22 ديسمبر، 2024 11:36 م

تسريبات حوار صريح جداً -18-

تسريبات حوار صريح جداً -18-

أدناه الجزء الثاني من مقال ( تسريبات حوار صريح جداً ) من كتابي الموسوم بـ ( أحترم جداً هذا الدين ) والمنشور في اسواق الكتب بأكثر من تسع لغات واسعة التداول :

 

الأول:

أتفق معك تماماً، حتى أنّ نسبة كبيرة من المُثقفين في المجتمعات الشرقية تُفضل الوثوق أو التعامل مع أشخاص لا دينيين أو غير متلزمين دينياً عن التعامل أو الوثوق بأغلب رجال الدين أو الأشخاص الملتزمين دينياً، بينما يحصل كثيراً أنْ يقع البُسطاء من الأفراد الشرقيين في فخ إحتيال الكثير من رجال الدين والأشخاص الملتزمين دينياً.

المشكلة هي أنّ العديد من رجال الدين أو الأشخاص المُلتزمين دينياً يميلون الى إصطِناع كل الحجج والتبريرات اللامتناهية والتي تمُكّنهم مِن التجاوز على حقوق الآخرين عندما يكونون طرفاً في نزاع أو تنافس ما، وهنا قد يقول قائل بأن هذه الصِفة السيئة قد نجدها عند أيّ إنسان آخر فلماذا نؤكد كثرة وجودها أو تكرارها عند رجال الدين أو الأشخاص الملتزمين دينياً؟

فنجيب بالقول:

بغض النظر عن التذكير بالدوافع الحقيقية التي أدتْ الى لجوء أغلب رجال الدين الى إمتهان مهنتهم الدينية تحديداً أو دوافع حرص بعض الأشخاص على إشهار صِفة إلتزامهم الديني بين الناس، فأنّ صفات مهنة الدين والإلتزام الديني تَوهّم الكثير مِنْ البسطاء من أفراد المجتمعات الشرقية بأنّ كل رجل الدين أو كل شخص ملتزم دينياً هو أبعد إنسان عن إحتمال قيامه بالتجاوز على حقوق الآخرين، وهذا ما هو ليس في الغالب صحيحاً، فرجل الدين أو الشخص الملتزم دينياً هو في النهاية إنسان مثل بقية البشر، وغالباً ما تكون طبيعة شخصيته الناتجة من تفاعلات مجموعة عوامل متعددة هي التي تمتلك أمر الحَسم في القضايا التي يكون فيها طرفاً في نزاع أو خلاف ما مع الآخرين!

الثاني:

نسبة قليلة جداً هي نسبة رجال الدين أو الأشخاص الملتزمين دينياً الذين يتصرفون بأخلاق فعلية حسنة في النزاعات أو الإشكالات التي تكون مصالحهم طرفاً فيها، علماً أنّ الأخلاق الحسنة لتلك النسبة القليلة من رجال الدين أو الأشخاص الملتزمين دينياً تأتي في الغالب بسبب جوّدة تركيبة عقولهم وشخصيتهم وليس بسبب تأثيرات مهنتهم الدينية أو إلتزامهم الديني، مثلما أنّ سوء أخلاق بعض رجال الدين أو الأشخاص المتدينين هو غالباً ليس بسبب مباديء دياناتهم أو مذاهبهم الدينية وإنما هو غالباً بسبب تركيبة عقولهم وشخصيتهم حيث أنّ معظمهم أختار مهنة الدين أو صفة الإلتزام الديني للمنافع التي قد تقوده بطريقة لاإرادية وغير مباشرة الى إستغلال أوضاع  الفقراء الذين يعيشون في مجتمع متخلف حضارياً وإقتصادياً وثقافياً وعدْلِياً، اولئك الفقراء الذين لا يجدون فيه سبيلاً لتحسين أوضاعهم سوى اللجوء الى المعابد ورجال الدين لإستجداء ما يمكن مِن المساعدة أو الفتات منهم أو محاولة الشكوى الى الخالق (الله) لينقذهم من أوضاعهم السيئة وكأن الإنسان لا يمكنه التواصل مع خالقه الا عن طريق (وكلاء)!  

