لما وقعت احداث سبتمبر في امريكا كان وزير الخارجية الأمريكية كول باول فيالعاصمة البرازيلية برازيليا فقال كلمته المشهوره( لن يغيروا قيمنا) ويقصد بهاالقيم الحضارية، اساسها الديمقراطية والرفاهية المبنية على النظام وحكمالقانون، ولكن الرجل كان مستعجلا بالحكم، فقد وجد نفسه ومعه أغلب القياداتالأمريكية متورطة (بخلطة)مشاريع، المعلن بها تحقيق العدالة والقصاص منالفاعلين واستمرار قيادة أمريكا للنظام العالمي ، اما المخفي خليط لمواجهةانتقامية وأخرى إمبريالية، وبالقطع ، يجب ان تتجاوز قضية الشرق الأوسطوالصراع الإسرائيلي العربي الإسلامي في المنطقة وطبعا وفرت احسن فرصةللمرضى اليهود بشحن الماكنة الحربية والامنية الامريكية للانتقام من العربوالمسلمين احياء وحتى اموات، من ايام القينقاع إلى حكم الامير محمد ابنسلمان ،
هذه الحملة فتحت عند اصحاب القرار الأمريكي افاق سياسية وامنيةاستدعتهم لتعبئة داخلية وخارجية كان يجب ان يوفروا لها وكالات وامكانياتتوظيفية ومصاريف فلكية تغطي هذه الخلطة، بدون حساب لتأثيراتها الداخليةوالخارجية ، اما وقد تعثرت الحملة الأمريكية وفتحت شهية تنظيمات ارهابيةمتنوعة، دكاكين باسم الإسلام التكفيري و إيراني تقابلها تنظيمات امنيةوعسكرية ومخابراتية رسمية وأخرى ارتزاقية باسم المقاومين للارهاب منجماعات اكاذيب المجتمع المدني التي لا عد ولا حصر لها ،وحتى ازدهار أعمالتنظيمات تهريب البشر والمخدرات في الأمريكتين التي تكلف ارواح الأمريكانوحدهم أضعاف ما قتله ارهاب ابن لادن وداعش وايران، والتي دفعتم لتصنيفها بالارهاب، ثم استغلال الصين لانشغالات الأمريكان وصعودها الصاروخي، وفضيحة الانسحاب الأمريكان من افغانستان وترك الجمل بما حمل لطالبان ، الذي شجع روسيا لغزو أوكرانيا وتكون سيده على اوربا ،وتراجع امريكا فيميزانها التجاري ، جعلت المواطن الأمريكي الذي كان قد كفر بالأجنبي الذياستغل نظامهم المتسامح فأجرم ب سبتمبر ٢٠٠١ هو نفسه الأجنبي الذيافشل مؤسساتهم ووكالاتهم السياسية والامنية والاقتصادية في التصديللتحديات التي صنعتها احداث سبتمبر وهو نفسه الأجنبي الذي نقل مصانعهممن امريكا إلى خارجها، هو نفسه الأجنبي الذي اغرق أسواقهم بالسلع معفاةمن الرسوم الكمركية ؟ وهو نفسه الأجنبي الذي جاء بتأشيرة عمل مؤقته ليعملبمزارعهم يساوي الأجنبي الذي ينافسهم على المعونات المعيشية ، هو نفسهالأجنبي الذي فرض عليهم القوانين البيئية وجعلهم يستوردون الطاقة النفطية، هو نفسه الاجنبي الذي حطم سمعتهم بالعراق وافغانستان وأشعل الفسادوالفوضى التي اصبحت سمه عالمية هو نفسه الاجنبي الذي كان ومازال سببكل المظالم الأمريكية ، حتى جاء ترامب الماخوذ بالمجد الهوليودي ومعه مجاميعمن السطحيون ومعهم بعض اليهود السذج والذين لا تحركمهم إلا الرغبةبالكسب الحرام قبل الحلال ليشكلوا حركة احتجاجية مستغلين جروح الأمريكانوتطلعهم لتحقيق شعار (جعل امريكا عظيمة مرة اخرى)، ليفوزوا بحكمالأمريكان ٢٠١٦ ،
بالواقع، لم اكن متفاجئ من فوز ترامب بالفترة الرئاسية الاولى ولا الثانية ، فيالاولى كان الامريكان ، بما فيهم أنا وكثير من الملونين صوتنا له محبيطين منسياسة اوباما ،ومتاملا مع غيري ، بهذا الرئيس الذي صنع مجده الشخصيليس بالمليون دولار الذي اقرضه له والده ولكن كانت هي ثقتي وإيمانيبمنظومة حكم القانون الأمريكي الذي مكنته مع غيره للنجاح الأمريكي والعالمي،ولكن ، بمجرد بدأ مسيرته لم نتلمس من إلا سياسة الانتقام والدسائس والتامرعلى قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان و حكم القانون التي بنت امريكا مجدهاوتفوقها العالمي على كل أمم الارض ،واهمها رعونية التآمر مع القيادة الأوكرانيةلتحطيم منافسه بايدن وأنهاها بثورة استهتارية لنتائج الانتخابات شكلت وصمةعار حتى مع المقارنه بالأمم الدكتاتورية التي يفوز رؤسائها ب ٩٩.٩٩٪ منالأصوات ،
