22 نوفمبر، 2024 2:57 م
Search
Close this search box.

تسليح عشائر الجنوب وفكرة قتال الجيش الحر

تسليح عشائر الجنوب وفكرة قتال الجيش الحر

كثرت في الآونة الاخيرة اشاعات وتصريحات وتلميحات بضرورة عدم بيع الأسلحة حتى إن هناك فتاوى صدرت من مراجع كبار علنا وسرا حرمت بيع الأسلحة باي ثمن ولكن تبقى الصورة والفكرة غير واضحة المعالم تشوبها الضبابية والتشويش لحد هذه اللحظة ، أتذكر في ثمانينات القرن المنصرم عندما كان العراق في حرب ضروس مع الجارة إيران تم تسليح كل الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه فصدام لم يستثني منطقة أو عشيرة أو كيان إلا وتم تسليحه وبالذات تم تسليح المناطق الجنوبية والشرقية القريبة من الحدود الإيرانية قبل مناطق غرب العراق ونفس الموضوع تم عندما تعرض العراق لتهديد من قبل الولايات المتحدة في عام 2003 فالتسليح شمل كل العراقيين أكراد عرب تركمان أقليات سنة شيعة ، أما الآن فالفكرة اختلفت اختلافا كليا ، التسليح الآن يتم لعشائر الجنوب تحديدا ( العشائر الشيعية ) وبسرية دون تسليح بقية العشائر التي هي من واجبها الدفاع عن العراق ضد أي هجمة سواء كانت من غرب العراق أو من شرقه ، أليس من الاولى تسليح عشائر غرب العراق لكونهم الجبهة الأمامية التي واجبها أن تتصدى وتمنع دخول عناصر من القاعدة وتحاربهم أم إن الحكم بات إرهابيا على أهل الغربية، إن كانت هذه الفكرة تجوب في عقول ساسة المنطقة الخضراء فلماذا نلوم صدام عندما كان لا يثق ببعض الشيعة ، الفكرة الحقيقية من تسليح العشائر في جنوب العراق ليس لصد عناصر جيش سوريا الحر أو ما يسمى كذبا بجيش العراق الحر أو القاعدة بل لضمان ديمومة تأييد صناديق الاقتراع قريبا ، فالمعلومات المتوفرة من جنوب العراق تقول أن الحكومة سلحت العشائر بحجة الدفاع عن النفس وعن الديمقراطية في هذا البلد ، طيب لو كان فعلا غاية الحكومة الدفاع عن تراب الوطن أليس من المنطقي تسليح بقية عشائر العراق ما دام الأمر يتعلق بالوطن الذي هو خيمة لكل العراقيين ، ربما يعتقد ساسة المنطقة الخضراء إن أهل الغربية بلا وفاء للعراق والوفاء فقط محصور بأهل الجنوب والفرات الأوسط وبهذا الحالة أليس من المنطقي أن لا نلوم صدام حسين إن كان فعلا لا يثق ببعض أهل الجنوب أم أن الفكرة يراد منها اذكاء للطائفية وافهام أهل الجنوب إن أعداءكم هم أهل الغربية لضمان مزيدا من الولاء للدولة مهما كانت بائسة، نذكر حالة فيها جانب من الفكاهة فصدام حسين وزع مجانا تلفاز ملون في منتصف الثمانينات على أهل الاهوار وكان نصيب الحاجة أم علي جهاز ملون وبعد أن جلست أم علي مع صديقاتها قالت ” خلف الله على صدام حسين انطانا تلفزيون ملون تا أنشوف إمامنا الخميني ” . إن فكرة القتال على أسوار بغداد بعد سقوط الأسد هي فكرة من نسيج خيال صولاغ فهو أول من قالها في لقاء متلفز والحقيقة لا يستطيع لا الجيش الحر السوري ولا تنظيم القاعدة من الوصول إلى مشارف بغداد ما دام في الغربية رجال أشداء يحرصون على تراب هذا الوطن ، نعم هم على خلاف مع حكومة المالكي والكل يعلم إن المالكي ورهطه ذاهبون قريبا وهاربون إلى خارج العراق ولكن العراق يبقى لأهله سنة وشيعة ومثلما دافع أهل الجنوب البواسل عن الفاو ضد العدو الصليبي وأثبتوا جدارة وشجاعة منقطعة النظير سيدافع أهل الغربية عن أرض العراق، فالأرض هي القاسم المشترك بين أبن الانبار وأبن الناصرية مهما كان ساستنا متوغلين بالعمالة وارضاء هذه الدولة أو تلك ، يبقى العراق لأهله سواء كانوا من محافظة نينوى أو محافظة الحلة وقادم الأشهر كفيل بأثبات ما نقول رغما عن أنوف ساسة المحمية السوداء .

أحدث المقالات