الأول:

بالمناسبة هناك الكثير من المهن الأخرى المعروفة بكثرة فساد العاملين فيها لاسيما في المجتمعات الشرقية الغير متحضرة وفي مقدمة تلك المهن مثلاً هي القضاء، وهكذا يمكننا تفهم أنّ أيّ مهنة للإنسان هي مهنة قابلة لسوء التصرف بها لكن سوء التصرف هذا تزداد نسبته وأبعاد تأثيره كلما كانت تلك المهنة مقرونة بإمتلاك (سُلّطة)، حيث يميل الكثير من أصحاب المهن السلطوية ولاسيما في المجتمعات ذات الأنظمة الغير ديموقراطية الى إستغلال سلطتهم لتحقيق أكبر المكاسب الذاتية على حساب حقوق البسطاء والفقراء من أفراد مجتمعاتهم، فكيف بمهنة تستند في قوة سلطتها الى تمثيلها لـ (الله) كما هي مهنة رجال الدين!

الثاني:

كلام صحيح ولا غبار عليه، لكني أودّ الأشارة الى أنّ كلمات (رجل دين) أو (شخص ملتزم دينياً) لا تشمل فقط اولئك الأشخاص الذين نعاصرهم وأنما قد تشمل أيضاً بعض موؤسسي الأديان والمذاهب الدينية، تماماً كما أنّ كلمة (القاضي) مثلاً تشمل كل القاضاة السابقين والحاليين!

الأول:

أتفق مع كلامك تماماً.

الثاني:

كنتُ أتوقع أنْ تَعترِض وتقول لي أن كل الأنبياء أو الرُسل أو موؤسسي الأديان والمذاهب الدينية يُعرَف عنهم الزهد الكامل عن السلطة والمال والمتعة وكذا المثالية في العدل والحكمة ونكران الذات!

 

الأول:

أدركُ تماماً كما يدرك ذلك الكثير من المثقفين بأنّ ليس كل ما هو مكتوب في كُتُب التراث وكُتب الدين هو صحيح، فغالباً ما يسعى رجال الأديان والمذاهب الدينية المتوارثة نسْب أفضل الصفات المثالية بموؤسسي أديانهم ومذاهبهم الدينية لضمان بقاء وإستمرار مهنة الدين أو المذهب الديني، ويحدث كثيراً أنْ تكون تلك الصفات المثالية نسج من الخيال، ثم حتى لو أفترضنا أن بعض الأنبياء أو الرسُل أو موؤسسي الأديان والمذاهب الدينية كانوا فعلاً أناساً حكماء وعادلين وزاهدين عن السلطة والمال والمتعة فأنّ مِن المؤكّد أنّ أغلب مساعديهم من الكهنة والشيوخ كانوا يستغلون الدين لأغراض السلطة والتجاوز على حقوق الفقراء والمساكين ولكن بأسم الله ومُوؤسِس الدين، مُذكّرين أنّ هناك دائماً وفي كل الأزمان وفي كل المجتمعات البشرية الكثير من الأشخاص العظماء والحُكماء والزاهدين عن السلطة والمال والمتعة والذين يُضحّون بسخاء من أجل الآخرين الا أنهم لمْ ولا يَقومون بالإدّعاء بأنهم أنبياء أو مُرسلين مِن الله أو أنهم يُمثلونه.

