ماذا لو لم يوافق يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر على وساطة رئيس دولة بيلاروس لإنهاء الأزمة بشكلٍ مفاجئ , فماذا كان سيحصل .!
في انطلاق قوات فاغنر من مدينة ” روستوف – جنوب روسيا التي تبعد عن العاصمة الروسية الف كيلومتر, فوفقَ آخر الأرقام المنشورة , فقد بقي نحو ثلاثمائة كيلومتر تفصل هذه القوات عن موسكو .! وكانت دبابات ومدرعات مجموعة فاغنر تسير على الطريق الدولي السريع ” الأوتوستراد ” , لماذا لم تتصدّ المقاتلات والقاذفات الروسية لهذه القوات على امتداد هذا الطريق , وتبيدها عن بكرة أمها وابيها .!؟ ولماذا لم تتجه قوات ارضية روسية مدرعة من مختلف مدن روسيا لأيقاف وصد هذا التمدد الذي امتدّ خارج المألوف , وهل كانت موسكو بأنتظار وصول قوات المرتزقة ! , أم أنّ موسكو لا تمتلك جنود ليأتي ثلاثة آلاف مقاتل من الشيشان لحماية العاصمة الوسية !
هل كانَ ” بريغوجين ” يعلم او على دراية مسبقة بأنّ القوة الجوية والأرضية الروسية سوف لا تتعرّض له وتدمّر قواته المكشوفة دونما غطاءٍ جويّ .!؟ , وكيف يغامر بهذه المغامرة ويقطع هذه المسافة .
ثُمَّ , اذ كان من المفترض أنّ جوهر معضلة قائد مجموعة فاغنر يتعلّق بخلافاته مع وزير الدفاع ورئيس الأركان الروسي , وسبق له في الأسابيع المنصرمة ان هاجمهما في الإعلام بذريعة عدم تزويد قواته بالذخيرة , وهما كانا السبب البارز لإعلان التمرّد , كيف تلاشى كلّ ذلك , وعبر مكالمة هاتفية مع الرئيس لوكاشينكو – رئيس دولة روسيا البيضاء , وهل الأمر بهذه السهولة ؟
حين سيطرَ رئيس مجموعة فاغنر هذا على المقرّ العام للقيادة العسكرية الروسية في ” روستوف ” والتي تدير العمليات الحربية ضد اوكرانيا , والتي تضم اعداداً كبيرةً من القادة العسكريين وضبّاط الركن والأستخبارات الروسية , فلم يجر الكشف لا من وزارة الدفاع الروسية ولا من قيادات بريغوجين عن كيفية التعامل مع هؤلاء القادة ؟ وهل جرى اعتقالهم والى اين سيقوا في بداية سيطرته على هذه المقرات , ولماذا بشكلٍ خاص لم يجر تصوير اولئك الضباط ” فيديوياً ” بأعتبارهم وكأنهم اسرى حرب الى حدٍ ما , بغية تجميد ايّ تحركٍ مضاد من قبلهم او الى الوحدات التابعة لهم , ثمّ كيفية الإفراج المفترض عنهم بعد انسحاب قواته الى خارج هذه المدينة .!
عملية فاغنر بدأت وانتهت بسرعةٍ فائقة بما يدعو للإصطدام بعديدٍ من علائم الأستفهام التي ستتكشّف في قادم الأيام .