تركيا دولة كبيرة في مساحتها وفي جيوشها وفي اراضيها وفي اطماعها وفي دمويتها ووحشيتها, غير انها دولة فاشلة في اقتصادها وفي ليرتها وفي اخلاقها …كما ان لتركيا اطماعها الاستعمارية التي لا تزال تحلم بها في سوريا وفي العراق ولها ايضا رغبة في ان تكون دولة اوربية بكامل المواصفات والامتيازات, الا انها دولة ضائعة في سياستها الخارجية، ولانها هكذا فقد حاولت ان تجد نفسها في الربيع العربي فخسرت كل شيء فدست سمها الى الاسد وبغت على العراق بسيف حقد بارزاني الذي لم يتورع هو الاخر يوما من التوقف عن ارتكاب محارم واثام السياسة لانه لا يجيد غير الغدر والخيانة والاستعانة بالاخر ضد ابناء جلدته واخوته ومن يعيش معهم ويتقاسم لقمتهم, وللتاريخ شواهد لا زالت حية بسجل بارزاني الذي يعتبر اخر سلالات الطواغيت والجبابرة ..فمسعود استعان بشاه ايران على قتل ابناء الشعب العراقي والكردي يوم تسلق الجبل واعلن العصيان، كما ان عداءه الازلي لصدام لم يمنعه من الاستقواء به لفك طوق الخناق الذي فرضه عليه جلال طالباني وقتل اشقائه الكرد في السليمانية وغيرها من المناطق الشمالية.. واليوم لم يتورع ويغادر تاريخه في الغدر والخيانة عندما سمح للاتراك بكل صلافة لتدنيس الاراضي العراقية ومنح صك المرور لوزير الخارجية التركية للتجول في الاراضي العراقية وكانها ضيعة خلفية لاوغلوا ومن قبله أتاتورك دون الحصول على اذن وموافقة الحكومة المركزية.
ولان الاسد الميت يرفسه حتى الحمار, فان مسعود بارزاني وجدها فرصة مناسبة للتقرب الى تركيا ومد حبال الود معهم وهم من يقوم يوميا بقصف المناطق الشمالية وتهجير العوائل الكردية بحثا عن الاكراد المتمردين في اراضيها والثوار والمضطهدين في العراق وسوريا من اجل بناء وطن قومي يكون بمباركة اليهود الذي يحتقرون اوغلوا ودولته الفاشلة ويمدون باسباب اقامة الدولة الكردية المستتقلة.
ان ما قامت به تركيا عمل استفزازي لا يمت الى السياسة الخارجية لاي دولة بصفة قانونية انما يستند الى قانون الاعتداء والتجاوز وبامكان العراق اللجوء الى المنظمات الدولية والى الجامعة العربية والى منظمة المؤتمر الاسلامي لتوثيق هذه السابقة والضغط على انقرة لتقديم اعتذار رسمي الى الشعب والحكومة العراقية وضرورة الالتزام بالمواثيق والاعراف الدولية المتعلقة بمبادئ حسن الجوار خاصة وان بين العراق وتركيا الكثير من المشتركات الايجابية والتي تحاول الحكومة الحالية التمرد عليها وطمسها باستغلال الاوضاع الاستثنائية التي يعيشها العراق .
ان السكوت على تجاوز الحكومة التركية وعدم مواجهتها بالرد المثالي الذي يعيد للعراق هيبته سيعطي مبرر اكبر للحكومة التركية للتدخل في الشأن العراقي وارباك الاوضاع في العراق والمنطقة من خلال تحريك الكثير من الملفات من قبيل دعم اطراف معينة على طرف اخر حتى تتمكن من اعادة رسم الخارطة السياسية في العراق وفق الرؤية التركية والتي تمنحها فرصة صناعة القرار والاستحواذ على خيرات البلد في وقت تشهد الساحة السياسية في العراق وفي المنطقة الكثير من المتغيرات التي تبدوا للوهلة الاولى بصالح الامبراطورية العثمانية المتهالكة.
ان زيارة اوغلوا الى محافظة كركوك دون علم او اذن الحكومة العراقية وعدم اعتذار تركيا بل لا زالت تصر على وقاحتها يدعوا الجميع الى الوقوف وقفة واحدة ضد هذا الانتهاك الصارخ لمبادئ حسن الجوار وللاعراف والتقاليد الدولية واتخاذ الرد المناسب الذي يشارك به الجميع لان ما قامت بها تركيا لا يتعلق بمكون معين انما يتعلق بكرامة شعب باكمله.