اما في ولايته الثانية فاني اعلنت بأكثر من قناة تلفزيونية قطعي بفوزه علىحكم بايدن طولا وعرضا ، هو ونائبته شيوخه ونوابه، كل شيء، ليس لان المهاجرين يذبحون الكلاب ويشوهها ويأكلوها في الشارع العام ولا ارتفاعاسعار بيض المائدة في الأسواق ، وانما الجرح الذي اصاب ضمير الأمريكانمن مذابح غزه والفلسطينيبن التي دفعتهم ان سيقبلون التصويت لرئيس جربواجنونه بداء العظمى الذي سبب الفوضى في كل مكان وانما كانوا مستعدينحتى للانتحار بالتصويت للشيطان على ان يقبلوا بايدن وفريقه الملطخةاياديهم بدماء الغزاويين، خاصة مع اشتعال مظاهرات اصحاب الضمير فياعظم الجامعات الأمريكية ،
وبمجرد وضع الرئيس ترامب أشرطته الحاده على شحم ولحم مؤسساتهالفدرالية المترهلة وارتفاع صراخ الشارع الأمريكي حتى ورطه اللوبي اليهوديباجنداتهم الخارجية ، لم يخشوا او يستحوا بوضع طاقم مجلس الأمن القوميوالرئيس ترامب بقيادة رجل اعمال متصهين معهم إلى حد النخاع مثل ستيفويتكوف، بحيث لم يتوانى الرئيس المستعجل بتنفيذ أجندات ويتكوف بارتكاباكبر فضيحة عرفها الدبلوماسيه من منذ نشأتها، لما شتم ووبخ وطرد الرئيسالأوكراني امام كل شاشات الاعلام، هزت الغرب قبل الشرق ، حتى بقلبالصدمة، لم يصرف القادة الأوروبيين دقيقه واحدة للاستهزاء او النقد ببقدراستعجالهم وانشغالاتهم بالكيفية التي تنقذ امريكا من خطر الهوان والخسرانالذي وضع به ترامب أمته وكل الامم المتحضرة ، بصور النفاق والمجملاتالاوربية التي اعقبت الفضيحة ،
للأسف ،ان ما حصل لحد الان هو ليس الفصل السيء من احداث سبتمبر٢٠٠١ وطريقة معالجة الخطأ بالخطأ ، وانما ننتظر ما هو اسوء للامريكاتوتاثيراتها على العالم ، بسبب ظاهرة الاستسلام لسياسة ترامب وفريقه، واقصد الاستسلام الداخلي ، فتلاحظون الديمقراطيون بكل جلالتهم مبطحونإلا بدعاوى قضائية هنا وهناك ،لا يعرفون كيف يواجهون هذه الفوضى بمافيهم حكيمهم اليهودي المخضرم رئيس الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي(شوماخر) الذي ضيع على حزبه الديمقراطي فرصة صد هذه الفوضى ولوبوسيلة الموازنة التي مررها على رغم رفض اغلبية اعضاء الحزب، واليوممنقسمون ومشتتون إلى حد الانفجار ، اما على الصعيد الخارجي تتذكرونكيف ان بايدن وكل القادة الموالين لاسرائيل حذروها من تجربتهم بعد ١١ سبتمبر، ولكنهم استسلموا لجنون اسرائيل وإجرامها مرغمين ، والاسوء هواستسلام رعاة ضحايا العرب والمسلمين،مراجعهم السياسية والدينيةالعظمى،لذين يصلون ويحجون ويزكون ويصومون ويعيدون واهلهم في غزة اماقتلى وجرى او جوعى وعطاشى ،صاروا لا يمكن ان تفرقهم بين انقاضمدينتهم غزة إذا كانوا احياء او اموات و جثثهم تبكي عليها حتى الحجر ، ولانريد ان نكرر تعليقنا على استسلام اوربا وإجبارها حتى لهذا الرئيسالكوميدي (زلنسكي) الذي صنع له بطولة قومية وعالمية بفضيحة مواجته معترامب ونائبه ، ثم عاد مستسلما لترمب وفريقه باعتذار خدش الرأي العام العالمي قبل ان يثير الأسف والإحباط عند الاوكران،
بالاخير ،اقول إذا تحاول القوى الأمريكية او القوى العظمى والرأي العام إقناعالسلطات الأمريكية بتحقيق العدالة بين الاسرائليين والفلسطينين وفق القوانينالدولية ومبادي العدالة فانها لن تكسر ظاهرة ١١ سبتمر وما تلاها من تراجعالقيم الأمريكية والغربية التي وصلت بالرئيس ترانب وفريقه يشطب الوسائلوالمقومات التقليدية التي روجت للقيم الأمريكية والهمت العالم على تحديالدكتاتوريات والأنظمة الأوتوقراطية من اسيا مرورا بأفريقيا وأوروباوالأمريكيتين مثل وكالات الدعم الإنساني والإعلامي التي تاسست بعد الحربالعالمية الثانية ،اما إذا استمرّت الجلطة الدماغية في الرأس الأمريكي ( اسرائيل) تنتشر بلا علاج في الجسد الأمريكي فقد تأتي الظاهرة الترامبية منهو اسوء من ترامب ويدمر كل مابنوه الأمريكان ، وعندها يستحيل على امريكاان تعود عظيمة مرة اخرى وللابد،،،