19 ديسمبر، 2024 12:50 ص

تركيع النمطيّات القاتلة في الاعلام العراقي

تركيع النمطيّات القاتلة في الاعلام العراقي

يمضي رئيس شبكة الاعلام العراقي مجاهد أبو الهيل، في خطوات لا تسير على السكّة التي أرستها الحقب السابقة، وانتهت الى الكثير من نواحي الفشل والمشاريع غير الناضجة التي زادت من الترهّل، وابعدت هذه النافذة الإعلامية الأولى في العراق، عن رسالتها في التنوير والكشف.

وفي حين يرصد المتابع، لسياسات أبو الهيل، الحيوية في الانتقال من مشروع الى آخر، وعدم الركون الى الروتين، والاستسلام للمعوقات والبيروقراطيات، تقود النتائج الى القول انّ سياساته تحقق انقلابا واضحا في طريقة العمل وتسيير الشؤون، إداريا وفنيا، بفضل الروح الشبابية المجدّدة.

التفاؤليون من حيوية الابتكار يراهنون على انجاز كبير يتوجّ بأسلوبية أبو الهيل الاحترافية، في نقل شبكة الاعلام الى فضاءات جديدة من الابداع.

وفي مرور على عجالة بالإنجازات، لا بد من ذكر مشروع شبكة الاعلام الذي أُعلِن في أربيل الأسبوع الماضي على هامش معرض أربيل للكتاب، وسط احتفاء اعلامييّ العراق وكتّابه ومثقفيه، في الانتقال من الاعلام العشوائي الى الوطني.

يقول اعلامي عراقي: لم أكن أتوقع لأبو الهيل النجاح، بسبب الصعوبات المالية والفنية، والثغرات التي يرسّخها الذين يسعون الى فشل الشبكة، لكن أبو الهيل فاجأنا ونجح في ذلك، وفي زمن قياسي ملفت.

وفي الوقت الذي تزداد فيه الانتقادات الى شبكة الاعلام العراقي، من جهات متضرّرة من ترسيخ التغيير ومشروع التجديد، فانّ إصرار أبو الهيل في تحقيق الإنجاز، جعل هذه الانتقادات في مهب الريح.

وفي خلال عام واحد، اكتسبت الشبكة شكلا آخر ولونا آخر، نسجته إدارة مهنية، راهنت على النجاح وحققته.

وفي خلال عام واحد أيضا، بدت الشبكة أكثر من أي وقت مضى، مستقّلة، متحررة من ضغوطات السياسة، والأحزاب، ونهضت من جديد من ركام التبعية التي كرّستها الإدارات السابقة.

وفي عملية اشبه بالقيصرية، وٌلِد من رحم الشبكة، اعلام شمولي لكل أبناء العراق، متحديا حواجز اقامتها اجندة جهات في مجلس النواب السابق.

والسؤال: كيف يمكن لشاب مثل أبو الهيل، تقويض اصنام النمطيات، وازالة تركات إرث يحرسه عتاة يخافون من التغيير.

يقول أبو الهيل: تسلّمنا الشبكة على حافة الانهيار المالي والمهني، لكننا نجحنا وانتقلنا بها من الاعلام الكلاسيكي الى الفضاء العام والاعلام الحديث.

كانت شبكة الاعلام العراقي حين تسلّمها أبو الهيل مثل سفينة ضالّة في بحر بلا قرار، تلعب بها ريح الفساد والروتين، والمصالح الفردية والحزبية.

في ذلك الوقت كتب اعلامي عراقي: أبو الهيل لن ينجح، وسوف تغرق السفينة.

كان أبو الهيل يقرأ كل ذلك، ويستمع، ويراقب، وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بفشل شبكة الاعلام العراقي،

كما رسم متشائمون نهايتها الوشيكة، فيما سعت جهات الى تصنيف أبو الهيل باعتباره تابعا لجهة سياسية معينة.

ومرة أخرى، كان أبو الهيل يراقب، ويصبر ولا يتعجل.

كان ينسج عباءة الشبكة من جديد وعلى مهل، بعيدا عن الضجيج.

ويبدو انه اختار التحدي الأصعب، اذ كان بامكانه، التعايش مع الارث السابق، وجعل السفينة رهينة الأمواج والمطبات،

لكنه في روح وثابة وطنية، قال: صحيح اني لست مسؤولا عن اخطاء ممّن سبقوني في رئاسة الشبكة، لكنني سأصحح المسار، على رغم الإفلاس المالي، وكثرة السكاكين في بدن هذه المؤسسة.

المتابعات الميدانية تشير الى ان روح الثقة بالشبكة تعود من جديد، بعدما رسم أبو الهيل من جديد ملامح وطنيتها لا طائفيتها، واستقلالها، لا تبعيّتها.

وفي حين تنطلق عن قريب، قنوات العراقية الكردية والتركمانية على مدى 24 ساعة ووكالة الأنباء العراقية، بأربع لغات لتغطي مساحات واسعة من البث الالكتروني، احضر أبو الهيل، الحق في عائدية إذاعة بغداد لشبكة الاعلام، مشيرا الى العشرات من المشاريع والافكار الخلابة طور التنفيذ، سيعلن عنها تباعا، رغم الازمات المالية، ورغم تبعات سياسات خاطئة سابقة.

وفي شهادة واضحة على نجاح أبو الهيل، بدا رئيس مؤسسة المدى فخري كريم، منذهلا امام نجاحات شبكة الإعلام العراقي بإدارة مجاهد أبو الهيل، مشيرا الى خطر الصعوبات التي اجتازها هذه الشاب القائد للإعلام العراقي، بالقول: “كان من الصعب جدا ان يستطيع احد ان يدخل في دروبها ويسلم، وهو ما حققه صديقي العزيز أبو الهيل”.

تجارب ثورات التجديد في العالم تؤكد، وببراهين عملية دلالية، ان المؤسسات تتطور على ايدي رؤساء يتطورون ويتقدمون، ويُنضجون أفكارهم على قدر التحديات، وأبو الهيل هو من صنف هؤلاء، بكل تأكيد.