23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام, ومبدأ الصراع بين الخير والشر مستمر  قائم ,ودائما”  يتجسد الخير في من يتبع رسالات السماء, ويؤمن بالشرائع والحدود التي اقرها الله سبحانه,  فمحور الخير قد تجسد في ادم عليه السلام ,   أماالشيطان الرجيم  فهو يمثل  محور الشر,  وبعد ذلك أنتقل الصراع الى نسل آدم عليه السلام بين هابيل وقابيل, وحدثت أول جريمة قتل  عندما أقدم قابيل على قتل  أخيه هابيل بسبب الطغيان والغيرة لأن الله تقبل قربان هابيل لأنه انتقى  افضل ما لديه  من العطاء ليقدمه لله و قابيل انتقى أسوء ما لديه , وبقي مبدأ الصراع قائما”   بين الطرفين , فمن اتبع اوامر الله دخل معسكر الخير, ومن اتبع الشيطان  دخل معسكر الشر,  وبقي دائما” ديدن الطغاة اتباع خطوات الشيطان وعصيان أوامر الله وقتل الصالحين من صفوة خلقه من الانبياء والاولياء, ممن اتخذوا من اصلاح البشرية منهجا” وطريقا”  ومن عبادة الله  زادا” لا يحيون دونه,  موسى ابن جعفر (عليه السلام)   احد دعائم الامة الاسلامية ومحورا من محاور الخير في الارض ودعاة المنهج القويم من ذرية الرسول الاكرم ( عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام) , ومن ابناء علي وفاطمة عليهما السلام , سار على نهج آبائه وأجداده في اتباع طريق الحق  والدعوة الى سبيل الله, ومقارعة الطغاة, عاش زاهدا”  في الدنيا عابدا”, حليما” كاظما” للغيظ, راغبا” الى الله, يقضي ليله ونهاره ساجدا” بين يدي ربه, حتى لقب براهب بني هاشم, وكما هو حال الائمة المعصومين عليهم السلام جميعا”  فهو احد منابع العلم والفقه وعرف عنه ذلك منذ نعومة اضفاره,  وكرس حياته الشريفة في العبادة وقضاء حوائج الناس والدعوة الى الاصلاح  وتفقيه الناس في الدين ليحافظ على دين الله ورسالة جده , كان  ككل المصلحين من ال محمد كلمة الحق   التي تصك مسامع المفسدين وتهدد عروش الطغاة  وجبروتهم,  فأتخذ من الايمان سلاحا” ونذر نفسه لله حتى لاقى ما لاقى من عذاب في مطامير السجون فجعل السجن مكانا” للعبادة وكان يقول في دعائه(( اللهم أني قد طلبت منك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد )) , فقد قهر السجان وانتصر على القيود, الى أن مضى شهيدا” في سبيل لله , وبقي فكرا” وألقا” ووهجا” لا ينطفئ , ذكره ومنهجه باقٍ على مدى الدهر, اسطورة من اساطير آل محمد (عليهم افضل الصلاة والسلام) , وشمس من شموس الحقيقة لا يختفي أثرها ولاينطفئ وهجها,  فقد هزم الطغاة ومحى ذكرهم  ومضوا تصحبهم لعنات التاريخ, أما موسى ابن جعفر عليه السلام بقي ترنيمة من ترانيم الخلود  تتجدد على لسان الدهر مهما طال الزمن  وكلما ذكر الحق ,وبقيت قبابه شامخة تهوي اليها القلوب المحبة  والعقول المتبعة لطريق الصواب ولتكون قصة انتصاره على الجلاد رمزا” لانتصار الانسانية, وتجسيدا” لأرادة الله في أعلاء كلمة الحق ومعاني الفضيلة , السلام على موسى ابن جعفر, يوم ولد ويوم استشهد, ويوم يبعث حيا” .