23 ديسمبر، 2024 11:08 ص

تساؤلات قبل الشروع بالتظاهر

تساؤلات قبل الشروع بالتظاهر

في الثاني عشر من آب الماضي، أيام كان أنصار الولاية الثالثة يعتصمون في ساحة الفردوس، توجهت لعبيد الطاغية المخلوع بثلاث أسئلة لا أكثر، ثلاث أسئلة لم أتلقى عنها حتى ساعة إعداد هذه الورقة إجابةً واحدةً من أولئك الذين وضعوا حناجرهم أبواقاً رهن إشارة مختار العصر (عليه من الله ما يستحق)! وبمناسبة ما يشاع عن حملة للتظاهر احتجاجاً على المنزلق الأمني الخطير الذي حل بنا، بعد أن غادر العراق بحبوحة الأمن والأمان مع انقضاء أيام حكم (آية الغيرة العراقية العظمى) على حد زعمهم، يطيب لي أن أعيد طرح ذات الأسئلة مع تعديل ما يلزم.
بصرف النظر عن إيماني بقضيتكم التي تعتزمون التظاهر لأجلها، فإنني أثمن لكم هذه الممارسة الديمقراطية ما لم تقترن بأعمال شغب واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، أعمال تشوه هذا الوجه المشرق لحق كفلته لكم جميع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية. على أن في البال بضع تساؤلات تبحث عن مجيب آمل أن تتسع لها صدوركم: على امتداد ثمان سنين، لماذا لم تنزلوا إلى الشوارع من أجل تسريح سونار (نوري آل كاشف العطور المالكي) من الخدمة الأمنية، ذلك الجهاز الأضحوكة الذي بسببه سقط ويسقط الآلاف من الأبرياء، والذي رفعت بلاد المنشأ يدها
عنه علناً ومنذ سنين؟ أم لعلكم وأهليكم لم يمسسكم منه سوء، إذ أنكم ترعاكم عين القائد الرب!
لماذا لم تدعوا إلى التظاهر في سبيل الحد من تردي الخدمات من كهرباء وماء، وبطالةٍ بأشكالها وأنواعها وألوانها فتكت بمستقبل الكفاءات منكم، ونقصٍ فادحٍ في مفردات البطاقة التموينية، المعيل الوحيد لفقراء العراق، تلك التي وصلتنا تالفةً على يد (عبد الفلاح آل بحر الفساد السوداني) قبل أن يخرج من تهمة محاولة تسميم شعب بأكمله بطائرة رئاسية؟ ولست أدري هل
أنا من يخرف، أم أنكم أنتم من لم يسمع بمثل هذا الحديث أبدا!
لماذا كل ما هم بعض شركائكم في الوطن والدين وحتى المذهب للتظاهر تداعيتم لقذفهم بالردة والبعثنة والدعشنة؟ ليت شعري أما كان لهم من مظلومية تستحق أن يتركوا لأجلها بيوتهم وينزلوا إلى الشوارع، ولو لبضع لحظات كما تنتوون! أم لعلها باؤكم التي تجر وباؤهم العاجزة عن فعل ذلك! لماذا ولماذا ولماذا، أفلا تستحون!