23 ديسمبر، 2024 1:05 ص

منذ اللحظة الاولى للإعلان عن مشروع التحالف الوطني، التسوية الوطنية؛ ذلك المشروع الذي شغل الشارع العراقي منذ ولادة فكرته الى يومنا هذا، وكانت اراء الشخصيات الرسمية في الدولة قد غلبت عليها لغة المزايدات على حساب الشعب.   
   التسوية الوطنية؛ مشروع التحالف الوطني العراقي لنبذ الخلافات والتركيز على بناء العراق، ومن وجهة نظرهم ليس من الممكن، ان يكون من يقتلني و يفجرني مشترك معي بالحكم ولا يعترف بي، وهذا هو الاقرب الى الصواب، لكن الكثير وخصوصا من يحسب على الشيعة، يهاجم المشروع ويروج لإشاعات كاذبة حوله، غير واضح الهدف منها وماذا يريد بذلك، لكن بقي التحالف بزعامتة مرابط على هذه الوثيقة. 
    وثيقة التسوية الوطنية؛ التي يدعي من نظمها بانها خارطة طريق العراق بعد داعش، ومن لم يشرك بها يطعن بها ولا يريد لها ان ترى النور، وبين هذا وذاك اخذ الانقسام حولها يزداد، حتى صارت الحدث الابرز في العراق، واستطاع من له نفوذ وقاعدة ماليه وشعبية، ان يوهم الناس بان هذا المشروع هو مزايدة على دماء شهدائنا، وما يعني عودة من تلطخت ايديهم بدماء اولادكم الى الدولة، متناسياً، ان من اكبر رموز النظام المقبور قد عادوا لسدة الحكم وهم قد فعلوا مما فعلوا ابان تلك الحقبة الماضية.    
   ورغم تكرار جملة”لا تسوية مع من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين”، من قبل نواب ورؤساء الكتل المؤيدة للتسوية، فلقد بقي من يظن ان دوره سينتهي بانتهاء المشاكل، يقذف قافلة المشروع بالتهم والكلام الباطل، وهذا يوجب علينا سؤال محير للذهن، ما مصلحة هؤلاء بان يبقى الحال على ما هو عليه الان؟، من قتل وسلب وتفجير، وليس هنالك مبرر بان يقال اين كانوا من هذه التسوية منذ البدء.  
   قبل هذه المسودة كانت هنالك الكثير من المحاولات، لكن لم يكن البيت الشيعي متحد بأغلب مكوناته، كما هو الحال اليوم، فمنذ اتحاد قواه انطلق بهذا المشروع، وغيره الكثير من القوانين التي اقراها في مجلس النواب، اخرها قانون حشد الاباء، فمن الضروري ترك المهاترات التي قد تنفع هؤلاء المتصيدين بالماء العكر، وخصوصا بان الانتخابات على الابواب والشعب يحب من يتاجر ويزايد على حسابه.   
   النتيجة لو اصطفت الكتل والمكونات والشخصيات، على هكذا نهج به خلاص البلد لاسيما المرحلة المقبلة، التي يعدها المراقبون انها ستكون اصعب من مراحل التحرير، ويجب ان تقاوم بوحدة الصف لا بالفرقة، فلم يجني أياً من الفريقين من التفرقة ثماراً.