23 ديسمبر، 2024 2:59 م

تسليم كركوك للكورد ؟ ام تسليمها لداعش ؟

تسليم كركوك للكورد ؟ ام تسليمها لداعش ؟

حقيقة أتعجب مما أرى واسمع من بعض العراقيين ، عندما يتحسر لأن (البيشمركة) اعلنت سيطرتها على كركوك ، و كأنه كان (وهو في المحافظات
الاخرى) ينعم فعلا بخيرات كركوك، و الدنيا ربيع والجو بديع ، و فقط فقدان كركوك هو ما يضرنا يتملكني الغضب و أنا ارى إن البعض قد نجحت فيهم مساعي السياسيين فيصبون جام غضبهم على الكورد ، و البعض يتهموهم بأنهم السبب وراء احتلال داعش للموصل، و ينسون إن الذي سلم الموصل هم قادة الجيش العراقيين (شئنا أم ابينا) و هم الذين طالما اعتمد عليهم السيد المالكي طوال فترة حكمه، و ربما ابرزهم هو (علي غيدان)
 ومن يقول ان علي غيدان قد تم شراء ذمته ، فأقول له انت واهم للغاية ، ليست الامول بالتأكيد هي ما جعلت اي قائد يترك القتال، ولكنها الفوضى العارمة في صفوف النظام الامني والعسكري في العراق، و هذه الفوضى (المتعمدة او غير المتعمدة) هي نفسها السبب في نجاح عملية تهريب السجناء
من سجن ابو غريب، و في نجاح دخول الارهابيين كل مرة للقيام بعملياتهم الاجرامية، و هي السبب في عدم محاسبة المقصرين عن شراء جهاز السونار الفاشل و هي السبب في اغتيال عدد كبير من الضباط و المسؤولين الحكوميين بالكاتم ومن يتعارك على كركوك و هو في الجنوب او بغداد، ليعرف أي مأساة تعيشها هذه المدينة التي تعيش وسط انفجارات يومية منذ 2004، و حال شوارعها وبناها التحتية و ووضع سكانها البائس على الرغم من إنها أكبر ينابيع العراق النفطية، و حالها مشابه للغاية بحال (البصرة) من حيث كمية النفط، و سوء الخدمات والوضع الامني المتردي لماذا لا تريدون ان ترتاح كركوك ؟ هل أرواح الناس و سعادتهم هي أهم لديكم من طائفيتكم؟ ماذا قدمت الحكومة المركزية لكركوك و البصرة و كل محافظات
العراق النفطية ؟ و ماذا انتم مستفيدين حقا من كركوك حتى تقاتلوا عليها بالسنتكم ؟ اليس من الأجدر ان تتمنوا السلامة لأهل كركوك و لكافة المواطنين في العراق ؟ و لو انضمت كركوك إلى كوردستان الجميع يعرف ومتأكد في قرارة نفسه إن هذا سيجعلها مدينة راقية بقدر اربيل والسليمانية،
و سيحل الأمان بها ومن يقول إن كركوك هي حصة العرب وليس الكورد ، (على الرغم من انه من المفترض ان هذه المسميات بعيدة عن كل من يتصف بالتحضر والعراقية) فهو لايعرف إن صدام كان يعطي (عشرة الاف دينار وبيت) لكل عربي ينتقل إلى كركوك في الوقت الذي كان الدينار العراقي يعادل 3 ثلاثة دولارات و هذا ما جعل عدد هائل من العرب ينتقلون من المحافظات الجنوبية إلى كركوك و منهم أحد اخوالي بغض النظر عن هذا او ذاك .. ضم كركوك إلى الاقليم سيخلصها من بؤسها، واعلان البصرة كأقليم سيخلصها من بؤسها، و اعلان الاقليم السني سيخلصه من بؤسه ، و هذا الحل البائس نفسه (قضية الاقاليم) ناتج من إن الحكومة التي نملكها (برئاساتها الثلاث) بااااااااااااااااائسة للغاية و لا تستطيع ان تحفظ امن او توفر خدمات او تفرض النظام أو تكافح الفساد او حتى أن “تعقدجلسة طارئة” .. و انتم، يا من تهتفون للمالكي والصدر والنجيفي وباقي قادة الكتل السياسيين ، و تجعلوهم مختاري العصر، و إنهم من سيملؤون الأرض قسطا وعدلا، بعد أن ملئت ظلما وجورا، .. اقول لكم نصيحة راجعوا انفسكم، و راجعوا انسانيتكم، و راجعوا دينكم، و قبل ان تقولوا ما تقولوه ، تذكروا ان تقولوه (قربة لله تعالى) و ليس بغضا بشخصية او طائفة او قومية، أتحداكم ان تفعلوا هذا، لا تخسروا انسانيتكم مقابل هذه الاعتبارات البغيضة فهذه .. تقسيم العراق ، او احتلاله او سقوط الدولة اوأي أمر سياسي يحصل أو اهون عندي من سفك دم إنسان واحد ، من أي طائفة كان، وهدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم مسلم فما لكم كيف تحكمون