في الموروث ( يا شدي ضيقي حنى تنفرجي).
قبل أن نناقش هذه الحكمة، نضع ما حدث من محاولة اغتيال مرشح منافس الرئاسة الامريكية ( دونالد ترامب ) مؤخراً على مبضع التشريح، ونبدأ بالجواب على السؤال الآتي:
هل التصعيد بين اليسار واليمين الامريكي الأخير على خلفية محاولة اغتيال مرشح الرئاسة الامريكية ترامب يصب في صالح العراق؟
لاريب أن تداعيات ارباك الوضع الداخلي الامريكي، سيمنح العراق فرصة التقاط النفس بسبب حجم الضغوطات التي تسلطها الادارات الامريكية المتعاقبة على العراق، وبذلك يُمكن العراق من ترتيب علاقاته مع اصدقائه الدوليين والاقليميين، فضلاً عن فرض هيبة الدولة وسيادتها وطنياً من خلال اقرار بعض الاجراءات ازاء بعض ممن يستقوون بأمريكا داخلياً!.
أما في حالة فوز ترامب في الرئاسة الامريكية، فخلاص العراق من الكماشة الامريكية مسألة (مواجهة)، وقطعاً سيكون بطل تلك المواجهة وصانعها الرئيس ترامب بنفسه!، عندها يكون لسان الحكمة السالفة حقيقة على ارض الواقع.
فمواقف ترامب ازاء العراق والمنطقة واضحة ومباشرة، فهو قد صرح في حال فوزه سيسيطر على النفط العراقي بأكمله، وتكون فصائل المقاومة هدفاً مباشراً، وقاعدة الاسد القاعدة الرئيسية لحماية إسرائيل ومواجهة التهديدات الإيرانية!!!.
اهداف لا يمكن وصفها بالساخنة بل باللاهبة!، فالعراق ليس السعودية ليتم (حلبه) بتلك الطريقة الفجة، ومشكلة الانكليز انهم لا يريدون افهام ترامب عن حقيقة الشعب العراقي و(أبو ناجي) اخبر الناس بـ (فالته ومكوراه)، فما بالك اليوم؟، لانهم يريدون أخذ دور أكبر مما منحتهم اياه الولايات المتحدة الامريكية بعد تغيير النظام عام 2003، عبر اضعاف امريكا وامكانية تلاشي دورها في العراق، وسينتظر الانكليز على التل نتائج المواجهة بين الشعب العراقي والولايات المتحدة الامريكية، التي لا تريد أن تفهم العلاقة الطردية بين وجودها ووجود فصائل المقاومة، الذي يمثل حالة نسيجية مجتمعية للمقاومة يمنحها التواجد الامريكي شرعية وجود وقاعدة شعبية ستكون حاضرة للمواجهة جنب الى جنب مع المقاومة في حال استهدفتها امريكا مباشرة، فضلا عن عدم امتلاك امريكا ضداً نوعياً او صديقاً على الارض في حال حدثت المواجهة، اضافة الى تغير قواعد الاشتباك اقليمياً، فوحدة خط المقاومة ( اليمن ـ لبنان ـ سوريا ـ العراق)، عامل مقلق وحاسم في منع الدعم اللوجستي يضعف كثيراً فرص تحقيق انتصار واضح وحقيقي.
ومما يزيد الطين بله موقف ترامب من حلف الناتو، وتصريحاته المتكررة بعدم حاجة امريكا لبقائها في هذا الحلف الذي اضر بها كثيراً دون تحقيق عوائد فائدة امريكية.
وعلى خلفية تلك العوامل يبدو ان الامريكيين يسيرون الى حتفهم، كما خطط ايرانياً بعد اغتيال قادة النصر قبل اربع سنوات، وبالاتفاق مع الروس على اخراج الامريكان من منطقة الشرق الاوسط، بعدما عجزت المغريات الامريكية عن ثني ايران عن هدفها المعلن وهو خروج آخر جندي من المنطقة!.