمٌ متفائل وتفاؤلٌ متشائم للقاء السوداني ببايدن !

كانَ هنالك انطباعٌ او تفكّرٌ سائد لدى بعض الشرائح الإجتماعية , وربما بعض من الأوساط الإعلامية ايضاً , بأنَّ لقاء رئيس الوزراء العراقي مع الرئيس بايدن سيكون بعد ايامٍ معدودةٍ من الإنتهاء في مهمته او إلقاء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة , وترتكز تلكم الإنطباعات والأفكار ( ولا نقول تتعكّز ) على الدعوة التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي ” انتوني بلينكن ” للسيد محمد شياع لإستقباله في البيت الأبيض لمقابلة بايدن , ولعلّ ما يعزز هذه التصورات المحدودة ! أنّ مدة الوقت الذي تستغرقه الطائرة بين نيويورك وواشنطن هي ساعة وعشرون دقيقة , او بمسافة او بمسافة 342 كم .

وإذ عاد السيد السوداني الى بغداد < دون أن نقول بخُفّي حنين > حيث الموعد الدقيق لمقابلة بايدن لم يتحدد بعد , ومن المرشّح ان يغدو خلال الأشهر القلائل القادمة .. كلُّ ذلك قد لايغدو شديد الأهمية قياساً الى ما سيجري من مجريات اثناء لقاء الرئيسين في وقتٍ لاحق , فالإدارة الأمريكية تشدد على تعميق علاقاتها المتنوعة في العراق استناداً الى ” اتفاقية الإطار الستراتيجي ” التي جرى توقيعها منذ عام 2008 وما اعقب ورافق ذلك من تطورات او مضاعفات وفق الوضع الراهن من زاوية الجيوبوليتيك الحاصلة في المنطقة ” على الأقل ” , وهو ما قد يعني < كجهنّم تقول هل من مزيد ! > , وبإفتراضٍ أنّ الإدارة الأمريكية قد تحصل على مبتغاها , فمقابل ماذا .؟! ( وبأعتبارٍ ملحوظ في التحكم بواردات انفط العراقي عبر البنك الفدرالي الأمريكي وتأثيراته وانعكاساته على الدينار العراقي المسكين ) , وكيف يمكن ايجاد أيّ آليّةٍ ما من التوازن المفقود بين العرض والطلب , فإدارة جو بايدن انحازت على المكشوف الى جانب الكويت بالضد من قرار المحكمة الأتحادية العراقية في رفض تعديل الحدود البحرية والبرية بين العراق الكويت , لصالح هذه الإمارة الصغيرة , وكأنّ المطلوب امريكياً قضم واقتطاع اجزاء من السيادة العراقية الوطنية , ايضا : – فإنّ الإدارة الأمريكية قد انحازت بالمطلق والكامل الى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني – البرزاني الذي يعتبر كممثل لأقليم كردستان واحزابها المناهضة له .! , وذلك في فرضها قسراً او بنحوه على الحكومة العراقية في دفع ما يسمى بمستحقات الأقليم المالية التي تبلغ مئات المليارات بالدولار الأمريكي , ورغماً عن أنوف الشعب العراقي بمجمله , بالإضافة عن أنوف الأحزاب الحاكمة غير المتحكّمة بهذا الشأن .

الشهور والأسابيع القادمة حبلى بتوائمٍ مضاعفة العددد من الأحداث غير المحسوبة , وحتى خارج تنبّؤات العالم الهولندي الأستاذ ” فرانك هُو غربيتس ” , والذي مهما كانت حساباته الفلكيّة الدقيقة وأثبتت صحتها في حدوث الزلازل المزلزلة في المنطقة العربية وسواها , فلا شكّ ولا ريب أنَّ لا حدثَ يحدث إلاّ بأمر الله تعالى .

كفّتا التفاؤل والتشاؤم حول ما قد يحصل بين السوداني وبايدن , فإنهما بلا ريب غير متعادلتين وبنسبٍ متفاوته , وإذ الأمر يتطلّب الترقّب الدقيق والحذر , فالعلاقة التكتيكية بين طهران ووشنطن فلها ما لها من انعكاساتٍ وافرازات بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي , وبما يلتصق ” وغير قابلٍ للفكّ ” بأنّ السوداني كممثلٍ للإطار التنسيقي – المالكي , وكأنّ – الى حدٍ ما او ربما اكثر – بأنّ القيادة الأيرانية هي التي تتفاوض مع واشنطن عبر هذا ” الإطار التنسيقي .! ”

من المفترض بنا كعربٍ وبالبعد القومي أن لا نتفاجأ بما لم يعد مفاجئاً على هذا الصعيد .!