آن تركيا ما يبدو زالت تفكر على نمط القادة السياسيين في القرن الماضي .ذلك القرن آلذي كان يري فيه الكبار انفسهم آنهم وحدهم الأقوياء القادرون على التحكم بالعالم .بينما يبقى الصغار في العالم الثالث والدول النامية تحت رحمة ما يقررونه …. ففي الوقت الذي قفز فيه العالم المتقدم آلى التعاطي مع المتغيرات آلتي أعقبت التطور الهائل في وسائل الإتصآل ووسائل التكنولوجيا والحديثة بروح وفكر البرنامج المفضل أكثر انفتاح مع الدول المتأخرة والفقيرة لان القرن الواحد والعشرون آلذي فتح أفاق اقتصاد المعرفة على أوسع أبوابه واحدث ثروة معلوماتية هائلة حتى عادت الثورات الناجحة تعرف بالثورات آلتي تسند على ومع ما يطلق المعلومة عليها بالثورة المعرفية ..في كل هذا التغير الهائل والكبير تعود أدراجها تركيا آلى عصر ما قبل الثورة الصناعية ..وليس هذا فحسب بل آن تركيا لم تستوعب الدرس الروسي ولم تحاول توظيف الطريقة الروسية في التعامل معها في حادثة إسقاط القاذفة وكيف آن لم تتخذ قرار وروسيا ارتجاليا عشوائيا غير مرتكز على الظروف السياسية والإقتصاديه بل إنهآ اتخذت سبيلا أخر البرنامج المفضل أكثر حذرا في الرد على وتعقلا تركيا لسبب بسيط آن روسيا تدرك آن الرد العشوائي سوف يكلفها ثمن غالي ..روسيا الدولة العظمى اقتصاديا وعسكريا وسياسيا لا تستطيع الرد على بلد لا يمثل أكثر 5٪ من مساحتها بطريقة ارتجاليه !!! لماذا لان روسيا تدرك أن القوي في عين قوته ضعيف أيضا بسبب التحولات الهائلة في العالم الجديد .. فليس هناك قويا بدون ضعف شديد وليس هناك ضعيف لا يملك قوة قد تدمر القوي الشديد ..
ما أقدمت عليه تركيا من احتلال لجزء من إطراف محافظة نينوى يدل بوضوح لا يشوبه شك أن تركيا تعيش بعقلية عفا عليها الزمن وأصبحت من مخلفات العصر الماضي ولم تعد صالحة الاستعمال في العالم الجديد ..أذا من الواضح أن الرؤية التركية للعراق قد استندت على حاله التمزق والحرب التي يعيشها العراق داخليا وبالتالي عدم قدرته على إيقاف تدخلها غاضة النظر آو لم تدرك أن العراق (وهنا أتكلم عن العراق كوطن وليس كدولة) يمتلك الكثير من القوة التي قد تجعل تركيا تندم تركيا كثيرا فهناك المصالح التركية في العراق التي يمكن أن تكون عرضة للهجمات المسلحة من قبل الناقمين عليها فأكثر من ألفان شركة تعمل في وسط وجنوب العراق واكثر من إلف ومائتان شركة في الإقليم ستكون كلها أهداف مشروعة للناقمين .. وهذا يعني تعرض المصالح التركية للمخاطر الجمة وأيضا هناك الفصائل المقاتلة التي تعرف كيف تدير معركة وتنتصر مع جيش نظامي كما هو الحال مع آلتي الموصل اقتحمت القوات ..اغلب الفصائل تعرف كيف تهزم جيشا نظاميا بفضل تمرسها على حرب الشوارع بينما يفتقر الجيش النظامي هذا الاسلوب ..والخسائر آلتي تكبدها الأمريكان في العراق دليل على ذلك قد يعتقد الأتراك آن الوصول الفصائل المسلحة إليهم أمر بعيد وهذآ مغالطة أخرى يقع فيها الأتراك فلمقاومة وسائلها الخاصة. فإذا ما علمنا أن الفصائل لها ارتباط مع محور يناصب العداء لتركيا فان الوصول إلي القوات التركية ليس أمر صعبا … الشيء الآخر سوف تتعرض تركيا إلى حملة دولية من قبل محور روسيا لأنه أي تركيا قدمت لهذا المحور كل أدوات تعريتها أمام المجتمع الدولي ففي حال عدم من الموصل قد انسحابها تقدم روسيا مشروع قرار وآلى مجلس الأمن وبإخراج تركيا بالقوة من العراق وبالتالي ستجد تركيا نفسها أمام خيارين أمآ الإنسحاب واما الحرب أمام روسيا آلتي ستمنح نفسها الحق القانوني والاممي في مهاجمة تركيا ..ويبدو في ضوء ذلك آن تركيا لم تضع التوقيت الصحيح في الاحتلال لأجزاء من الموصل (بعشيقة) آو إنهآ لم تجد طريقة أخرى للخلاص من المأزق آلذي دخلت فيه بعد دخول روسيا بنفسها في حرب داعش في داخل سوريا وبالتالي استحالة إسقاط بشار الأسد عسكريا وبعد ان قضت على أسطول تركيا آلذي كان ينقل للالنفط المسروق من سوريا والعراق آلى تركيا ..على كل حال ما زال إمام تركيا القوت للتفكير جيدا في قرار انسحابها لان القوت حين يمضى وتبقى في الموصل لن يكون في صالحها على الإطلاق فهذا يعني غرقها في المستنقع العراقي