لو نقلت كتب اهل السنة ان عمر ابن الخطاب قد تزوج خمسين مرة, ماذا سيكون ردة فعل الشيعة؟.
وماذا كانوا سيقولون عنه ؟.
وماذا سيؤلفون عليه من قصص واساطير؟.
يعتبر الكافي احد اشهر كتب الشيعة ,وفيه تجدون هذه الرواية:
((عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عليا صلوات الله عليه قال وهو على المنبر: لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق, فقام رجل من همدان فقال: بلى والله لنزوجنه, وهو ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وابن أمير المؤمنين فإن شاء أمسك وإن شاء طلق.)).
ثم في نفس الكافي تجدون هذه الرواية :
((عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الحسن بن علي عليهما السلام طلق خمسين امرأة, فقال علي عليه السلام بالكوفة فقال: يا معشر أهل الكوفة لا تنكحوا الحسن فإنه رجل مطلاق, فقام إليه رجل فقال: بلى والله لننكحنه إنه ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وابن فاطمة عليها السلام فان أعجبه أمسك وإن كره طلق.)).
فاذا كان الحسن قد توفي وعمره 47 سنة,وان والده علي قد توفي وهو عمره 37 سنة,وافترضنا ان عليا قال هذا القول في اخر سنة من حياته, واذا افترضنا ان الحسن بدا اول زواج له وهو في سن الثامنة عشر من العمر,فهذا يعني ان الحسن عليه السلام قد تزوج خمسين مرة خلال عشرين سنة فقط,بمعنى انه كان يتزوج كل ثلاثة اشهر مرة!!,او انه كان يتزوج كل سنة خمس مرات تقريبا!.
والمشكلة الشرعية ان الرسول يقول “ان ابغض الحلال عند الله الطلاق” !!.
وهنا نحن لا نتحدث عن زواج المتعة,ولا نتحدث عن الجواري او السبايا ,وانما نتحدث عن الزواج الدائم, فاذا كان الحسن منشغلا بالزواج الى هذا الحد,فهل نتعجب بعدها ان ترك الامامة والوصية والتكليف الشرعي وراح يصالح معاوية ؟.
ورغم ان اهل السنة يصرون على ان الحسن كان يشارك في حروب الفتح وكان يجاهد في غزوات افريقيا في عهد عمر وعثمان ,الا ان الشيعة يرفضون وباصرار ان يكون قد شارك في غزوات يقودها “الطواغيت”,ولذلك يصرون على انه لم يشارك في اي من معارك المسلمين ضد الكفار!.
ونحن اذ نعلم الان انه كان كثير الطلاق والزواج,فلن نحتاج الى كثير ذكاء لنعرف ان سبب عدم خروجه للجهاد هو انشغاله بجهاد النكاح كما اشاع الشيعة هذه الايام؟؟.
الروايات اعلاه وردت في كتاب الكافي اشهر كتب الشيعة,ولم تذكر في صحيح مسلم ولا البخاري,ومن رواها هو الحسين ابن علي وليس ابو هريرة ,ولم يعقب عليها ابن تيمية!.
اراد مركز البحوث العقائدية التابع للسيد السيستاني حل هذه المعضلة,حيث وردت اليه الكثير من الاسئلة حول هذا الامر,فكانت اجابته قد زادت الطين بلة وعمقت المشكلة اكثر مما حلتها!.
ففي فقرة الاسئة والاجوبة للمركز اعلاه ,وتحت عنوان “روايات شيعية تصفه بكثرة الطلاق” ,نجد احدهم يتسائل عن صحة هذه الرواية وما هو سندها.
فيجب الموقع بان سند هذه الرواية ضعيف ويدرج باسهاب اسباب ضعف من نقل الرواية في السند ,ويخلص الى انها ضعيفة .
http://www.aqaed.com/faq/4673/
. ونحن نعلم ان الحديث الضعيف لا يعني انه مكذوب او متروك!,بمعنى انه يمكن الاعتماد به في الفضائل كما عند صنف من اهل الحديث.
