22 نوفمبر، 2024 5:19 م
Search
Close this search box.

تركيا ضرورات المرحلة

تركيا ضرورات المرحلة

قد يختلف الأصدقاء وقد تتباين وجهات النظر وقد يستثمر دعاة الفتنة ظرفاً ما للتفريق مابين الأخوة والأصدقاء ولكن عندما تهدد المصالح المشتركة بين الدول ويكون العدو واحداً ويهدد كيان الأمة، يُصبح لزاماً على الكل من أصحاب العقول والرؤى لضرورات المرحلة أن تدع خلافاتها جانباً وتجمد كل نقاط الفرقة ويتغافل عنها ويتم تفعيل اللاعب السياسي الاستراتيجي لتوحيد الصف ومن ثم عوامل قوة الأمة ضد هذا العدو التأريخي الذي يهدف الى ضرب الأمة في عمقها واكتساح تأريخها وحضارتها، فالعدو اليوم واحد والهدف واحد فمن يقتل أهلنا في اليمن والعراق ولبنان ويزعزع الأمن هو نفسه الذي يقتل في أدلب، لذا وبعد دخول الجيش التركي “المحمدي” خط المواجهة ومن ثم الهجوم الذي شنته روسيا وإيران على الجيش التركي أصبح من الواجب على أصحاب العقول في الدول الإسلامية خصوصاً الفاعلة منها أن تتوحد وتدعم الجيش التركي لمواجهة الخطر الذي يهدد الجميع في المنطقة نعم أقصد في مقدمتها شعوبنا العربية والإسلامية في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت وماليزيا وباكستان وغيرها من الدول الفاعلة، اختلفنا معهم في الرؤى أو اتفقنا، حيث أن مايُخطط للمنطقة ويُنفذ على أرضها يستهدف الجميع ولايستثني أحداً، ناهيك أن الذي يحكم العلاقات بين الدول على المستوى السياسي هو مايسمى بنظرية “السقوف المرنة” ، وأن الدولة الناجحة هي التي تستثمر الشدائد لأجل الصلح، والتي تجيد التحكم بشعرة معاوية، ولرب سائل يسأل مالذي جنيناه من الثورة في بعض الدول العربية والى متى يستمر هذا القتل والدمار. نقول المسألة أكبر من كونها ثورة عربية، فكما يعلم أهل الإختصاص أن هناك معاهدات وإتفاقات عقدت ما بين الدول المنتصره بعد الحرب العالمية الثانيه منها معاهدة سان ريمو وسايكس بيكو ومعاهدة لوزان وغيرها، منها ما أعلن عنها ومنها مالم يعلن عنها وأن هذه المعاهدات مع مرور الزمن وتجدد الوقائع أخذت تفقد فاعليتها وأن الدول العظمى داهمتها مستجدات سياسية واقتصادية أخذت تهدد كيانها وفي مقدمتها الدولار الأمريكي العملة الكاذبة والاقتصاد الوهمي الورقي الذي يهدد العالم ويتحكم في سياسات الدول ناهيك أن العالم المادي يؤمن بضرورة فرضية “الصدام الحضاري” أو مايسمى بصراع الحضارات، فمن يضرب الضربة الأولى ومن يملك أوراقاً للضغط هو من يستحق السيادة على العالم ومن يجلس على التل وينتظر الأقدار لتنصره فلا بد أن يكون عبداً ذليلاً تابعاً لتلك الدول، إذاً حقيقة الصراع في المنطقة هو واقع مفروض على الكل فإما أن تستسلم وإما أن تجاهد لأجل الحفاظ على شرف كيانك وتأريخك ومستقبلك وكل ذلك لايتحقق والأمة متفرقة متشرذمة متناحرة.
نسأله تعالى أن يرحم شهداءنا وأن يجعل من دمائهم وقوداً لإنارة مشاعل الطريق الى النصر وأن يوحد صف هذه الأمة ويلهمها رشدها .

أحدث المقالات