الثاني:

يحاول رجال الدين والمذاهب الدينية خداع أنفسهم وخداع الآخرين من أفراد مجتمعاتهم الشرقية المتخلفة حضارياً وذلك بتصوير الأنبياء أو موؤسسي الأديان أو قادة الأديان والمذاهب الدينية وكأنهم أفراد مُقدّسون وأنهم لا مَثيل لهم في مدى حِكمتهم وعدلهم وتضحيتهم وقدراتهم وزهدهم عن السلطة والمال والمتعة ولكي تكتمل صورة الخداع فأن رجال الدين والمذاهب الدينية يحاولون الصاق قصص خيالية تُعبّر عن مدى حكمة وعدل وشجاعة وزهد الأنبياء أو موؤسسي الأديان والمذاهب الدينية إضافة الى القصص الخيالية التي تُوضّح معجزاتهم وإمكانياتهم السِحْرية.

الأول:

رغم ذلك فأني أحترم جداً ما هو منسوب الى بعض قادة أو موؤسسي الأديان مِمّن دعوا كل إنسان الى ضرورة التحلي بالتسامح اللامتناهي مع الآخرين، حيث قرأتُ عن أحد موؤسسي الديانات الآسوية أنه عفى عن قاتل إبنه داعياً كل إنسان أنْ يحاول أنْ يكون بمستوى هذا التسامح مع الآخرين، فمثل هذه الصفات المنسوبة الى موؤسس ذلك الدين الآسيوي تؤشر علامة إيجابية تُحسب لصالح وارثي ذلك الدين بل يمكن أن تقتدي بها الأنسانية جمعاء حتى وأنْ كانت قصةُ العفْو عن قاتل أبن القائد الديني قصة مُفتعلة ولا صحة لها في الواقع التاريخي.

الثاني:

نعم هذا صحيح، بل أنّ هناك أديان وطوائف دينية في آسيا تُقدس حياة كل كائن حي إضافة الى الإنسان، فهذه الأديان لا تُحرّم فقط قتْل الإنسان لأيّ سبب كان ومهما كان الإنتماء الديني أو الفكري لذلك الإنسان، بل إنها تُحرّم قيام الإنسان بذبح وأكل أيّ حيوان نظراً لأنه كائن حي أيضاً، فهذه الأديان تدعو الإنسان الى الإكتفاء بالتغذي على ثمار النباتات.

الأول: 

تماماً، وللعلم هناك في عصرنا الحالي العديد من المجموعات البشرية في أوربا ومناطق عديدة أخرى في العالم إختارت عدم تصديق أيّ من الديانات المتوارثة في العالم ، كما إختارت هذه المجموعات عدم السماح لنفسها بِأكل أيّ حيوان  نظراً لإدراك هذه المجاميع البشرية بأن الحيوان هو كائن حي مثله مثل الإنسان في حرصه على دوام الحياة دون إعتداء الآخرين عليه، وتشير تحقيقات صحفية عديدة الى أنّ أغلب أفراد هذه المجموعات البشرية يتمتعون بأخلاق وأحاسيس أنسانية راقية جداً.

الثاني:

هل تعرف أني ومُذْ كنتُ صغيراً كنت أشارك والدتي في تربية عدد من الدجاج داخل بيتنا، وكنت مولعاً في متابعة تفاصيل الحياة اليومية لهذه الحيوانات، كما كنت غالباً ما أصابُ بالحزن الإكتئاب حال مرض أو موت أيّ منها، بل أود إخبارك بأني ومنذ طفولتي ولغاية يومنا هذا لا أستطيع مطلقاً أكل لحم الدجاج!

الأول:

أنا أشعر أحياناً بألم كبير حين أصادف أو أرى خروفاً وهو يُذبح، بل أني أبقى بعدها أياماً معدودة لا أتقبل أكل لحم أيّ حيوان.

الثاني:

مشاعرك هذه نحو حياة الحيوان تدلّ على مدى أخلاقك الحسنة، فرغبتك  الذاتية المشروعة بمواصلة الحياة دون إعتداء أحد عليك هي التي جعلتك تحترم مشروعية الرغبة المماثلة للآخرين في مواصلة الحياة حتى وإنْ كانوا حيوانات.

