هنالك ثمة حقيقة يجب الوقوف معها طويلاً ” ان التعليم في العراق ونخص بالذكر في المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية ايضا وصل الى مرحلة كبيرة من التأخر و الانهيار” بسبب الفشل المزمن في قطاع التربية والتعليم بصفة عامة حيث لم تعد الشهادة العراقية تحافظ على مكانتها ورصانتها العلمية ” وهذا الفشل سببه تدهور اركان التعليم الثلاث (المعلم والكتاب والمدرسة ) وبما ان كل ركن يكمل الاخر فانة من المعلوم ان ابنية المدارس أصبحت بيئة غير ملائمه للدراسة وغير جاذبة للطلبة وليت الأمر ينتهي بذلك اذا ماعلمنا ان المدارس قد انتهت صلاحيتها كونها بُنيت في سبعينيات القرن الماضي و الجديد منها في الثمانينيات وقليل منها بني من خلال حملات شاملة في التسعينيات بمعني ان المدارس معظمها متهالكة وجدرانها اشبه بجدران السجون البائسة وعلية فلاتستغرب عندما ستنقلُ لكم الاخبار” أنيهار مدرسه وسقوطها على الطلبه .” واذاكان هذا حال الركن الاول فإن الحديث عن الركن الثاتي وهو المعلم المدرس فهو ليس بأفضل حال من سابقة . إن المدارس تعاني من نقص مزمن في الكوادر التدريسية يقابلها غياب التخطيط الواقعي ويضاف عليها سوء إدارة وتوزيع لهذة الملاكات فبعضها يُعاني الشحة والآخر التخمة مما تسبب في أن معظم المدارس تسد النقص( ذاتياً) بمعنى أن المعلم لايدرس وفق تخصصة حيث أن مدرس ومعلم التربية الفنية أصبح الجوكر يدرس كل الكتب وليس غريباً ان يٌدرس معلم الانكليزية القراءة والحساب فيما يحدث العكس ان معلم القراءة يدرس الانكليزية او العلوم ويسد النقص ذاتيا ناهيك عن اهمال واضح لهذا المعلم( اقتصاديا وقانونيا )واذا تحدثنا عن “الركن الثالث” وهو الكتاب وبالاخص هذا العام فمعظم الطلبة حرموا من متعة الحصول على الكتاب الجديد ذو الألوان الزاهية والطباعة الواضحة وتلك الرائحة التي تنبعث من الكتاب الجديد حيث تم تسليمهم كتباً قديمه ممزقة وفاقدة أجزاء منها وليت الأمر ينتهي بالكتاب فقد اثقلت العوائل بشراء الكتاب والقرطاسية وهذا ما ترك أثرا سلبيا على العوائل المُثقلة بهوم الحياة في الغالب فإن الطالب يحتاج لملابس الزي وحقائب وقرطاسية ويحتاج خط نقل من البيت إلى المدرسة وتلك متطلبات باتت ترهق العوائل وامر نحقيقها غاية الصعوبة. وعلينا أن نسجل أيضا هو ذلك الانهيار في المنظومة التربوية والاخلاقية للمجمتع فإن طلبة اليوم هم ليسوا طلبة الثمانينات او التسعينيات وحتى ان العوائل أيضا هي ليست بمستوى العوائل في تلك السنيين المنصرمه وقد شاهد الجميع كيف تُهان المدرسة والمدرس والمعلم والمعلمة من قبل الاهالي وكيف تُغلق مدارس ويُعلق بها الدوام بسبب خلافات عشائريه تحرمُ المعلم من الوصول إلى مدرسته وكذلك سجلت في احدى المدارس مقتل احد كوادرها داخل المدرسة بسبب التطرف العشائري والثأر وكأن هنالك يداً تريد تجهيل وتسطيح المجتمع ونشر الأمية اذا ماعلمنا بأن نسبه التسرب من المدارس أصبحت عالية جدا وتحتاج إلى دراسة حقيقية لإنقاذ مايمكن انقاذة .
ان المؤسسة التربوية على وشك الانهيار مالم يتم انقاذها من خلال خطط وحلول انية ومستقبلية وهنا نحن لاتتحدث عن هذا العام أو الذي سبقة بل نتحدث عن ١٩عام مضت لم تصل يد الحكومات رغم الوفرة المالية إلى هذا القطاع الهام وكل ماتفعله هو قرارات خجولة لاتتلائم مع حجم المشكلة وأهمية وحساسية الموضوع ..