18 ديسمبر، 2024 7:19 م

تركت الحسين وشأنه!

تركت الحسين وشأنه!

في كل عام كنت أُحيّ ذكرى عاشوراء وايام محرم الحرام وقبل سنوات مضت كنت اخدم في مواكب في الاربعينية، بعد مرور عدة سنوات، قررت ان اترك كل هذه الاعمال، وابحث عن حقيقة ما هو الحسين، لم اكن اريد ان اعرف من هو الحسين ،
ذات يوم قال لي احدهم وكان روزخوني لو ان هناك شعيرة تستحدث بضرب الرأس في علبة السكائر لفعلت وحينها كان يفتح العلبة من اجل اخراج سيجارته، لم اعرف بماذا ارد عليه حينها، لأن مستوى ادراكه للحسين هو عاطفي ، لذلك اكتفيت بالتدخين معه دون ان ارد على قوله الذي نبع من باب سذاجة.
وقبل شهر بالتحديد زارني صديق لمكتبتي وراح يتحدثلي عن الثورة الحسينية ولماذ خرج الحسين،وانه ومن اجل الظلم والفساد وصار ينظر ويتحدث بما طاب له حتى ربطها باحداث ثورة اكتوبر وقال جملته ، الشعب العراق ( يطبهم مرض من ايدهم الي صار فاهمين الحسين بس بچي ونوح ومحد يعرف يثور مثل ثورة الحسين)
حينها انفجرت غضباً ونعتّه بلفظ غير لائق، وقلت له انت اصبحت برأسي المختار الثقفي! اين انت واهلك واخوتك من ثورة اكتوبر حتى انكم لم تكلفوا انفسكم ان تنشروا شيء على الفيس بوك وتدعموا الثوار مع انك تمتلك صفحة تحتوي على اكثر من 20 الف صديق ومتابع ،وفي محرم تبقى تنظر وتتحدث عن من يقيمون الشعار ويطبرون ويبكون فقط.
من تلك اللحظات علمت ان الحسين قد انقسم بشخصه وبتاريخه وبمن يحاول ان يجعل منه اداة لتحقيق مطامعه الفردية، وقررت ان اترك الحسين وشأنه ولا ابكي عليه ما دمت اطبخ القيمة ، وانشر القدور على طول الشارع اتباهى بها وهناك فقراء (كاتلهم الجوع والظيم) ،
او ان اتحدث عن شخصيته (ع) وشجاعته ودحره للظلم ورفضه للفساد وعدم مبالاته لبطش السلطة وكواتم الصوت ودخانيات الشغب، لذلك قررت ان اترك الحسين وشأنه حتى ارى نفسي باني صرت استحق الحديث عن هذا العظيم الذي رسم خارطة للأحرار في كل بقاع الارض،
وأحاول ان ابدأ بتطبيق امور واقعية وتطبيقات عملية أستقطب افكارها من حياة الحسين ، وليس فقط مما وصل لنا من نتاجات تخص حياته خلال ساعات الطف، هذا ليس حسيناً فهو اعمق واعظم من معركة صغيرة انتهت بمقتله ،
واختتم حديثي بمقولة الدكتور والمهلم علي شريعتي حيث يقول ” الحسين حي يرزق لا يحتاج الى من يبكي عليه بل يحتاج الى من يسير على دربه.