ثم يعود الموقع فيعرض سؤال اخر لنفس الموضوع وجاء هذه المرة تحت عنوان “بطلان ما روي من كونه (عليه السلام) كان كثير الزواج والطلاق”,فيعود الموقع فيقول ان “الروايات الواردة عن كثرة زواج وطلاق الامام الحسن (عليه السلام) جميعها مردودة عقلاً ونقلاً”. ثم يقول في نهاية الجواب:
“ان أعداء أهل البيت (عليهم السلام) من بني أمية وغيرهم قد وضعوا هذه الأحاديث ودسوها في الكتب للنيل من شخصية الامام (عليه السلام) .”
http://www.aqaed.com/faq/1158/
ومن المعلوم ان هذه الروايات نشرها الكافي,فهل كان الكافي من اتباع بني امية؟,علما ان الكافي ولد وعاش ومات بعد بني امية بقرون(ولد الكافي سنة 350 هـ,بينما انتهى حكم الامويين سنة 125 هـ)!.
ثم يعرض الموقع لسؤال ثالث في نفس المجال ,وجاء بعنوان “مسألة زواجه (عليه السلام) وطلاقه والتهويل حولها”.
وهنا يبدو ان السائل كان ملما باصل الحديث وسنده,فيقول في السؤال عن الحديث ((فوقعت في حيرة ,فسنده كما ترون موثق وان كان رواة الاولى بعضهم واقفية الا ان المشهور عند الاعلام قبول رواياتهم اذا ما كانوا موثوق بهم وبصدقهم وعلى هذا الامر جرت سيرتهم.)).
بمعنى ان السائل يثبت بان سند الحديث صحيح,وان من نقله ثقات معتبرين حسب كتب الشيعة, ثم يكتب في نهاية السؤال :
((فلو تفضلتم ان تبينوا ضعف الاسنادين الذين ذكرتهما سابقا من الكافي وبالتفصيل رجاء مع اشباع الاجابة بالشواهد وعدم الاكتفاء بالجواب المبهم او المختصر.)).
وهنا ياتي جواب الموقع بطريقة مغايرا !,حيث لم يورد الجواب ان هذا الحديث ضعيف من حيث السند,وانما اكتفى بالقول بما يلي:
((لقد ردّ علماؤنا هذه الأحاديث الموهنة لمنزلة الإمام الحسن (عليه السلام) بالرغم من اعتبار سندها وفق القاعدة التي تقول: ما يخالف الأمر المقطوع به يأوّل أو يضرب به عرض الجدار)).
بمعنى اخر,فان الموقع عندما وجد ان السائل ملما بسند الحديث وصحته,تنازل عن فكرة ان الرواية ضعيفة السند,بل راح يؤكد بان “علماؤنا” يردون الاحاديث التي تنتقص من الائمة حتى لو كان سندها صحيحا “بالرغم من اعتبار سندها”!!.
ثم يورد الموقع حجتهم في رد هذه الرواية بالقول ((فالمقطوع به هو عصمة الإمام الحسن (عليه السلام) والمعصوم لا يفعل ما يوهن قدره أمام الناس، وكثرة التزويج والطلاق بشكل غير طبيعي يوهن قدر الإمام (عليه السلام) ويخل بغرض إمامته من القدوة والتأسي في صالح الأعمال.. لذا فكل ما ورد في هذا الجانب هو محل تأمل بل منع لما ذكرناه من القاعدة المذكورة.)).
http://www.aqaed.com/faq/3821/
اي ان الموقع لم يرفض الحديث لضعف سنده هذه المرة ,وانما لانه لا يتناسب مع عصمة الائمة!.
لكن كيف علم الشيعة ان كثرة الزواج توهن بقدرة الامام؟.
وهل صحيح ان كثرة الزواج بشكل غير طبيعي يخل “بغرض الامامة من القدوة والتاسي في صالح الاعمال”؟.
ما هو معيارهم في الزواج بشكل”طبيعي” والزواج “بشكل غير طبيعي”؟.
هل الزواج باربعين امراة مثلا يعتبر امرا طبيعيا ؟.
ثم ماذا عن زواج المتعة؟, هل يعد كثرة الزواج “متعة” امرا طبيعيا ام امرا غير طبيعي؟.
اذا كانت كتب الشيعة واحاديثهم “المعتبرة” تحث على زواج المتعة,فكيف يعتبر كثرة الزواج تطعن في غرض الامامة ؟.
