يتعثر تنفيذ الاتفاق الروسي التركي حول ادلب وعلى وجه التحديد في الطريق الذي يربط حلب وأدلب باللاذقية، فلم تتمكن الدوريات المشتركة بين الجانبين من تنفيذ مهامها على الوجه الاكمل بسبب الاستفزازات التى تقوم بها؛ هيئة تحرير الشام( النصرة سابقا) وحراس الدين، اضافة الى شن هاتان المنظمتان الارهبيتان هجومات متكررة على مواقع الجيش العربي السوري. الخارجية الروسية؛ اوضحت ان هاتين المنظمتين تواصلان تحشيد عناصرهما الارهابية على الطريق انف الذكر. وعلى ما يظهر ان الاتحاد الروسي ينتظر ان تفي تركيا بما تم الاتفاق عليه في موسكو او هو في انتظار انتهاء المهلة المتفق عليها بين الجانبين التركي والروسي التى تلزم الجانب التركي بابعاد عناصر الارهاب من المنظمتين، عن الطريق الرابط بين حلب واللاذقية مرورا بادلب. اللافت الى الانتباه؛ ان الجانب التركي وبعد ايام من هذا الاتفاق، زج بقوات اضافية الى نقاط المراقبة التركية على الارض السورية، وفي وقت متزامن قامت التنظيمات الارهابية انفة الذكر بزيادة حشودها في المنطقة؛ مما يؤكد ان الجانب التركي او ان هذا يشير الى ان تركيا اردوغان غير جادة بتنفيذ ما اتفق عليه مع روسيا. من الجانب الثاني وعلى ما يبدوا، ان روسيا على علم ومعرفة بالنوايا التركية، لكنها ومن الجهة الثانية، تريد رفع او ازالة الغطاء الذي تتستر به تركيا لأخفاء اهدافها الحقيقية. محافظ ادلب بالوكالة وفي مقابلة له مع صحيفة الوطن السورية، السيد محمد فادي السعدون؛ أكد من ان العمل العسكري المدعوم من ( الحليف الروسي) هو من سوف يفتح الطريق بين حلب واللاذقية مرورا بادلب، في نهاية المطاف..تركيا تناور في هذا الملف وتحاول ان تلتف على على ما اتفق عليه؛ لأفراغه من مضمونه، في محاولة يائسة لحماية تلك التنظيمات الارهابية، في استخدامها لاحقا كورقة مساومة ووسيلة للضغط لتحقيق مأرب اخرى،لها علاقة باطماعها ربما، او كما تدعي في الزور والبهتان ولوي اعناق الحقائق على الارض؛ من انها تريد ضمان امنها القومي، في وقت ان هذا الاخير متاح لها وبصورة قانونية لابلس فيها ولاغموض وهنا نقصد تحديدا؛ اتفاق اضنة الذي يضمن امن حدودها بالكامل. عليه، فان هذا اللف والدوران له اهداف اخرى ليس لها علاقة بامنها القومي. نعتقد ان سوريا و(الحلف الروسي) يدركون تماما من ان تركيا سوف ومهما كانت مدة المهلة الممنوحه لها منهما او بعبارة اخرى، اكثر تمثلا للواقع، الممنوحة لها من الاتحاد الروسي؛ لن تقدم على اخراج المجموعات الارهابية من المنطقة المتفق على اخراجها منها وما اعطاء تلك المدة الا لأزالة حجج تركيا اردوغان وكما اسلفنا القول فيه.عليه وبكل تأكيد ان الفترة القادمة سوف تشهد تصعيدا للعمل العسكري اي يباشر في ذلك الوقت؛ الجيش العربي السوري بتحرير ارض وطنه وشعبه بضوء اخضر من (الحليف الروسي) وبدعم واسناد منه، من براثن الارهاب، طبقا او تطبيقا لمسؤويلته الوطنية في حماية شعبه وارضه من عبث الارهاب…تركيا اردوغان ومهما حازت من قوة، لن تتمكن من اعاقة هذا التقدم حين يحين الحين في وقته، فهي قد خسرت جميع الاوراق ولم يبق لها الا التسليم بالخسارة، وما على اردوغان الا البحث الجدي عن الحلول الواقعية بما يحفظ ماء وجهه على الاقل امام شعبه والاهم امام المؤسسة العسكرية التركية…وفي حالة عدم البحث عن الحل الواقعي والموضوعي، والسير على طريق التصعيد الذي وبلا ادنى شك، سوف يكلف اردوغان كنظام حكم وحزب؛ خسارة تاريخية، تدفع بهم جميعا ونقصد هنا اردوغان وحزب العدالة والتنمية ومنظومة الحكم، الى خارج الوجود والحكم ولاحقا السياسة والتاريخ. ملاحظة ذات علاقة لابد منها؛ ان الدول العظمى حين تضعها الظروف الواقعية والموضوعية، امام خيارين، اما التضحية بالعلاقة القوية مع دولة اقليمية كبرى وأما التضحية بقاعدة السلم الذي يرتفع بها الى سطح الاهداف الاستراتيجية؛ بكل تأكيد، سوف تختار التضحية بالخيار الاول…