19 ديسمبر، 2024 1:15 ص

تركيا وقطر والإخوان فتنة رخيصة

تركيا وقطر والإخوان فتنة رخيصة

منذ حسن البنا ، ومنذ انبعاث التيار السلفي بشقيه الشيعي والسني ، والعالم الاسلامي لم يجد لحظة من الاستقرار والتأمل في مستقبله، وقد استغلت الدول الكبرى هذا التشتت لتلعب دورها في تحقيق غاياتها على حساب الشعوب العربية والإسلامية ، والدليل أن البوذيين تقدموا كثيرا واليهود تقدموا أكثر والمسيحيين يقودون العالم ، الا المسلمين تراهم في الخلف ، تخلف وتناحر وتبادل التهم والتكفير على مسائل غيبية تجاوزها الزمن وأصبحت ماضيا عند الأغلبية ولكن الاقلية من رجال الدين هم من يحرك هذه الخلافات ، فمنذ حركة الكواكبي وبنيان حسن البنا وتصدير ثورة خميني ، صار الخلاف خلافا على مستوى دول ،فالإخوان في تركيا وقطر ينزعون نحو زعامة العالم الاسلامي لا من أجل بنائه وتنمية دوله بل من اجل اعداده للصدام مع الغير المذهبي ، فقطر وتركيا في سوريا ضد العلويين ، وايران في سوريا لنصرة للعلويين ، وايران في لبنان لنصرة الشيعة (حزب الله ) . والسعودية في سوريا لنصرة التيارات الوهابية ، وفي لبنان لنصرة السنة ، وايران في اليمن لنصرة انصاف الشيعة والسعودية في اليمن تحارب من اجل حدودها التي اصبحت في يد اتباع ايران ، وقد كنا نتفاءل ان تعي كل هذه الاطراف ان اعمالها وسياساتها تخريب مفضوح ، غير انا فوجئنا بعد فشل تركيا وقطر في سوريا ان تم ترحيل الفشل الى ليبيا ، وهذه المرة بنظرة اسلامية الدولة العثمانية ، فالسلطان اوردوكان والوالي تميم ذهبوا ليجربوا حظهم التوسعي الى هناك في ليبيا ، حيث المليشيات التابعة للقاعدة والدولة الاسلامية تفتك بأوامر سلطانية بالشعب الليبي ، وعند فشل حكومة الوفاق بزعامة السراج في لي يد الجيش العربي الليببي اوعز آلسلطان بإرسال قطعات مهمة من الجيش التركي الى ليبيا ، وهنا اثار هذا السلوك حفيظة مصر السيسي عدو اوردوكان وكون القوات التركية ستكون عند التخوم المصرية وهذا غير مسموح به ، لا من حيث نزعة الإخوان الأقوياء في مصر، ولا من حيث التناحر بين قطبين فشلا في سوريا وسوف يفشلا في ليبيا ، لأن من غير المسموح الدخول على نفوط ليبيا غالية الثمن عند الغرب التقلبدي .
ان وجود السيسي وجمهرة الجنرالات من بعده في مصر ، ووجود المعارضة الجدية الفرنسية ووجود الحقد اليوناني على تركيا ، وقوة نفوذ روسيا في هذا البلد سيحول دون تحقيق أهداف الحملة العثمانية على ليبيا ، ولا يتحقق حلم الوالي القطري في قوة ميليشيات الإخوان المسلمين ، لأن دخول مصر على خط الصراع يعني تعادل القوى وهذا سيمنع حدوث الحرب وسيتراجع السلطان إلى اراضبه ، وهنا ستكون خيبة جديدة للإخوان في تلك الدولة بعد ان خاب أملهم في سوريا….