المتابع للاحداث الاخيرة في تركيا تختلط عليه الاوراق … ففي اليوم الاول لم يفهم الناس ماهي القصة… انها زوبعة في قدح ماء انا شخصيا بدأت افكر اهكذا يكون رد فعل الناس لقطع الاشجار ؟ والموضوع واضح من اوله بأن هناك علة ما ولكن ليستفي الاشجار.
حسب شهود عيان بأن سيارات النقل الحي لبعض القنوات التلفزيونية التى تُرَوّج الاكاذيب كانت حاضرة في ميدان التقسيم قبل الحدث وفي نقاط معينة قريبةلميدان التقسيم تم تهيئة مراكز للاسعافات الاولية مما يدل بأن ماحصل كان شيئا مخططا له منذ زمن لابأس به من قبل المدبرين للتظاهرة.
قد يخطر على بال احد لماذا تركياوهل اؤيد سياسة اردوغان ؟ بدأً لستُ من مؤيدي اردوغان فيسياساته وخاصة مع تركمان العراق ، والعراق عامة . ولكن الرجل يعمللوطنه بجد مهما كانت اخطاؤه فإن انجازاته تتغلب على اخطائه وهناك اقاويل حول مواقفه الشريفة مع اعداء الامة الاسلامية بأنها مفبركة حسب قناعتي لااميل الى هذه الافكار.
عندما تستقر الاوضاع في اية دولة اسلامية وتنموا وتزدهر فإن الاستعمار واذنابه لايسرهم الوضع لانهم لايتمكنون من نهب ثروات تلك الدولة بيسرلذلك فهم دائما لهم خطط شيطانية لخلط الامور وخلق الفوضى العارمة بواسطة عملائهم في تلك الدولة.
الشعوب لاتدرك النعم التى هم فيها الاّ حين يفقدوها واهم هذه النعم نعمة الامان ، الشعب التركي عامة يعيش بأمان اضف الى ذلك الازدهار الاقتصادي بصورة عامة والرفاه الاجتماعي ، لو تمعنت النظر في سيارات المواطنين فكلها سيارات جديدة ولايتجاوز عمرها ثلاثة سنوات اضافة الى المساكن التى تم توزيعها الى السكان وتمليكها لهم مقابل مبالغ الايجار ولاتخلوا هذه البيوت من وسائل الراحة الحديثة من غسالات الملابس والصحون والثلاجات والمكيفات…..الخ اما التذمر وشكوى الحال فهذه من عادة المواطن فهو … يريد المزيد.
اسرد حادثة واقعية من تاريخنا الحديث ولكن للاسف قليل من الناس يعرفونها وهي حادثة الاطاحة بالسيد محمد مصدق رئيس وزراء ايران الاسبق ، ففي سنة1953 حيناجتمعت القيادة العسكرية في احدىالدول الكبرى لاعلان حرب على ايران بسبب مواقف السيد محمد مصدق من الشركات النفطية الاجنبية العاملة في ايران وتفكيره في تقليص ارباحهم…أو تاميم النفط.
في هذا الاجتماع طرح احد الحاضرين(وهو ضابط في الاستخبارات) فكرة للاطاحة بمحمد مصدق دون صرف المليارات للحرب وطلب مبلغا بين 3-5 ملايين دولار لتنفيذ المهمة واخذ النقد وذهب الى طهران طبعا بعد التنسيق لساعة الصفر مع عملائه في الخارج واتفق بعد الدفع مع بعض اصحاب الجرائدلنشر صور مونتاجية مع تعليقات مثيرة لمظاهرات وهمية في شوارع طهران وفيهاهتافات الناس بسقوط مصدق.
