20 ديسمبر، 2024 11:45 ص

( تربية الأنبار )  تحتاج لمن يضمد جرحها !  

( تربية الأنبار )  تحتاج لمن يضمد جرحها !  

ما وضعت ( المديرية العامة لتربية محافظة الأنبار ) يدها على مشروع أو عمل أو برنامج إنمائي أو خدمة مجانية تقدمها لمواطني المحافظة إلا وفتحت عليها جبهات وتبدأ رحلة أخرى من المواجهات كي تكون تربية الأنبار بعيدة عما يحدث في المحافظة من قتال شرس بين الكتل والأحزاب والعشائر للإستحواذ على سلطة المحافظة التشريعية والتنفيذية ، وللتذكير فقط فإن تربية الأنبار تعد منفردة من بين الدوائر والمؤسسات العاملة في المحافظة بإستقلاليتها الكاملة عن أي قرار تتخذه المحافظة مهما كانت صلاحياتها .. فللمديرية العامة لتربية الأنبار مجلس مؤلف من مدير عام ومعاونيه الإداري والعلمي ورؤساء الأقسام وهم مدراء ضمن التشكيلة الإدارية لوزارة التربية ولا تنفذ التربية أي قرار إلا من وزارة التربية حصرا .. مئات المؤتمرات العلمية والندوات والحلقات النقاشية وورش العمل واقامة النشاطات الكشفية والرياضية والثقافية والفنية لوفتح أبواب المديرية ومكتبات التربية ومختبراتها فضلا عن الإستشارات المجانية لجميع التخصصات للمحافظة ودوائرها ومشاريعها ومنتسبيها مجانا ثم تواجه التربية بهجوم يليه هجوم آخر من هذا المسؤول أو ذاك ! في الوقت الذي يتطلب من الجميع تكاتف الأيدي وتوحيد الجهود معا كي نعيد تربية محافظة الأنبار ما فقدت.. فحجم الضرر وما تعرضت له من تخريب متعمد كبير وإعادة أعماره ليس بالأمر المستحيل ، لكنه يصبح مستحيلا حين يخرج أحد مسؤولي المحافظة للنيل من المديرية العامة للتربية ومسؤوليها ومنتسبيها وحتى طلبتها بإتهامات عارية عن الصحة جملة وتفصيلا ثم يبدأ بإطلاق الوعيد والتهديد وهو أول من يعلم ما هو وضع التربية وظروفها وطبيعة التدمير الذي لحق بها وبأبنيتها وكلياتها وقاعاتها ودورها السكنية.. وكان من الأفضل لهذا المسؤول أن يبدأ سلسلة من الإتصالات مع مسؤولي وزارات الدولة كي يتم إصلاح وإعادة إعمار موقع التربية وجميع المدارس والمؤسسات التابعة لتربية الأنبار .. فمنذ اليوم الأول لإحتلال مدن الانبار من العدو الداعشي الظالم ونحن على وشك إنهاء إمتحانات سنة دراسية كاملة تمكن منتسبو التربية الأعزاء وطلبتها جميعا من تجاوز أقسى الظروف وأشدها حيرة وتعبا ومعاناة رغم أن معظمهم نزح عن داره وعن أهله وعن مدينته وتوزعوا في كل مدن العراق بدءا بعاصمتهم بغداد وشمال العراق الحبيب ومحافظات الوسط والجنوب ونجحوا في إنشاء وبناء الممثليات البديلة المؤقتة في بغداد وموقع اربيل والسليمانية الأقل توسعا ، وتحملوا ظروفا لم تشهدها تربيات العراق الجديد مثيلا في الصبر والإخلاص والإنتماء وهو الإنتماء الأعز والأكبر لبلدهم الواحد العراق.. كان منتسبو التربية من النازحين من مدير عام ورؤساء أقسام واخص منهم القسم الأكبر قسم توفير التجهيزات من الكتب والرحلات المدرسية أول من حمل حقائبه وإستقر في مخيمات الكيلو 70 والـ 18 والخالدية وعامرية الفلوجة وكل المخيمات التي تجمع صبر أهلنا وفتحت التربية مراكز جديدة في بغداد وكركوك واربيل والسليمانية ومن لوازم المخازن من التجهيزات الكاملة وتأجير مدارس ونصب كرفانات لاستيعاب الطلبة النازحية في كافة بقاع الارض في العراق رغم الصعوبات الكبيرة ورواتب المدرسين والمعلمين والموظفين , ولم يقف منتسبو تربية الأنبار مكتوفي الأيدي وهم يرون المخيمات وموجة من الحر تداهم بلدنا كان أكثر المتضررين بسببها سكنة المخيمات فتوكل الجميع على الله وبإسم الله ، ونظمت تربية الأنبار حملات يومية على جميع المخيمات وبخاصة الكبيرة لتوزيع الطعام والملابس والماء البارد والثلج وزيادة عدد الأطباء وعياداتهم المجانية داخل المخيمات وهي حملات مستمرة وفتح مدارس لطلبة المخيمات .. حتى يكتب الله العودة لجميع النازحين بإذن الله إلى ديارهم بالكامل خلال الأيام المقبلة القادمة .. ماذا بعد وكيف يمكننا التعامل مع بعض مسؤولي المحافظة المبطنين بالحقد على الجامعة ومستقبلها ! 
ألم يكن من الأولى أن تقوم دوائر ومؤسسات المحافظة بتوحيد الجهود وتوجيه العاملين في دوائر المحافظة بالعمل الجدي الصادق للمساهمة في رفع آلاف الأطنان من الأنقاض داخل تربية الانبار .. وإزالة مئات العبوات من أبنيتها وشوارعها وساحاتها وتأمين الأبنية المفخخة التي مازالت حتى الآن تشكل خطرا كبيرا على حتى من يقترب منها والمساهمة الفاعلة في إعادة بناء وصيانة وترميم عشرات الأبنية المتضررة وأولها مجمعات التربية ، بدلا من هذه التصريحات الإستعراضية لبعض مسؤولي المحافظة من داخل المجلس ومن خارجه لأن مصير وسلامة أبنائنا طلبة تربية الأنبار ومنتسبيها لا يتحمل مسؤوليتها وتبعاتها سوى الإدارة المسؤولة عن تربية الأنبار ومدارسها والإبتعاد عن التراشق الكلامي والإقتراب من منظومة الحقيقة والصدق لأن ( تربية الأنبار) تعني محافظة الأنبار بكل مقوماتها وأهلها ومدنها وأسواقها وتاريخها وصبر أهلها وعنوان حضارتهم وتقدمهم ومدنيتهم ومستقبلهم الزاخر بالمجد والولاء للعراق الواحد العزيز

أحدث المقالات

أحدث المقالات