يباهل رب العالمين الملائكة بالحجبج الواقفون على جبل عرفة سائلين الله عز وجل رحمته.. هذا التجمع الديني الذي يتوحد فيه الفقير والغنى.. السلطان والتابع.. بزي الإحرام الأبيض.. يواجه بين حين واخر وقائع المختلف في التبليغ بأفكار الضد.. مما تطرح تساؤلات فقهية مهمة جدا تتطلب التوقف عندها ولعل أبرزها :
اولا :هناك إجماع عند المذاهب الإسلامية في اعتماد موعد رؤية هلال شهر ذي الحجة وفق ما يعلن في الجهات المعنية للحكومة السعودية.. مثال ذلك الفارق بين رؤية الهلال في العراق وفق بيان مكتب المرجعية الدينية العليا.. السؤال الفقهي المطروح للنقاش.. إذا كان ثمة إجماع على الاعتراف بمواعيد مناسك الحج وفق الموقف الشرعي السعودي.. لماذا التبشير بأفكار الضد في مناسك الحج.. وهي دينية صرفة؟؟
ثانيا : سبق وان كررت القول ان من وافق على الاحتلال الصهيوني الأمريكي وجعل الدينار العراقي الابن غير الشرعي للدولار الأمريكي من الوقاحة ان يطالب او يعمل على إخراج الاحتلال قبل أن يعمل جديا لتحرير الاقتصاد العراقي من التبعية للدولار في اقتصاد النفط الريعي.
ذات السؤال يمكن أن يوجه اليوم لكل النشطاء الداعين للتبليغ الديني بأفكار تعتبر في السعودية من أفكار الضد.. فإذا كانت الدعوة بالتي هي أحسن.. فما موقف مكاتب المرحعيات الدينية التي تنتشر في مدينة رسول الله المنورة وحول أماكن مناسك الحج في مكة المكرمة من هذه المتغيرات.. لم نسمع بيان واضح وصريح ما بين صحة التبليغ بالضد خلال موسم الحج الذي يمكن أن يواجه بردود أفعال أمنية سعودية تجد في مثل هذه الأفعال ما يهدد مناسك الحج.. لابد من ظهور موقف من المرجعية الدينية العليا يفصل ما بين ما يصفه البعض بواجبات التبليغ وبين ما يمكن أن يكون من موقف السلطات السعودية؟؟
ثالثا : يمكن الاتفاق على أن واجبات التبليغ الديني لابد وان تسير من قنوات رسمية.. فهل هناك من يتباحث مع السلطات السعودية لإيجاد سيناريوهات متعددة الأطراف بثقافة التبليغ من دون الوقوع في فجوة الاختلاف مع الواقع الامني لمناسك الحج؟؟
رابعا : اختلاف الوقائع الفقهية يكون رحمة حينما تسود ثقافة الحوار مع الاخر.. وربما تكون نقمة في إطار الاختلاف في منهج الطرح.. لذلك الحوار الفقهي بين مختلف المناهج والتقريب بين المذاهب… يمكن أن يوظف بدلا من أسلوب التعارض والتضارب.. وفرصة تواجد مكاتب المرحعيات الدينية في مناسك الحج.. يمكن تحويلها إلى حالة للتقريب بين المذاهب بدلا من العكس.
كل ذلك يطرح امام مكتب المرجعية الدينية في النجف الاشرف.. ودار الافتاء العراقي.. وربما تشارك فيه جامعة الأزهر.. وجامعات أخرى.. بما يعزز وحدة الإسلام والمسلمين اجمعين في مناسك الحج ولله في خلقه شؤون!!