يومها لم تكن غير الراديو وصوت الدولة الفلانية…و … وعندما نشرت بعض الصحف الايرانية النبأ المفبرك توجه الناس الى الاقسام الفارسية من اذاعات الدول الاستعمارية لمعرفة الحقيقة ،فهذه الاذاعات تبث الخبر فكأنما الحادثة وقعت بالفعل وقتل وجرح العشرات فيها…وهكذا استمر الحال لايام وفي هذه الاثناء أوعز (ضابط الاستخبارات) العملاء للنزول الى المظاهرات تأييدا للمظاهرة الوهمية الاولى ونزل طبعا بعد القبض مئات الرجال الى شوارع طهران يطلقون شعارات وهتافات تقلل من شأن مصدق وتهينه و بعدها ومن اجل تصعيد الموقف تم اغتيال بعض الرموز المعارضة لحكومة مصدق بواسطة العملاء وبذلك ثارت ثائرة الناس ضد مصدق .
مهما كان الحاكم عادلا إلاّ ويظهر مَن ينتقده. وليست هناك قاعدة بأن يكون الحاكم محبوبا من الجميع فلابد ان هناك مَن لايحب اعماله هكذا الحال لمصدق نزل الذين لايحبونه أو الذين غير راضين عن وضعهم الى شوارع طهران بمظاهرات صاخبة وبتحريض من العملاء وقاموا باعمال شغب واعتداء على الممتلكات حتى اضطر الجيش للتدخلوالسيطرة على الوضع وحكم على مصدق بالاعدام ولكن لم ينفذ فيه ونفي الى مكان نائي حتى وفاته رغم انه كان منتخبا من قبل الشعب الايراني.
كذا الحال لقذافي رغم كونه دكتاتورا ولااحد يؤيد سياسته مع شعبه وحصره ايرادات ليبيا بيده ، المهم تم سحب حبل شنقه في نفس اللحظة التى قال فيها ( أنا لاابيع البترول بالدولار ولا باليورو وانما ابيعه بالذهب) وهذا ليس في مصلحتهم لذلك فعلوا ما شاهده العالم به. وهل استقرت الاوضاع في ليبيا أو ايران؟
اما في تركيا …المدبرون لهذه المظاهرة عندما يأسوا من مساندة الجيش لهم قاموا بإعادة سيناريو الحادثة الايرانية في تركيا رغم مرور ستون عاما عليها .فتم نشر صورة الماراتون السابق والناس يهرولون على الجسر المعلق في اسطنبول على انها مسيرة كبرى الى ميدان التقسيم وصور مشابهة اخرى ، هي نفس الفكرة السابقة ولكن توصل الناس الى الحقيقة بوضعهم الصورتين ( الصورة المنشورة في الجرائد يوم الماراتون ونفس الصورة بعد تغيير التعليق الذي تحته) على صفحات الفيس بوك وفضحت المؤامرة .
ليس هناك انسان كامل دون اخطاء ولابد لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة واردوغان حتما لديه اخطاء كسائر البشر.
هناك مَن تضرر من سياسات اردوغان من اصحاب الشركات الكبرى للسيارات والاجهزة الالكترونية والكهربائية والادوية وبعض شركات الاعلام والاتصالات وبعض اصحاب المعامل الذين انفردوا في مجالهم وكانوا يفرضون السعر الذي يناسبهم وهي اضعاف مضاعفة من قيمة المنتوج.بالاضافة الى بعض شركات الطيران الاوربية الكبرى لعزم الحكومة التركية تأسيس مطار ثالث دولي ضخم في اسطنبول بحيث ستجلب كل الترانسيتات الدولية للذين يسافرون الى امريكا والدول البعيدة وبذلك المطارات الدولية الاوربية التى تتم فيها عمليات الترانسيت حاليا ستقل ارباحها بإفتتاح المطار الثالث في اسطنبول.
يجب عدم اهمال الفئة التى تنزعج من صوت الاذان المحمدي ومن رؤية الفتاة المحجبة والرجال بلحى وانتشار المدارس الدينية ومن ادخال الدروس الدينية ضمن المناهج الدراسية في الصفوفالابتدائية والمتوسطة ويعتبرونها من مظاهر التخلف.
كل هؤلاء تضرروا من سياسات اردوغان و من مصلحتهم التعاون مع اي كان للعودة الى ايام الربح الفاحش واذلال الناس ونشر الفواحش. ولذلك قاموا بتحريك الشباب.