18 ديسمبر، 2024 8:13 م

تسارع الوفود… ماذا تريد إيطاليا من دمشق؟

تسارع الوفود… ماذا تريد إيطاليا من دمشق؟

بالرغم من الظروف الاستثنائية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، تؤكد المعطيات والدلالات السياسية إن دمشق ما زالت تملك زمام المبادرة سياسياً وعسكرياً وما تزال قبلة لحراك دبلوماسي الذي لا يهدأ ، فبعد سنوات من القتل والتدمير في “الربيع العربي” الكاذب، وعدم قدرة التنظيمات التكفيرية الإرهابية من بناء كيانات بديلة موالية لها، وفشل أمريكا وأدواتها من إسقاط الدولة السورية، وعزلها دبلوماسياً ودولياً، فقد استقبل الرئيس الأسد وفداً يضم عدداً من البرلمانيين والسياسيين الإيطاليين برئاسة عضو مجلس الشيوخ باولو روماني.

أشار الرئيس الأسد إلى وجود عدد من التطورات الإيجابية على الرغم من أن الدول التي عملت على تأجيج الحرب وعلى رأسها تركيا وأميركا وأدواتها ما زالت مستمرة في سياستها هذه وهي تضع العراقيل في وجه القضاء الكامل على الإرهاب وإحراز تقدم على الصعيد السياسي وتمنع حتى عودة السوريين إلى بلدهم، كما أكد على أن موقف معظم الدول الأوروبية حول ما جرى في سورية لم يكن ذا صلة بالواقع منذ البداية وواصلوا انتهاج سياسة تحقق مصالح أميركا ولوبياتها عوضاً عن العمل لتحقيق مصالحهم .

وفي الاتجاه الأخر قدم أعضاء الوفد البرلماني، شرحاً موجزاً للرئيس الأسد عن أسباب زيارتهم إلى سورية التي اعتبروها مسعى لتصحيح مسار العلاقات بين البلدين وإرجاعها إلى طبيعتها، كما أكدوا أن الرواية غير الواقعية التي روجت لها وسائل الإعلام واعتمدتها لتصوير ما يجري في سورية منذ بداية الحرب بدأت تفقد تأثيرها بشكل تدريجي على الرأي العام الأوروبي وهذا بدوره يرتب على الحكومات الأوروبية مسؤولية انتهاج سياسة مختلفة مبنية على الواقع وليس على ما يروج له الإعلام فقط.

في إطار ذلك فإن الموقف الغربي والعربي المعادي لسورية بدأ يتراجع خطوات للخلف في الآونة الأخيرة، فيما يؤشر إلى وجود علاقات خلف الستار قد تظهر إلى السطح في الأيام المقبلة، إلا أن ظهور الإرهاب، دفع عدد من هذه الدول باتجاه تشجيع التسوية في سورية حتى تتمكّن مجتمعة من مواجهة هذا الخطر العابر لكل الحدود والذي يطال المنطقة بأكملها، والى مراجعة حساباتها تجاه مقاطعتها الحكومة السورية، هذا مما عجل التقارب السوري والعديد من الدول الغربية والأوروبية والعربية، وبنفس الوقت هي نظرة جديدة على أن سورية أصبحت تتعافى وتدخل مرحلة الخروج من الأحداث السابقة.

في سياق متصل لم تدرك الدول الغربية الخطأ، إلاّ بعدما لدغها الإرهاب وأدركت إن الحرب على سورية اقتربت من نهايتها بانتصار الدولة السورية ، و قد قامت بعض الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا أكثر من مرة في العودة عن الخطأ، بإرسال إشارات غزل إلى دمشق لإعادة تفعيل التنسيق الأمني مع سورية، وهناك دول أوروبية عديدة وضعت خططاً لزيادة تبادل معلومات الاستخبارات بينها وبين سورية فضلاً عن إغلاق مواقع الكترونية خاصة بالمتشددين والمتطرفين، الأمر الذي شكل العامل الرئيسي بمراجعة شاملة لسياسات بعض الدول حول تعاطيها مع الحرب في سورية، وخاصة بعد وصول ما يسمى بتنظيم داعش إلى حدودها، وبدء التهديد الحقيقي لأمنها، حيث انقلب السحر على الساحر، وسط قلق غربي أوروبي من جني ثمار دعم الإرهاب.

فتحية لشعب سورية وجيشه الذي مازال يعطي العالم دروسا في التضحية والفداء، فاليوم سورية ماضية في طريقها بثبات وإصرار على النصر والبناء ، فاللعبة قد انتهت والمؤامرة قد كتب لها الفشل وسوف تستكمل سورية طريقها وقريبا سوف نرى النصر والتفاؤل بارقاً على أيدي أبطالنا الذي سوف يغير من مصير السوريين ويفتح أبواب الأمل للأجيال القادمة.

وأخيراً فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يبدأ حلف أعداء سورية بمراجعة الحسابات، خاصة بعدما بدأ الجيش العربي السوري يزداد تقدماً إلى الأمام ويلقن العدو الدروس في الصمود و الثبات؟.