22 ديسمبر، 2024 4:06 م

تسوية وما أدراكَ ما التسوية؟!

تسوية وما أدراكَ ما التسوية؟!

يداً بيد لا سلاح باليد، ولا عملية بناء دولة بلا فريق قوي منسجم، ولا حكومة دون مشروع وبرنامج، ولهذا كانت الأمور السياسية في غير نصابها، طوال السنوات التي مضت، رغم أنها لا تخلو من بعض الإنجازات الفقيرة والتي لا تلبي الطموح المواطن في عراقنا الجريح.
 ما نتمناه دائماً، أن تكون هناك خارطة طريق للعراق في المرحلة القادمة، لتكون صمام الأمان له ولشعبه، خاصة إذا ما علمنا أن الصمام الأول، الذي ندين له بالفضل والعرفان، هو مرجعيتنا المباركة، التي كانت أول من شخص الأخطاء وطالب بالإصلاح، وتنحية الوجوه الكالحة، ليتولى المعتدلون الرأي والمشورة، بعيداً عن المناصب والمصالح، ولكن دون جدوى، حتى حانت لحظة الضياع بين ليلة وضحاها، فإستشعرت خطر العدو القادم من بؤر التكفير، شياطين الوهابية المقيتة، فأعلنت فتواها الكبيرة، وأنقذت العراق من التشظي والتقسيم، حين إنبرى رجال المرجعية الأبطال، وسطروا أروع الملاحم البطولية.
 رجال السياسة يقع على عاتقهم واجب، تحمل المسؤولية الحقيقية، لتكون مكونات العراق في ظل مشروع واحد، وخيمة واحدة، ألا وهو مشروع التسوية السياسية والوطنية، التي تهيئ العراق أرضاً وشعباً، لما هو خير وأمان وإستقرار، فمن يبحث في بنود هذا المشروع الوطني، يجد أن التحالف يفكر(بنحن العراقية والإنسانية) لا (بالأنا الشخصية)، وهذا أهم عوامل نجاح المشروع، فلا تمييز بين طائفة وأخرى، أو مكون وآخر، فجميعهم عراقيون دون تمايز.
المشروع الوطني الجامع بات ضرورة وطنية ملحة، يراد منه أن يكون مصدر قوة للعراق، وطنياً، وإقليمياً، ودولياً، ليشكل مشروع التسوية الوطنية، نقطة مضيئة في التحالف الوطني، لما سيكون له من دور، في الإستعداد لبناء دولة المواطن والمواطنة، ولتتشارك جميع المكونات والأطراف الفاعلة في بنائه، ويثبت التحالف الوطني، لبقية الأطراف المشاركة في العملية السياسية، أن مشروع هذه التسوية، هو الطريق نحو مجتمع آمن، تستقيم معه النوايا والأهداف.
ختاماً: الحفاظ على التعايش السلمي، ومنظومة السلم المجتمعي، لا يمكن أن يكون لهما واقع على أرضنا، دون ان تتداخل المكونات كلها، في بودقة واحدة وبمشروع واحد، ينتج مجتمعاً وطنياً، يؤمن بان العراق ملك الجميع، عندها سيكون للمشروع فعالية أكثر، من أن يكون مجرد مبادرة، تدرج بين أروقة الساسة وعالم السياسة، فمشروع التسوية الوطنية للقارئ المتبحر به، يُعدُّ ثورة إنسانية، ووطنية حقيقية للنهوض بالعراق الجديد.