29 ديسمبر، 2024 2:13 م

تسقط الديمقراطية

تسقط الديمقراطية

انتهت محنة (انتخبوا ) في الانبار ونينوى ورفعت الصور والملصقات واللافتات المملؤة بالوعود،،والشعارات،،والدعايات،،وأعلنت نتائج متوقعة ،،فظل من تركة المجالس السابقة سقط المتاع بعض من النفعيين والمرتشين والمزورين،،وبرزت وجوه جديدة لم نعرف صالحها من طالحها بعد بانتظار ان نجربها،،ونحلم حقاً ان تكون بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها،،
والسبب في ادعاء كارثية التجربة في الانبار مثلا يكمن في محورين،،الأول عشائري سمح لحرامية المقاولات ان يظلوا في أماكنهم بعد ان دفعوا واشتروا ذمما معروضة للبيع وبابخس الأثمان تحت طائلة الفقر،،والجهل،،والسذاجة،،اما المحور الثاني فهو طبيعة لوائح الانتخابات الخاطئة،،والتي تفرض وجود كوتا ظن مروجوها أنهم يخدمون بها قطاع المرأة في العراق،،والذي اسفر عن وصول تماثيل نسائية تؤثث جلسات مجالس المحافظة،،وهذه الكوتا تجعل من أية امرأة تحصل على ابسط عدد من الأصوات فائزة بسبب رفع القائمة لها،،لا أكثر ولا اقل،،فلا يتوهم أحد أن هؤلاء قد نجحن بسبب اختيار الناس او بسبب كفاءة ابدينها في الدورة السابقة،،بل ارتبطت اسماء بعضهن بشبهات فساد مالي معروفة يعرفها القاصي والداني،،ولو راجعنا عدد الأصوات التي حصلن عليها لعرفنا مقدار (الفشلة) التي حظين بها،،والمهزلة الانتخابية التي اوصلتهن الى دفة المسؤولية،،
لست ضد المرأة شخصيا ولست ضد من يعاد انتخابه لكنني ضد الترويج للفشل والنفعية والتردي والفساد تحت أية مسميات فلقد مللنا الشعارات،،والانتهازيين الذين لا يقدمون شيئا غير الكلام،،وحالنا من سيء الى أسوأ،،ولا زال شبابنا مرابطين في ساحات الاعتصام التي اختفى منها فرسان الغفلة،،من تجار الأزمات ومروجي الفتن ممن انقلبوا على حلفاءهم في الحكومة بسبب تضارب المصالح في خارطة السياسة الجديدة،،مثلما ان تراجع النخب عن المبادرة والمشاركة الفاعلة في رسم ملامح القيادة في المحافظة هو سبب مباشر من أسباب هذه الخيبة،،والأنبار تمتلك رصيدا جيدا من هذه النخب،،لا يتمثل في حملة الشهادات والمثقفين وحسب بل شخصيات اجتماعية لها حضورها ومكانتها الناصعة في ضمائر الناس،،
المشكلة ليست في هؤلاء وربما ليست في القوانين واللوائح مهما كانت قاصرة ،،بل هي في انعدام ثقافة الاختيار الصحيح المبني على أسس الكفاءة والمقدرة،،وعلى الرغم من وجود المؤسسات التي يفترض ان تعكس الوعي المجتمعي كالجامعات والمدارس والمعاهد ووجود عدد هائل من حملة الشهادات العليا والدنيا،،،،فلا زلنا نراوح مكاننا وللأسف،، وكررنا  تجربتنا الفاشلة ،،بنجاح باهر لأننا تعودنا دوما ان نكون جزءا من أسباب مآسينا ومصائبنا،،