في السؤال الاول,والذي ركز على حث علي الناس على عدم تزويج الحسن, وبعد ان يجيب الموقع ويوضح ضعف الاسناد,يعود فيقول في نهاية الجواب ((هذا كله من حيث السند أما من حيث الدلالة فيمكن رد الأحاديث من خلال معارضتها لأدلة قطعية تدل على إمامته وعصمته وعدم اختلافه في المنهج مع ابيه حتى يصل الأمر الى ان يفعل الإمام علي (عليه السلام) ذلك الفعل أمام الناس ولو أراد منه عدم الزواج لنصح الإمام الحسن سراً فهو أولى بالارتداع عن العمل لا أن يطلب ذلك من الناس. )).
كيف يمكن رد الحديث تحت هذه الحجة؟. ومن اين للشيعة اليقين بان الحسن كان موافقا لابيه في كل مواقفه وان هناك “عدم اختلاف في المنهج”؟. الم يصالح الحسن معاوية ,في الوقت الذي مات علي وهو يعد الجيش للهجوم على معاوية؟. اليس هنالك اختلاف كبير بين ان يبذل ابيه كل جهده من اجل تجهيز الجيش لغزو معاوية وبين ان ياتي الحسن فيتنازل عن الامامة ويصالح معاوية ويسرّح الجيش ؟.
ثم يقول الموقع ان عليا لو اراد ان ينصح ابنه لنصحه سرا لا ان يطلب من الناس ذلك!, ومن ادراكم ان عليا لم ينصح ابنه الحسن لكن الحسن رفض نصيحة ابيه واصر على ان يتزوج المزيد؟.
اليس من حقنا ان نقول بان الحسن لم يكن على وفاق مع ابيه والدليل هو هذا الحديث الذي يثبت ليس فقط اختلافهم في هذا الامر,وانما يثبت مدى عقوق الحسن بوالده حتى جعله يطلب من الناس عدم تزويج ابنه ؟.
لقد اثبتنا في مقالات سابقة بان عصمة الانبياء (وكذلك عصمة الاوصياء) تبتديء بعد ان تعهد اليهم الامامة وليس قبلها,واستشهدنا بقتل موسى لذلك المصري قبل ان يوحى اليه,فما الذي يمنع اذا ان يكون الحسن قد “عقّ” والده في تلك المرحلة قبل ان يكون اماما معصوما؟.
الم يعق ابناء يعقوب ابوهم ؟.
واذا كان الحسن معصوما,فهل كان سيحتاج الى نصيحة من والده وهو معصوم اصلا ,اي ان كل ما ياتي به هو صواب؟.
هل يصح ان نرفض الحديث اذا خالف عقولنا حتى لو كان سنده صحيح؟, هل يمكن ان نرفض الاحاديث التي تقول ان السماء مطرت دما عندما قتل الحسين لانها تخالف عقولنا والمنطق؟.
نحن نعلم يقينا بان كل هذه الروايات مكذوبة وموضوعة وغايتها الطعن في اهل البيت ,لكن ما تبرير الشيعة لوجود مثل هذه الروايات في كتبهم وليس في كتب اهل السنة المعتبرة؟. هل كانت غاية كتب الشيعة هي الطعن باهل البيت؟.
والجواب الذي سوف يفاجئكم هو : نعم!.
نعم,فان غاية كتب الشيعة ليس مدح او الثناء او تعظيم اهل البيت ,وانما غاية كتب الشيعة هو الطعن في اهل البيت ,وكل هذا الذي ترونه من طقوس وسلوكيات انما غايته العميقة هي تشويه صورة الاسلام وصورة اهل البيت تحديدا,وقد نال الامام الحسن رضي الله عنه السهم الاوفر من طعن الشيعة ليس لانه من سلالة النبي فقط وانما لانه اخمد نار الفتنة التي تعب اليهود والمجوس دهرا في التخطيط لها ,فتنازل عن الحكم وسعى للصلح بين المسلمين وافشل مكرهم ,والصلح بين المسلمين هو اكثر ما يغيض اعداء الاسلام ,ولذلك لم يكتفوا بقتله وانما طعنوه حتى في تاريخه وسيرته .
فهل من معتبر؟.