تتكون في ذهن كل الحالمين بوطن آمن صورة مكتملة لشخص رئيس الوزراء القادم الذي سيكون مفتاح الحل للمصائب الكارثية التي حلت بالعراق نتيجة سوء السياسات المتبعة من قبل الحكومات السابقة التي هيأت و ساعدت في اندلاع حرب أهلية وأن لم تكتمل ملامحها بين مكونات الشعب العراقي , الصورة المرسومة في أذهاننا والتي تتناسب تماماً مع الواقع تتطلب من هذا الشخص أن يتميز عن جميع من حكم العراق قبل وبعد أحتلاله , حيث لابد أن يكون سياسياً محنكاً يحمل في حقيبته مشروعاً واقعياً قابل للتطبيق هدفه الاول والأخير المواطن العراقي وأمنه وسلامته وحريته الشخصية و كرامته وقيمته في هذا الوطن بعيداً عن كل المعايير والمفردات والخطابات والشعارات الغير واقعية التي تسيء للمواطن كأنسان , وبما أن اشواط كبيرة قد قطعت في عملية اختيار شخصية رئيس الوزراء بناءاً على ما أفرزته نتائج الأنتخابات الأخيرة , فأن الأقرب شكلياً وبعيداً عن الخيارات والشخوص الذين قد تصل امنياتنا لتسلمهم هذا المنصب عبارة عن اضغاث احلام وتلائماً مع مفرزات العملية السياسية والتوافقات بين الكتل السياسية الفائزة فأن الشخص القريب للفوز بهذا المنصب هو الدكتور أحمد الجلبي السياسي العراقي المعروف زعيم حركة المؤتمر الوطني العراقي هذا الشخص الذي قد لاقى مقبولية بين أغلب الكتل السياسية وأهمها ائتلاف المواطن وائتلاف الاحرار والكتل المنضوية معه وكذلك قائمة متحدون والكتل المؤتلفة معها , ولكي تكتمل لدينا الصورة التي نأملها في شخص رئيس الوزراء القادم لابد من طرح عدة تساؤلات على طاولة كل المرشحين الى هذا المنصب وأبرزهم الدكتور أحمد الجلبي الا وهي كيف يمكنه التعامل مع الازمة الأمنية التي ضربت العراق عموماً منذ زمن ليس بالقريب من انتشار العمليات الارهابية والمظاهر المسلحة في اغلب الأحيان و تفاقمت الأمور حتى تفجر الوضع في الأنبار من فلوجتها ورماديها ثم الموصل وصلاح الدين وأجزاء من كركوك وديالى وبغداد , وكيف بأمكانه التعامل مع الأنهيار الغريب الذي اصاب تشكيلات الجيش العراقي وما رافقه من أنهيار تام لأكثر من فرقة عسكرية , وكيف بأمكانه التعامل مع الأزمات المتفاقمة مع حكومة أقليم كردستان , وكذلك أزمة التعامل مع المحافظات وصلاحية الحكومات المحلية , وكيف بأمكانه حل مشكلة تشكيل الحكومة وكيفية اختياره لوزرائه , وكذلك مشكلة استقلالية الهيئات المستقلة التي ربطتها الحكومة السابقة بها , وكيف بأمكانه كسب ود البرلمان العراقي للعمل معه بتواصل , وماهي رؤيته ومشروعه لحل أزمات الخدمات والسكن والبطالة والاستثمار واعادة بناء البنى التحتية وتهيئة الأجواء الملائمة لكل من يأمل بالمشاركة باعادة اعمار العراق بصورة فعلية وجدية , وماهي حلوله الفورية للمعوقات التي سيتلقاها خلال عمله وتنفيذ برنامجه الحكومي , ومن سيكون ضمن فريقه الحكومي المقرب , هل سيتعض من تجارب السابقين , هل بأمكانه كسر القاعدة التي مللناها , هذه التساؤلات وأخرى نطرحها على طاولتهم ولكن هل من مجيب.