22 نوفمبر، 2024 10:45 م
Search
Close this search box.

تركيا تحقق خرقا ضد ترامب والليرة تبدأ بالتعافي

تركيا تحقق خرقا ضد ترامب والليرة تبدأ بالتعافي

بعد تغريدة عمران خان، رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب حديثا لدعم تركيا في أزمتها الإقتصادية وحرب المال التي شنها ترامب بسبب سجن قس أمريكي تتهمه انقرة بالتآمر مع الإنقلاب الدموي الفاشل، جاء الدور على أمير قطر الذي غرد بعد زيارة مفاجئة الى تركيا، قائلا:
“‏نقف إلى جانب الأشقاء في تركيا التي وقفت مع قضايا الأمة ومع قطر .. وفي إطار المباحثات الهامة التي أجريتها في أنقرة اليوم مع فخامة الرئيس أردوغان أعلنا عن حزمة ودائع ومشاريع استثمارية بقيمة ١٥ مليار دولار في هذا البلد الذي يملك اقتصادا منتجا قويا ومتينا”
فكان ان شهدت الليرة تعافياً مشجعا اليوم بنسبة ٣٪؜ وسجلت مستوى منخفضا دون الست ليرات لكل دولار بعد ان تجاوزت السبعة ليرات للدولار ابتداءاً من يوم الجمعة الفائت عندما استغل ترامب تذبذب الليرة ووجه ضربة قاسية اليها بمضاعفة الرسوم الكمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم التركيين الى امريكا، مطالبا بإطلاق سراح القس المتآمر.

طبعا، ليست مبادرة الأمير القطري وحدها هي التي عززت موقف الليرة التركية، اذا ان صمود الموقف التركي ضد الإبتزاز الأمريكي واجراءات الحكومة التركية بالإعلان عن إمكانية مقاطعة المنتجات الإلكترونية الأمريكية ومضاعفة التعريفة على البضائع الأمريكية الداخلة الى البلاد وفق مبدأ المعاملة بالمثل ورفع ضريبة الإستهلاك الخاص للوقود اليوم الى مستوياتها السابقة في الشهر الخامس الماضي عندما خفضتها لتعويض ارتفاع أسعار النفط العالمية وسعر صرف الليرة، اضافة الى الشحنة الوطنية التي دفعت المعارضة التركية للوقوف مع الرئيس اردوغان، كل ذلك كان له اثر مباشر، الا ان دعم قطر الكبير والرنان اعلاميا الا في الإعلام السعودي الداخلي والخارجي الذي تجاهل الموضوع وأوقع محلليه الإقتصاديين في موقف لا يحسدون عليه وهم يتحدثون عن تعافي الليرة دون ذكر السبب الرئيسي، له وقع اخر وبعد اخر وقصة اخرى.

في الواقع، تعجب المراقبون من موقف قطر لأيام وهي تلتزم الصمت ولا تحرك ساكنا لدعم حليفتها التي أغاثتها مباشرة في محنة الحصار السعودي وكان لها الأثر الحاسم في منع مغامرة ابن سلمان لغزو قطر كما أشار اليها أمير الكويت في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأمريكي في واشنطن. الا ان تأخير الموقف القطري له ما يبرره اذ لم يكن امام الإمارة الصغيرة التي يحاصرها خصوم متهورون بتأييد مبطن ولكنه واضح من رئيس أمريكي لا يقل عنهم تهورا ان تبادر الى اتخاذ موقف يساند الأتراك ويجلب عليهم المزيد من الضغط، وربما الضوء الأخضر من ترامب لاتخاذ خطوة غير محسوبة من قبل خصومها، خصوصا، ان ترامب، على ما يبدو يتخذ منحى شخصياً في التعامل مع تركيا، اذْ أعلنت ادارته أمس ان ترامب يشعر بالإحباط (وكأنه في حلبة صراع) من عدم اقدام تركيا على إطلاق صراح القس المحتجز.

أمير قطر إذن لم يقدم على هذه الخطوة الا بعد ان تفاهم مع إدارة ترامب وإدارة ترامب لم تعطيه الضوء الأخضر الا بعد ان تأكدت ان حربها الإقتصادية غير المبررة على تركيا انعكست على الاسواق العالمية بضمنها كبريات الأسهم الأمريكية التي تراجعت في اليومين الماضيين بسبب تقلبات الليرة التي صب عليها ترامب الزيت الجمعة الماضية بتغريدة مضاعفة التعريفة على الفولاذ والألمنيوم التركيين. السماح لقطر بنجدة تركيا ولو جزئياً ، دليل على ان امريكا اكتشفت مبكرا ان خسارة الحليف التركي اعلى ثمنا من مناصرة قِس يقضي عقوبة خفيفة بالسجن لمدة عامين كإقامة جبرية في منزله، ربما يحسده عليها الكثير من السجناء الأتراك أنفسهم. سوى انها تفعل ذلك دون كلفة ودون ان تبدو في موقف المتنازل او المتراجع عبر بوابة الأمير تميم.

اردوغان يسجل نقطة مهمة ضد ترامب وربما فاز عليه في الوقت الإضافي بشكل كاسح كما فعل اتلتيكو مدريد امس وفاز على الملكي بأربعة أهداف في الوقت الإضافي.

أحدث المقالات