19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

من إحنا زغار نتعلم طيحان الحظ واللامبالاة والتهرب من الكلاوات والمسؤولية…كل هذا وإحنا نعرف إن الأسئلة الإمتحاينة راح تكون خمس أسئلة…مع ملاحظة حلوة في نهاية ورقة الأسئلة تگول: (ملاحظة..الإجابة على أربع أسئلة فقط).
هاي العبارة هي بداية تعلم العراقي (نثية و فحل) دروب وزواغيل الكلاوات…مثلاُ…أگص إيدي إذا أكو طالب عراقي چان يجاوب على سؤال إرسم خارطة أمريكا الجنوبية في درس الجغرافيا…لأن أساساً هو ما چان حاط بباله يقرا هاي الخارطة ما دام راح يترك هذا السؤال.
هيچ تعلمنا اللامبالاة على إيدي أساتذة التعليم…لو بدرس الأدب…قصيدة السياب الرائعة…أنشودة المطر…ويجي المدرس ويطلب من عدنا نحفظ فقط أربعة أسطر من البداية….وأربعة أسطر من النهاية…في جريمة سافرة بحق السياب أبو غيداء وغيلان…لأن المدرسين والتعليم والطلاب عدنا همهم مو التعليم بمعنى أخذ العلم…بس التعليم بمعنى نعبر صف إلى صف آخر بأي أسلوب.
وكبرنا على هالشي…حتى صار ترك الشي من طبع العراقي..نترك بلا وجع گلب حتى لو نسمع أغنية گلب گلب وين وين ألف مرة …ترك العراقي إنتماءه لأن چان كلش صعب مثل سؤال المتسعات في درس الفيزياء ولازم ترك حتى يخش كلية الطب…وترك الصدق لأن چان صعب الفهم تماما مثل الإقتصاد في الصف السادس الأدبي ولازم ترك حتى ندخل كلية الدراخة…الحقوق.
تعلم العراقي يترك صديقه …لأن چان كلش صعب يفهم حاجته …وتعلم العراقي يترك جاره لأن چان في نهاية الإهتمامات تماما مثل ملحق كتاب الهندسة في الصف السادس العلمي…ما حد چان يتعب روحه ويقراه لأن أكيد راح يجي سؤال ترك.
ترك سؤال….دخل في قاموس اللهجة العراقية…بمعنى أكو مجال…والمجال إشگد ما چان زغير راح يكبر ما دام واحد يدخل ويطلع من هالمجال…إلى أن يصير المجال بحجم يبتلع الوطن وكل شي …يصير المجال الثقب الأسود إللي يكون مقبرة لكل شي…درب الراح ما رد…تماما مثل القوانين إللي يخلوها للمحامين اللوتية…يجي قانون بألف صفحة كلها يمنع ويمنع ويمنع…وفي نهاية الصفحة الألف تجي نقطة وتگول ” إلا إذا…” ونشوف المحامين يعوفون القانون كله ويجون على ما بعد ” إلا إذا…” لأن هذا مجال اللعب…وترك النزاهة والولاء والصدق والإخلاص.
وفي الزمانات…چان المدرسين يعوفون القواعد ويچلبون بالشواذ إللي خارج القاعدة…ما تعبوا نفسهم يعلمونا وين نستخدم have لو shall وshould وچلبوا بماضي go لو speak على أساس إن الطالب راح يتبع القاعدة ويضيف ed على نهاية go في حالة الماضي أو في نهاية speak . وأتذكر مدرس اللغة العربية مالتنا عاف كل شي بقواعد اللغة وجاب إلنا جملة إعراب كلمة يعافير في ” خلت القرية من الناس إلا اليعافير” في حالة الإستثناء من جنس المستثنى أو من غير جنس المستثنى…وتعال وإفتهم شنو معنى اليعافير…هو نوع من البشرالله منعم عليه وملبسه يعفور ويمشي ويعفر ..لو هو حيوان يعفر ويدفر وخاصة في موسم الزواج من تصعد العفورة! لأن بكل حالة إعراب شكل…مرة مرفوع ومرة منصوب إعتمادا على جنس المستثنى…وما راح أگول شنو معنى اليعافير لأن بعد عشرين سنة من هذا السؤال عرفت شنو يعني (اليعافير) ومفرده (اليعفور).
ترك سؤال…خلانا ما نتعب نفسنا ونلگي الحل ما دامت المشكلة ممكن تجاوزها بوضعها في خانة السؤال الترك…وهذا هو السبب في إستمرار مشاكلنا بدون حل إذا قبل إستيراد الديمقراطية المفدرلة المتأقلمة أو بعد الإستيراد في الطريق إلى دولة أقليمستان…البنت المشوهة لكردستان…ليش نتعب راسنا وقلم ومساحة ما دام راح نترك السؤال والمشكلة….وإهنا أتذكر مدرس الدين إللي چان عدنا ويستاهل تحية إذا عايش والرحمة إذا ميت…هذا عرف شلون يتعامل وي (ترك سؤال)…جاب إلنا سؤالين بالإمتحان…مع ترك سؤال…وملاحظة: الجواب إجباري على السؤال الثاني!
وإذا نضحك على نفسنا ونصدگ إن السياسيين إللي يحكمون العراق هم عراقيين…وهم شايفين مدراس إبتدائية وثانوية…فهذا يعني هم كلهم كبروا على
 (ترك سؤال).. و(ترك سؤال) مالتهم إبتلع الأسئلة كلها…وصرنا نسأل أسئلة عن حالنا وإشوكت يتعدل المركب والقبطان راح يلگي البوصلة ويحدد الوجهة..وما نسمع إلا ” هذا السؤال ترك…غيره ” حتى صار السياسيون كلهم أسئلة متروكة ….وصارت الأسئلة كلها بلا إجابات…وخاصة سؤال (علل)… فالوطن كله (علة) …والمصيبة دا نعرف وين العلة ونعرف الجواب على سؤال (علل)…بس…هذا السؤال ترك يا جماعة.
[email protected]