أنّ مشاعرك وأخلاقك هذه هي قمة الثقافة والنبل الإنساني.

مدى ثقافة الإنسان لا ينحسر في معلوماته العلمية أو الأدبية حسْب وأنما في مدى قدرة الإنسان على إتخاذ القرار الحيادي الصحيح عندما يكون ذلك الإنسان طرفاً في شراكة أو في نزاع مع الآخرين.

أنت بمشاعرك الإنسانية هذه كنت عادلاً وحيادياً حتى مع الحيوانات التي ليس لها مَنْ يدافع عنها!

فيا لنُبل أخلاقك وسُمو ثقافتك.

الأول:

شكراً لك أخي، المسألة كلها متعلقة بالمصالح الذاتية كما تفضلتَ، فكما أنا أحب الحياة ولا أتمنى أنْ يذبحني أحد فمن العدْل أنْ أتمنى أنْ لا أذبَحَ كائناً حياً وأستمتع بأكل لحمه!

الثاني:

هذا صحيح جداً، يُخطأ مَنْ يظن أنّ كل إنسان لا يتصرف الا وفق مصالحه الذاتية!

الأول:

ولتأكيد صحة كلامك، أقول طالما نشاهد لغاية يومنا هذا مثلاً البسطاء والفقراء في العديد من مجتعمات الشرق الأوسط وهم يبكون ويؤذون أجسادهم حزناً في مناسبات دينية تخص ذكرى وفاة أو معاناة قائد أو موؤسس ديني أو مذهبي، وفي حقيقة الأمر فأن اولئك البسطاء والفقراء إنما يبكون بسبب سوء أحوالهم هُم لكنهم يحاولون أمام بعضهم البعض الآخر تصوير أمْر حزنهم وكأنه مجرد حزْن على قائدهم أو موؤسس دينهم أو مذهبهم الديني، كما أنهم يحاولون إيذاء أجسادهم في محاولة غير معلنة منهم لإيصال رسالة الى قائدهم أو موؤسس دينهم أو مذهبهم الديني والمتوفى قبل آلاف السنين بأنهم مخلصون له وانهم يحتاجون منه أنْ يطلب من (الله) بحكم علاقته القريبة منه لئن يساعدهم وينقذهم من فقرهم وعوزهم دون أن يدركوا أنّ خلاصهم مِن فقرهم وظروفهم اللاإنسانية يكون بقيامهم بالتمرد على قادتهم الحاليين من رجالِ دينٍ أو سياسة وإستبدالهم بقادة أكفاء نزيهين ومختصين بشوؤن الإدارة والإقتصاد.

الثاني:

سبقتي في الإشارة الى هذه الظاهرة، واضيف الى كلامك القول بأن الأغنياء في نفس هذه المجتمعات الشرقية يتظاهرون بالتضامن مع البسطاء والفقراء في الحزن في المناسبات الدينية أو المذهبية الخاصة بذكرى وفاة أو معاناة قائد أو موؤسس ديني أو مذهبي لكن أولئك الأغنياء لا يُؤذون أجسادهم وأنما يكتفون في أفضل الأحوال بتقديم بعض الفتات من الطعام والشراب للفقراء والبسطاء ممن يُحيون تلك المناسبات الدينية الحزينة بالبكاء وأيذاء الأجساد، علماً أنّ الأغنياء حينما يقدمون ذلك الفتات من الطعام أو الشراب فانهم في الواقع لا يقدمونه حباً في القائد أو الموؤسس الديني أو المذهبي المتوفي قبل آلاف السنين ولا حباً أو عطفاً على الفقراء والبسطاء الذين يبكون ويؤذون أجسادهم وإنما حباً في إستمراء بقاء سلطة رجال الدين أو المذهب الديني الذي ينتسبون له، تلك السُلّطة التي تَضمن لأولئك الأغنياء إستمرار غِناهُم وثرائهم على حساب مُصادرة حقوق الفقراء والبسطاء من أفراد مجتمعهم.

