23 ديسمبر، 2024 1:18 م

تركيا تنساق وراء ايحاءات واشنطن

تركيا تنساق وراء ايحاءات واشنطن

منذ قيام التمرد ضد نظام بشار الاسد والكرد في سوريا يبحثون عن الهوية القومية لا عن وطن حر يعيش فيه شعب تعرض للظلم طوال العقود الاربعة الماضية ، حالهم حال الكرد في العراق لا يهمهم ان يدمر العراق ما دام الاقليم سالما، والغريب ان الاكراد السوريين قد امنوا بان الويلايات المتحدة هي لجانبهم في معاركهم القومية ، وتناسوا ان واشنطن تعد حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية ، اردت بهذه المقدمة ان اوضح ان تفاوت المواقف الامريكية تعود لتفاوت المواقف الانية لهذا الرئيس او ذاك ، رغم انها دولة مؤسسات، الاستراتيجية واحدة والتكتيتات، متنوعة ومتناغمة مع مواقف الدول الاخرى ، لقد خرجت تركيا بعض الشئ عن عباءة العم الامريكي في ظل حكم حزب العدالة والتنمية ، وخرج اردوكان ذاته عن سياق القادة الترك سواءا بمواقفه تجاه اسرائيل او حلف الناتو ، او مؤخرا تجاه واشنطن بعد انقلاب تموز عام 2015، ولقد ارادت واشنطن ترامب ان تجر تركيا للغوص اكثر في مستنقع الحرب السورية ، فقد اعلنت انها ستشكل جيشا متطورا من حيث العدد والعدة قوامه 30 الف مقاتل اغلبهم من الكرد ، وواشنطن تعلم مسبقا رد فعل اوردكان وكانت هي ذاتها تريد هذا الموقف ، لانه ببساطة سيدخل تركيا في اتون حرب طويلة تخسر معها التقدم النسبي الذي حصل فيها ، وقد استفادت من هذه التصريحات واشنطن باتجاهين الاول انها حاولت ابعاد حشد العراق عن الداخل السوري وادخلت تركيا في حرب كان يمكن تجاوزها لو قامت بالعمل على حراسة الحدود بهذه القوة الكبيرة التي زجت بها في الحرب مؤخرا ، ان معاقبة ترامب للر ئيس اردوكان ستكلف تركيا كثيرا ، وستعمل على المزيد الارتماء الكردي في احضان واشنطن ، وفي النهاية فان الخاسر هو من يراهن على مواقف الويلايات المتحدة ومن يستمع الى ايحاءاتها ، لان التصريحات لها مسلك والنوايا لها مسالك مغاييرة…