من بركات عقول قادة البلاد انهم يبتكرون دائماً حلولاً جذرية لأزمات البلاد وهي حلول احترافية بكل صراحة ، حتى ان دولاً كثيرة مشهود لها بالرقي والتطور أرسلت وفوداً على مستوى عال لدراسة سيكولوجية لهذه العقول التي ما انفكت تجترح المستحيل من أجل إزدهار العراق وشعبه .
لاحظوا ابتكار الكتلة الاكبر ومآلاتها وما أوصلت البلاد اليه !
تفكروا جيداً بحل ” ماننطيها ” وهو من مبتكرات الديمقراطية العراقية الرشيدة !
تمحصوا و”تحمصوا” بالفكرة الخارقة سبعة في سبعة لإطفاء نار الفتنة في البلاد !
تأملوا في فكرة خرق الدستور بمرشح التسوية الذي انتهى به الحل الى الاقالة وتصريف الاعمال !
تابعوا بصبر وأناة ابتكارات تدوير الفاشلين والفاسدين معاً !
القائمة طويلة وليس على مايبدو نهايتها المبتكر الوطني الجديد في قاموس السياسة الحديثة أو الحداثوية ..
“القرعة لمستقبل العراق ” !
ولادهشة في ذلك فالعقل الرسمي العراقي قادر على تجاوز المحن بقرعة مفوضية الانتخابات لتضع البلاد والعباد ، ليس على حافة السخرية ، وانما على حافة الخلاص من المحاصصة بالقرعة ، ولايشك أي منّا ، والعياذ بالله من الشك ، ان تكون الاسماء التي ستدخل القرعة بغالبيتها ، مع تكحيلات بسيطة ، من نفس ” الطاس والحمام ” !
ولاتذهب بنا الظنون بعيداً أو قريباً ، فبعض الظن إثم دائماً وأبداً ، من إن هذه القرعة خداعاً ساذجاً لشعب عرف لتوه كيف يرى الاشياء الى حد ما على حقيقتها ، فالاسماء التي ستوضع بحروفها الذهبية في قارورة القرعة الشفافة التي سنراها وجها لوجه ، لن تكون ابدا من قضاة يميلون الى هذه الجهة أو تلك ، بعد كل الجهود التي بذلت لتسيس القضاء العراقي منذ ستة عشر عاماً ، القضاء برئاسته ومحكمته الاتحادية ، الذي لوى عنق النص الدستوري لوياً موجعاً ، ليقول لنا ان الكتلة الاكبر ليس الفائزة في الانتخابات وانما الاكبر داخل البرلمان، وبذلك غيّر هذا الابتكار شكل المشهد السياسي في البلاد ونتائج انتخابات 2010 !!
رغماً عن انوفنا سنذهب الى القرعة نصف الاسماء فيها محجوزة سلفا لمستشارين اثنين من الدولة واثنين للأخوة الكرد ، وفي هذه القرعة ان حصلنا على مستقل واحد سنسبح كلّنا بحمد العملية السياسية في البلاد !
الثوار يقولون نريد وطناً بكل عمق هذا الشعار ومضامينه وتفاصيله ، فيقولون لهم خذوا قرعة تعيدكم الى احضان الوطن الدافئة أو تعيده اليكم ، وهم العارفون ان القرعة لن تعيد الوطن لابنائه ولا تعيدهم لاحضانه !
الثوار يقولون لانريد منكم احداً ، فيسخرون على أنفسهم ويقدمون السوداني القيادي في الدعوة والمستوزر السابق ، بكوميديا الاستقالة ، فيقول الثوار ” مستقل لامستقيل ” ولاتنسوا ان هذا التقديم من معطيات الحلول المبتكرة !
يقول الثوار نريد قانوناً انتخابياً عادلا للجميع ، فيقدمون لهم وجبة قانون بائسة ومراوغة لاتستجيب لطموحات الشارع ولا تحترم كل التضحيات والدماء التي سالت في ساحات البلاد بعرضها وطولها !
فأي ساسة نتعامل معهم ؟
يقولون لهم سلميون بالعلم الذي نلّفه على رقابنا ونقبله فجر كل يوم ، فيرسلون لهم المفخخات وحثالة من الساقطين بسكاكينهم المعدّة لهذا اليوم ، ويديّحون حملة الكواتم لتقتل احلام صبية البلاد ومستقبلها ، ويشغّلون سيارات الخطف من الطرقات لترويع السلميين من فقراء هذي البلاد !
هذه هي حلولهم ومنها حل القرعة الابتكاري ، فيما البركان يغلي ويتزحزح بانتظار الانفجار الكبير !!