الأول:

المشكلة في المجتمعات الشرقية ولاسيما أغلب مجتمعات الشرق الأوسط هو إنغلاقها على توارث ثقافة إجتماعية ودينية أو مذهبية قديمة جداً تحتم عليهم تصديق كل ما يدّعيه رجال الدين أو المذاهب الدينية دون اللجوء الى أستخدام العقول والوسائل العلمية مما يساهم بشكل فاعل في إستمرار بقاء هذه الشعوب في مجالات التخلّف في كل نواحي الحياة بينما يتسيّد رجال الدين والمذاهب الدينية ورجال السياسة المُتعاونون معهم على عموم أفراد تلك المجتمعات حارمين إياهم من حقوقهم الإنسانية في حياة كريمة.

الثاني:

نعم صحيح، كما أن رجال السلطة والسياسة وجنباً الى جنب رجال الدين في هذه المجتمعات الشرقية يحاولون دوماً إيهام أفراد مجتمعاتهم بأن سبب تخلفهم هو أعداء الدين من الأجانب.

الأول:

يعاني الشباب المثقفون في هذه المجتمعات الشرقية من أزمات عديدة أولها أنهم وبحكم توسع مجالات التواصل الفكري والإجتماعي بين مجتمعات العالم بدؤا يدركون حقهم في إستخدام عقولهم وفي إمتلاك حقوقهم كبشر، كما بدؤا بإدراك حقيقة أنّ معظم مَنْ يمتهنون مهنة الدين أنما هم أشخاص وَجَدوا في هذه المهنة أقصر الطرق لتحقيق أمانيهم في التسيّد على الآخرين وفرض واجبات وأحكام وإلتزامات دينية ومذهبية عليهم، مثلما بدأ هؤلاء الشباب بإدراك أنّ كل الأديان والمذاهب الدينية فيها العديد من الأفكار والأحكام التي تُعتبر الآن إنتهاكاً للكثير من حقوق الإنسان، كما أنّ هؤلاء الشباب بدؤا يدركون أنّ وجود (الله) لا يعني بالضرورة حتميّة تصديق الموروث الديني أو المذهبي دون اللجوء الى العقل والمنطق.

أزمة الكثير من الشباب المثقفين الشرقيين تتمثل في أنهم لا يستطيعون بسهولة إجهار قناعاتهم الحديثة وسط مجتمعاتهم الغارقة في الموروث الديني والمذهبي القديم حيث أنهم سيًنبذون أو يُقتَلون على أيدي رجال السلطة والدين الذين يحرصون على قطع الرقاب و كتم الأصوات وخنق حريات التفكير والتعبير متذرعين كذِباً بالدفاع عن الله وعن الدين أو المذهب الديني وكأنّ الإنسان يُحارب الله حينما يُفكر ويُعبر بحرية عن آرائه سلمياً، أو كأن الله يحتاج لِمَن يُدافع عنه، أو كأنّ إستمرار الأوضاع اللاإنسانية هو الذي يُريح الله الذي طالما يُصوّره رجال الدين وكأنه مثل أيّ دكتاتورٍ بشريّ لا يهمه سوى  تمجيد أسمه ووجوده وسلطته مع الخضوع الذليل للجميع أمامه وأمام المنافقين العاملين في خدمته!

حلول وقت تناول الطعام أدى الى توقُف تَواصل حديث الأساتذة الجامعيين الثلاثة حول موضوع الموروث الديني الذي كان وما يزال يشغل مساحة واسعة من واقع الحياة اليومية للعديد من مجتمعات الشرق الأوسط جاعلاً منها مركزاً لمصادرة حقوق أبسط حقوق الإنسان الذي خلقه الله ليعيش حراً.

يتبع ..

مؤلف عراقي – مستقل فكرياً وسياسياً