حولَ تدفّق الأخبار بغزارةٍ ما من مدنٍ ومناطقٍ مختلفة في كردستان عن تفاصيل زيارة الكاظمي اليها ” والتي لم تنتهِ بعد , حتى كتابة هذه الأسطر ” , وخصوصاً ما تحقق منها من نتائجٍ لصالح الحكومة المركزية وللأقليم وفق ما تنقله اخبار الوكالات والقنوات الفضائية .
وبالرغم من سرعة ما تمّ اعلانه على الأتفاق لتسليم حكومة الأقليم نسبة محددة ومقررة من النفط الى شركة سومو الوطنية , وكذلك من السرعة الأخرى في التوصل لأتفاق على تقاسم عائدات المنافذ الحدودية , وهذه السرعة ملفتة للنظر, وملفتة اكثر عن عدم حدوثها من قبل ! سيما أنّ المطالب والخلافات واحدة , كما من غير المعروف اذاما كانت هنالك تأثيرات خارجية ” سواءً فرنسية او امريكية للإسراع بالتوصل الى ما تمّ التوصل اليه .! إلاّ أنه من الصعب الخروج بتقارير صحفية متكاملة لتوصيف مجريات زيارة رئيس الوزراء هذه , وسيما اننا لا نودّ الإستباق والتسرّع في اطلاق الأحكام , حيث أنّ الآليات التفصيلية والفنية لبنود وفقرات التوافق والأتفاق لم تبدأ بعد , وقد تكونُ حاجةٌ ما لعقد مؤتمر صحفي موسع مع رئيس الوزراء بعد عودته من الإقليم , سواءً بطلبٍ من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية او برغبةٍ منه شخصياً , وسيكون غريبا ومبهماً اذا ما اعترضت بعض الأحزاب او كتلها البرلمانية على نتائج زيارة رئيس الوزراء لكردستان , وبالتحجج المفترض بأنها دون مستوى المطلوب .!
بعيداً عن ذلك , والى ذلك ايضاً فيمكن القول أنّ هنالك امتعاضاً سيكولوجياً لدى كافة رؤساء الوزراء السابقين من الثمار التي حصدتها زيارة الكاظمي الى مدن ومحافظات كردستان , حيث فشلوا جميع هؤلاء الرؤساء السابقين للوزارة في التوصّل الى عُشر معشارٍ ممّا بلغته زيارة الكاظمي , وهذا ” الأمتعاض ” يتضاعف ويشتد او يحتد اكثر حين مشاهدة هؤلاء للأستقبال الجماهيري والشعبي لأهالي المدن الكردية للرئيس الكاظمي , ممّا سينعكس بدرجةٍ عالية لصالحه في الأنتخابات القادمة .
اخيراً وعلى عجلٍ , وبأختصارٍ موجز , فبالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن زملاءٍ كثار لي في شتى ميادين الإعلام , فيمكن القول أنّ اولئك رؤساء الوزراء السابقين هم وضعٍ يندبون حظّهم لعدم زيارتهم المنافذ الحدودية مع ايران وتركيا من قبل كما فعلها السيد مصطفى الكاظمي , ولا حتى التجوّل والجلوس مع الأهالي والعوائل الكردستانية وخصوصا في مجالسة النازحين عن كثب والتعرف على تفاصيل معاناتهم والوعد الرسمي بحلّها كما حصل مؤخراً ومما عرضته التلفزة يوم امس , وقد اضاعوا الفرصة على انفسهم في ذلك للحصول على الأضواء الدعائية فقط ! , حيث لم يقدموا اولئك شيئاً لأبناء المحافظات الجنوبية والوسطى , والذين ثاروا ضدهم ومزّقوا صورهم وهدّموا مقرات احزابهم .!