23 ديسمبر، 2024 5:47 ص

تركيا الأردوغانية تعتقل الديمقراطية!!

تركيا الأردوغانية تعتقل الديمقراطية!!

هاهم الأتراك الأوباش الغوغائيون, بدؤوا يكشروا عن أنيابهم مرة أخرى كالكلاب المسعورة ضد ممثلي الشعب الحقيقيون باعتقالهم وزجهم في معتقلاتهم السيئة الصيت, و ذنبهم الوحيد الذي اقترفوا, أنهم وقفوا في أحلك الظروف العصيبة بجانب شعبهم المناضل ضد نزوات الحاكم المستبد الظالم, الذي يعيش في عالم ما قبل التكنولوجيا, ولا يريد أن يفهم, أن اللعبة قد انتهت, ولم يعد لكيانه المتهرئ المسمى بتركيا اللوزانية؟ أي دور مؤثر يؤديه على الأرض, كما كان في أيام الحرب الباردة حين كان الصراع قائماً بين الاتحاد السوفيتي السابق والدول التي دارت في فلكه من جانب, وأمريكا والغرب من جانب آخر, لكن المخلوق التركي الشرير لا يريد أن يفهم هذا الدرس, أن في عالم السياسة توجد أدوار مختلفة وصفحات متغايرة, وحين يأتي دورك لترتقي المسرح, يجب عليك أن تجيد أداء دورك جيداً في جميع فصولها حتى تطيل فترة أداء الدور الموكول إليك, لكن, بما أن الأتراك بطبيعتهم أغبياء بالوراثة ولا يفهمون هذا الواقع الافتراضي في عالم السياسة, إلا أن الحظ قد خدمهم أفضل من غيرهم, وبقوا لفترة طويلة يسرحون ويمرحون بين زمنين متباينين كالحيوانات المفترسة يفتكون بالشعوب المسالمة وعلى رأسها الشعب الكوردي الجريح, الذي ابتلي بهم بعد مجيئهم من آسيا الوسطى, وكذلك تهديدهم المستمر للدول والكيانات المحيطة بكيانهم اللوزاني دون رادع يردعهم عن تماديهم في غيهم وأفكهم, والسبب في ذلك موقع كيانهم الاستراتيجي بين الشرق والغرب, فلذا غضت أمريكا والغرب الطرف عن أفعالهم الإجرامية, لأنها كانت بحاجة إليهم في تلك الفترة العصيبة, التي مرت بها البشرية بوجود القطبين الأعظمين. عزيزي القارئ اللبيب, بعد أن تُرك الكيان التركي جانباً من قبل الغرب وأمريكا كأي حاجة منتهية الصلاحية (Expire), وفضلت عليها الشعب الكوردي في غربي كوردستان, وأبعدوه بصورة مهينة من المشاركة في تحرير الرقة عاصمة دولة داعش الإسلامية, وكذلك من المشاركة في تحرير الموصل, لأن الغرب وأمريكا تعرف جيداً, أن داعش هو صنيعة تركية سعودية قطرية, فأي مشاركة تطلبها تركيا من أجل تحرير موصل أو الرقة من قبضة داعش هي كذبة تركية ليس ألا, لأن هناك آلافاً من الضباط الأتراك يقاتلون في صفوف تنظيم داعش الإرهابي ضد قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا, فكيف تسمح لها بمشاركة كيدية لطعن قوات تحرير الرقة من الخلف كخنجر غدر مغروس في خاصرة قواتها؟؟. عزيزي المتابع, إن المخاوف التي تقض مضاجع الأتراك اليوم, هي إفرازات طبيعية لسياسات و قرارات رعناء اتخذوها قبل عقد ونيف وتعاملوا وفقها مع مراكز القرار الدولي ولذا خالفوا قرارات المجتمع الدولي ضد الإرهاب والديكتاتوريات الحاكمة في المنطقة, لكن بعد فوات الأوان, بدأت تركيا
الطورانية تدرك جيداً, أن دورها السلبي كربيبة مدللة للدول الغربية وإسرائيل اللاتي استخدموها في أيام صراع القطبين كفزاعة ضد شعوب المنطقة قد ولى دون عودة, وما عليها الآن, ألا أن تنصاع مطأطئ الرأس لإرادة المجتمع الدولي وتفك ارتباطها القسري التي خطته معاهدة لوزان التآمرية بشمالي كوردستان, وتقر وتعترف علانية بحقوق الشعب الكوردي السياسية والقومية. لكن الأتراك الطورانيون ومعهم بعض مشايخ الخليج المهددون مثلهم بالفناء من على الخارطة السياسية بحكم طبيعتهم الإجرامية لا يستسلمون بسهولة لذا يخوضون الجولة الأخيرة ويقومون ببعض الأعمال المنافية لقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان, كي يطيلوا أياماً في حكمهم الجائر, على سبيل المثال وليس الحصر, حاولت تركيا الطورانية ابتزاز الدول الغربية, وذلك بفتح حدودها البرية والبحرية مع أوروبا للاجئين الهاربين من دولهم كي تتدفق الملايين منهم على تلك البلدان التي تفوق عددهم سعتها الاستيعابية. وقبل هذا اشتركت تركيا مع السعودية ودويلة قطر بتشكيل تنظيم داعش الإرهابي. كما أسلفت, لإدامة بقاء حليف المشيختين غير الشرعي ككيان مغتصب لأراضي الغير, تماماً كما فعل نظام حزب البعث العفن, حين صرح المقبور طارق عزيز في لقاء صحفي قائلاً: “أرادوا يزيلونا من سدة الحكم, أقدمنا على احتلال الكويت, وبقينا في الحكم, ثم خرجنا من الكويت”. وهكذا فعلت جمهورية تركيا بصيغة مغايرة بعض الشيء, حيث أوجدت داعش الذي أحرق الأخضر واليابس في المنطقة حتى لا تمس حدود الكيان اللوزاني الغاصب, الذي تأسس على أشلاء الأبرياء الكورد. اليوم, وبعد أن يرى رئيسه الأرعن المدعو رجب طيب أردوغان, أن صنيعته المسمى بالدولة الإسلامية “داعش” الإرهابي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة في كل من سوريا والعراق, أقدم النظام التركي الطوراني على ارتكاب جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائمه العديدة ضد الشعب الكوردي المناضل, وذلك باعتقال رئيسي حزب الشعوب الديمقراطية وعدد من نوابه في البرلمان التركي. عزيزي القارئ, إن رأس النظام التركي الهمجي يقوم بكل هذه الأعمال المخالفة لأبسط قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان, من أجل أن يضع العصا في عجلة التغيير الجذري, التي ستشهده المنطقة في قادم الأيام. لكن هيهات, أن الطوراني أردوغان يلعب في الوقت الضائع, عليه أن يستعد لسماع صافرة الحكم, والقبول بنتائج المباراة لصالح الشعب الكوردي هذه المرة, وهي المرة الأخيرة التي سترتقي فيها المنصة لإعلان دولته القومية أسوة بدول العالم المتحضرة.
اتفقوا على توحيد الله وتقسيم الأوطان
(محمد الماغوط)